https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Tuesday 17 October 2023

التطيلي الأعمى

التُطَيْلِي الأعمى أو أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي الأعمى التطيلي، وله كنيتان هما «أبو جعفر» و«أبو العباس»، هو شاعر ووشاح أندلسي عاش في عصر المرابطين، عُرف بالأعمى وبالأُعَيمى لعاهته، وبالتُّطِيْليّ نسبة إلى مسقط رأسه تُطِيلة، كما لقبه بعض مؤرخي الأدب بمعري الأندلس. لم تجزم المصادر التاريخية أو الأدبية بتاريخ ولادته أو وفاته، إلا أنه من المرجح أن تكون ولادته سنة 485 هـ (اعتمادًا على كتاب نكت العميان للصفدي) وأن وفاته كانت بين عامي 513 و535 هـ. قضى التطيلي معظم حياته في إشبيلية، وكانت يومئذ عامرة بمجالس الأدباء والعلماء، فنهل من علوم عصره من لغة، وأدب، وتاريخ، وفقه، وأصول، وحديث، واشتهر شاعراً وشاحاً. كان يلازمه في روحاته وغدواته شاعر معاصر له، لُقب بعصا الأعمى، هو أبو القاسم بن أبي طالب الحضرمي المَنيشي (نسبة إلى مَنيش من قرى إشبيلية)، ويرجح أن التطيلي أقام بقرطبة حقبة قصيرة، ومدح قاضيها أبا القاسم ابن حمدين (ت 521هـ). لم يعمر التطيلي طويلًا. شعره ترك التطيلي ديوان شعر وموشحات، وتناول معظم الأغراض المعروفة من مدح ورثاء (وهما الغرضان الرئيسان في شعره) ووصف (وكان قليلًا؛ لأن عاهته حالت دون إكثاره منه) وغزل وشكوى وهجاء. وبسبب هجائه اللاذع لقب ببشار الأندلس. له قصيدة مشهورة، أولها: لعلى أرى باقٍ على الحدثان ألا حدثاني عن فلٍ وفلان كان من أبرز من مدحهم التطيلي محمد بن عيسى الحضرمي ـ أحد أعيان القواد في الأندلس ـ وابن زُهر الإشبيلي، وكان شاعرًا وطبيبًا، كما مدح من النساء الأميرة حواء بنت تاشفين. أما الرثاء فهو وافر في شعره لأنه أصيب في أهله ومعارفه، وبعض أصدقائه، وله مراثٍ في زوجته أو في بعض النساء، وقد جمع ديوانه الدكتور إحسان عباس. كما قال شعرا وفيرا في أسرة بني عشرة. موشحاته برع التطيلي في نظم الموشحات، وكان أبرز شعراء الموشحات في عصر المرابطين. وقد ذكر أن جماعة من الوشاحين اجتمعوا في أحد المجالس في إشبيلية، وقد استحضر كل واحد منهم موشحة ألّفها وتأنق فيها فتقدم الأعمى التطيلي لإنشاد موشحته وما كاد ينتهي منها حتى مزق كل وشاح موشحته إجلالاً للتطيلي وإعجاباً بموشحته، وفيها يقول: ضاحك عن جمان سافر عن بدرِ ضاق عنه الزمان وحواه صدري آهِ ممّا أجد شفّني ما أجد قام بي وقعد باطشٌ متّئد مكانته الأدبية قال ابن بسام عنه في الذخيرة: «له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يُجارى، وذهن لا يُبارى، ونظم كالسحر الحلال ونثر كالماء الزلال.» كما قال عنه ابن خلدون في مقدمته «التُّطيلي سابق فرسان حلبة الوشاحين في دولة المُلَثَّمين» وفي العصر الحديث دعاه مصطفى عوض الكريم في كتابه «فن التوشيح» بقطب التوشيح الأعظم؛ لأن شهرته في الموشحات كانت أكثر منها في القصائد. الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » إلى الله أشكو الذي نحن فيه عدد الابيات : 29 طباعة إلى الله أشكو الذي نحن فيه أسىً لا يُنَهنِهُ منهُ الأسى على مثلها فلتشقَّ القلوبُ مكانَ الجيوبِ وإلا فلا فشا الظلمَ واغترَّ أشياعُهُ ولا مُسْتَغاثٌ ولا مُشْتَكى وساد الطَّغَامُ بتمويههمْ وهل يَفْدَحُ الرزءُ إلا كذا وطالت خُطَاهُم إلى التُّرَّهاتِ ألا قصّرَ الله تلك الخطا وأعْجَبُ كيفَ نضلُّ السبيلَ ولم نأتِهِ واهتدته القطا وكيف تَضاحَكُ هذي الرياضُ وكيف يصوبُ الغمامُ الحصى وهيهات لم يعتمدْ أن يجودَ ولكن لما نحن فيه بكى وماذا بحمصٍ من المضحكاتِ ولكنَّه ضحكٌ كالبكا وذا اليومُ حَمَّلنا فادحاً خَضَعْنا له وانتظرنا غدا وَنُغْضِي على حُكْم صَرْفِ الزمان وبين الجوانح جَمْرُ الغَضَا ويا رُبَّ إلبٍ على المسلمين زَوَى الحقَّ عن أهله فانْزَوى هو الكلبُ أَسَّدَهُ جَهْلُهُ وطال فخالُوْهُ ليثَ الثَّرى وراعهمُ زأرُهُ فيهمُ ولو كانَ في غيرهمْ ما عوى كفاهُ الهوانُ احتقارَ الهوان فسنَّ الأذَى باحْتِمالِ الأذى تهاونَ باللهِ والمسلمين وقد كان في واحدٍ ما كفى وقد خلعَ الدينَ خَلْعَ النَجادِ وقد أكل الدِّينَ أكلَ الرِّبا فمرآه في كلِّ عينٍ قذى وذكراهُ في كلِّ حلقٍ شَجَا إذا سُئِلَ العَسْفَ بالمسلمين فأَجْوَدُ من حاتمٍ بالقرى وإن أمكنتْ منهمُ فُرْصَةٌ فأَفْتَكُ من خالدٍ بالعدا ولا بدَّ للحقِّ مِنْ دُوْلةٍ تُميتُ الضَّلالَ وتُحْيي الهُدى فيا سحرَ فرعونَ ماذا تقول إذا جاءَ موسى وأَلقى العصا وقد عزَّ في مَنْعِ سلطانه كُلَيْبٌ فكيفَ رأيتَ الحِمَى وإنَّ أمامك لو قد علمتَ أشياءَ أَيسرهنَّ الرَّدَى فَمَا غَفَلَ اللهُ عن أُمّةٍ ولا تَرَكَ اللهُ شيئاَ سُدى وعاقِبةُ الظلمِ ما قد سَمِعْتَ وعَايَنْتَ لو نَهْنَهَتْكَ النُّهَى أيا أهلَ حمصٍ وقِدْماً دعوتُ وهل تسْمعونَ إلى من دعا يَقلُّ لأقداركمْ كلُّ شيءٍ فكيفَ رضيتمْ بدون الرِّضى أَلا قد لحنتُ لكم فاسمعوا وحاجَيْتُ إن كان يُغني الحجا الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » فؤاد على حكم الهوى لا على حكمي عدد الابيات : 40 طباعة فؤادٌ على حُكمِ الهوى لا على حُكْمي بهيمُ على إثرِ البخيلةِ أو يهمي متى أشْتَفي من لوعتي وأطيقُها إذا كان بجنيها فؤادي على جسمي هنيئاً لسلمى فرطَ شوقي وأنني ذكرتُ اسمَهَا يومَ النّوى ونسيتُ اسمي غَداةَ وقفنا بقْسِمُ الشوقُ بيننا على ما اشترطْنا وارتضتْ سُنّة القسْم وقد أطْلَعَتْ تلك الهوادجُ أنجماً تركنَ جفوني في الكرى أُسْوَةَ النجم فأبْتُ بدمعي لؤلؤاً فوق نَحْرِها وآبتْ بما في مُقْلَتَيْها من السُّقْم خليليَّ هل بَعْدَ المشيبِ تَعِلَّةٌ لذي الجهلِ أو في الحبِّ شُغْل لذي حلم وهل راجِعٌ عيشٌ لبسناه آنفاً كيوم يزيدٍ في بيوت بني جَرْم وهل لي حظٌّ من مُوَاتاةِ صاحبٍ له قُدْرةُ القاضي وَمَوْجدَةُ الخَصْم بدتْ رِقّةَ الشَّكوى على حركاتِهِ ورابَتْكَ في أَعْطافِهِ قَسْوَةُ الظلم كما اضَّطرَبَ الخطّيُّ في حَوْمَةِ الوَغى وَصُمُّ المنايا في أنابِيبِهِ الصُمِّ رَمَاني على فَوْتِ الشبابِ وإنما تَعَرَّضَ لي لما رآنيَ لا أرْمي ولم يَدْرِ أنّي لو أشاءُ حَمَلْتُهُ على رِسْلِهِ إنَّ الحِمَالَةَ كالسَّهم وَوكَّلَ عيْنَيهِ بإتلافِ مُهْجَتي سَيَعْلَمُ إن لم يَسْتَجِرْ بي من الغُرْم أبا جعفرٍ هذي المكارمُ والعُلا دعاءً بحقٍّ وادعاءً على عِلم أرى النّاسَ قد باعوا المروَّاتِ فاشْترِ وقد ضَيَّعُوا ما كانَ منْ حَسَبٍ جمّ وأنت أحق الناس بالحزم فأته وصوف العلا بالمال أشبه بالحزم وأنتَ بعيدُ الهمِّ مقترِبُ الجدا كريمُ السَّجايا ماجدُ الخال والعم أبيٌّ إذا لم يدفعِ الضيمَ دافعٌ بغيرِ حديث الإفكِ والحَلِفِ الإثم وأكْرَمُ مَنْ يُرْجى لدفعِ مُلِمّةٍ إذا الطّفْلُ لم يسْكُنْ إلى لُطُفِ الأمّ وأهْفى بأَلْبَابِ الرِّجالِ من الهَوى وأخْفَى وراءَ الحادثاتِ من الوهم وأحْمَى لحوْزَاتِ المعالي منَ الرَّدى وأسْخى بآمال النُّفُوسِ منَ الحِلم وذو عَزَمات لو يُساوي بها الرُّبى لطأطأَها بينَ المذلَّةِ والرُّغْم تَكَرَّمْتَ عما فيه أدنى غَضاضةٍ على خُلُقٍ ضاهَتْكَ فيه ابنةُ الكرم ولم أرَ أحْيَا منك وجهاً ولا يداً إذا استأثرَ الحرُّ المرَهَّقُ بالطُّعْم وأصْبَرَ في ظلماءِ كلِّ كريهةٍ بحيثُ يكونُ الصبر أفرجَ للغمِّ إذا الخيلُ عامتْ في النجيعِ وأُلْجِمَتْ بِسُمْر العوالي وهي تَطغَى على اللجم فلم ترَ إلا عاثراً بدمائه يحاذر كلماً أو يُدَافِع عن كلم ولا حصنَ إلا السيفُ في يدِ ماجدٍ يرى الموتَ دونَ المجدِ غُنْماً من الغُنْم هنالك حدِّث عن أُبَيَّ وجعفر وعبد المليك الشمِّ في الرُّتَب الشم تَسَمّيْتَ بالفضلِ الذي أنتَ أهْلُهُ ومعناهُ والمذمومُ أجدرُ بالذمّ وَأُلْبِسْتَ مِنْ وَشْيِ الوزارةِ حُلّةً تقومُ لها تلكَ المآثرُ بالرقم وَتَنْميك من سَعْدِ العشيرةِ أُسْرَةٌ هل الفخرُ إلا ما نَمَتْهُ وما تَنْمي بهاليلُ أبطالٌ جحاجحُ سادةٌ كأُسْدِ الشّرى في الحرب كالمُزْنِ في السلم إذا ركبوا الجُرْدَ الجيادَ إلى الوغى رأيتَ الأسودَ الضارياتِ على العُصْم سَيأتيكَ شعري ذاهباً كلَّ مَذْهَبٍ على شَهِمٍ منْ خُطّةٍ أو على سَهْم جزاءً بِنَعْماكَ الجزيلة إنني تَكَرَّمْتُ عن شَيْنِ الصَّنيعةِ بالكتم وكم لكَ عندي من يدٍ مَلأَتْ يدي ومنْ نعمةٍ أَوْلى بشعريَ من نُعم هنِيئاً لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ وعيدٌ لما حاكوا من النثر والنظم نأى الحجرُ الملثوم فيه فأَحْظِني بيمناكَ واجعلْ لي سبيلاً إلى اللثم

No comments:

Post a Comment