https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Tuesday 17 October 2023

الشاعرات الاندلسيات

أشهر الشّاعرات ومن أقدم الشاعرات الأندلسيات التي تعرّضت لها الباحثة الإسبانية”حسّانة التميمية”و هي من” إلفيرا” بغرناطة ولدت خلال إمارة عبد الرحمان الداخل (756 -788م) وأوردت قصيدة مدح لها بعثت بها الى الأمير الحاكم الأول، تطلب منه فيها حمايتها من جور حاكم غرناطة . ومن أشهر الشّاعرات الأندلسيات التي ورد ذكرها في كتاب “نفح الطيّب” للمقرّي، وهو من أكبر المصادر القديمة التي حوت ثبتا لكثير من أسماء الشاعرات الاندلسيات، وفي” جدوة المقتبس” للحميدي، و”الصلة” لإبن بشكوال، و”التكملة ” لابن الآبّار، و فى سواها من المصادر العربية الاخرى نجد “لبنى” كاتبة الحاكم المستنصر، والشاعرة الغسّانية، وحفصة بنت حمدون الحجارية،وأمّ الكرام بنت المعتصم ابن صمادح،وغاية المنى ، وإعتماد الرميكية زوجة المعتمد، وعائشة بنت قادم القرطبية، ومريم بنت أبي يعقوب الأنصاري ،وأمّ العلاء بنت يوسف البربرية ، وحمدة بنت زياد المؤدّب وأختها زينب ، وقمر جارية إبراهيم اللخمي ، وأنس القلوب ، ومولاة أبي المطرف بن غلبون العروضية،ومهجة ومتعة القرطبيتين ،ونزهون الغرناطية ،والعبّادية والدة المعتمد، وبثينة بنت المعتمد ابن عبّاد، وأم المنى، و الأديبة الشلبية،وأسماء العامرية ،وحفصة الركونية، والشاعرة الأميرة الشهيرة ولاّدة بنت المستكفي الخ. نماذج من أشعارهنّ ونكتفي كمثال لشعر هذه الأسماء الوافرة بشاعرتين أندلسيتين إثنتين تقدّمان لنا الدليل على مدى تفوّق وسيطرة الشّاعرات العربيات في الأندلس على ناصية الشعر، و تمكنهنّ من قرضه.و قد أثبتت الباحثة الاسبانية مقطوعات شعرية لاحداهنّ و هي ولاّدة صاحبة ابن زيدون التي تقول: ترقب إذا جنّ الليل زيارتي فإنّي رأيت الليل أكتم للسرّ ولي منك ما لوكان بالشمس لم تلح وبالبدر لم يطلع وبالنجم لم يسر كما أنّها إشتهرت ببيتين من الشعر قيل إنّها كانت تكتب كل واحد منهما على جهة من ثوبها: أنا واللّه أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها وأمكّن عاشقي من صحن خدّي وأعطي قبلتي من يشتهيها وولاّدة هي بنت الخليفة “المستكفي بالله”، كانت واحدة زمانها في الأدب و الشعر، حسنة المحاضرة لطيفة المعاشرة ،مع الصيانة والعفاف. وكان ابن زيدون يتعشقها و له فيها القصائد الطنانة والمقطوعات البديعة،أشهرها نونيته التي يقول في مطلعها: أضحى التنائي بديلا عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا ويقول فيها أو عنها كذلك: إنّي ذكرتك بالزهراء مشتاقا والافقّ طلق ووجه الأرض قد راقا وللنّسيم إعتلال فى أصائله كأنّما رقّ لي فاعتلّ إشفاقا وكانت ولاّدة أولا تطارحه شعرا بشعر، وتبادله حبّا بحب،ثم قلبت له ظهر المجن وصارت تهجوه، وكان لها مجلس يغشاه أدباء قرطبة وظرفاؤها ،فيمّر فيه من النوادر و إنشاد الشعر شيء كثير. وأمّا الشاعرة الثانية فهي ” حمدة أوحمدونة بنت زياد المؤدّب” التي كان يقال لها خنساء المغرب لقوّة شعرها، و سموّ إبداعها ،ولها المقطوعتان العجيبتان المشهورتان بالمشرق و المغرب و اللتان مازال أهل البلاغة يجعلونهما مثلا أعلى للنسج على منوالهما و الحذو على حذوهما، تقول في المقطوعة الأولى: ولمّا أبى الواشون إلاّ فراقنا وما لهم عندي وعندك من ثار وشنّوا على أسماعنا كلّ غارة وقلّ حماتي عند ذاك و أنصاري غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ومن نفسي بالسيف و السّيل والنار وتقول في المقطوعة الثانيةالجميلة وهي مشهورة جدّا: وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف الغيث العميم حللنا دوحه فحنا علينا حنوّ المرضعات على الفطيم و أرشفنا على ظمأ زلالا ألذّ من المدامة للنديم يصدّ الشمس أنّى واجهتنا فيحجبها ويأذن للنّسيم يروع حصاه حاشية العذارى فتلمس جانب العقد النظيم .

No comments:

Post a Comment