https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Tuesday 17 October 2023

ابن عبدون الفهري

ذو الوزارتين اليابري كنيته أبو محمد، هو عبد المجيد بن عبدون اليابري، منسوب إلى جده لأمه عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون الفهري الأندلسي اليابرتي النحوي، الشاعر المفلق. أخذ عن أبي الحجاج الأعلم وعاصم بن أيوب وأبي مروان بن سراج، وله نظم فائق، ومؤلف في الانتصار لأبي عبيد على ابن قتيبة، وكان من بحور الآداب، كتب الإنشاء للمتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس وأشبونة، وله فيهم مرثية باهرة أولها: الدهـر يفجـع بعد العيـن بالأثـر فمـا البكاء على الأشباح والصـور ثم تضعضع واحتاج وعمر فقال أبو بكر بن زهر : دخل علينا رجل رث الهيئة ، كأنه بدوي ، فقال : يا بني ، استأذن لي على الوزير أبي مروان ، فقلت : هو نائم ، فقال : ما هذا الكتاب ؟ قلت : وما سؤالك عنه ؟ ! هذا من كتاب الأغاني ، فقال : تقابله؟ فقلت : ما هنا أصل . قال: إني حفظته في الصغر ، فتبسمت ، فقال : فأمسك علي ، فأمسكت ، فو الله ما أخطأ شيئا ، وقرأ نحوا من كراسين ، فقمت مسرعا إلى أبي ، فخرج حافيا وعانقه ، وقبل يده واعتذر ، وسبني وهو يخفض عليه ، ثم حادثه ، ووهبه مركوبا ، ثم قلت : يا أبت ، من هذا ؟ قال: ويحك ! هذا أديب الأندلس ابن عبدون ، أيسر محفوظاته كتاب «الأغاني». وفاته توفي ابن عبدون بيابرة سنة سبع وعشرين وخمس مائة. هو أبو محمد عبد المجيد بن عبد اللّه بن عبدون الفهري اليابري، من يابره Évora غربي بطليوس، وهي اليوم مدينة برتغالية حدودية مع مدينة بطليوس الإسبانية. عنى أبوه بتربيته، و طمحت نفسه إلى التلمذة على أعلام العربية من مثل الأعلم الشنتمري المتوفي سنة 476 هجرية و عبد الملك بن سراج المتوفي سنة 486 هجرية و أبي بكر عاصم بن أيوب البطليوسي المتوفي سنة 494 هجرية. كان ابن عبدون عالما بالخبر و الأثر و معاني الحديث و أن الناس أخذوا عنه. و استيقظت ملكته الشعرية مبكرة، فمدح المتوكل عمر بن المظفر أمير بطليوس الذي كان كاتبا شاعرا مع شجاعة و فروسية، و كان مثل أبيه ملاذا لأهل الأدب و الشعر، و كانت إمارته تشمل مدن يابرة و شنترين و أشبونه إلى المحيط. أعجب المتوكل بالشاعر ابن عبدون و اتّخذه جليسا و رفيقا له في زياراته لمدن إمارته، و أسبغ عليه من الود حللا ضافية، جعلته يلهج بمديحه و يقصر شعره عليه مَضَوا يَظلِمونَ اللَيلَ لا يَلبسونهُ وَإِن كانَ مِسكِيّ الجَلابيبِ ضافِيا يُؤمّونَ بيضاً في الأَكِنَّةِ لَم تَزَل قُلوبُهُم حُبّاً عَلَيها أَداحِيا وَأَغربَةُ الظَلماءِ تَنفُضُ بَينَهُم قَوادِمَها مَبلَولَةً وَالخَوافِيا إِذا مَرَقوا مِن بَطنِ لَيلٍ رَقَت بِهِم إِلى ظهرِ يَومٍ عَزمَةٌ هِيَ ما هِيا وَإِن زَعزَعَتهُم رَوعَةٌ زعزَعوا الدُجى إِلَيها كُماةً وَالرِياح مَذاكِيا وَلَو أَنَّها ضَلَّت لَكانَ أَمامَها سَنا عمرٍ في فَحمَةِ اللَيلِ هادِيا وَصَلَّت بِهِ الهَيجا عَلَيهِ وَسَلَّمَت فَما اِرتَضَيا حاشاهُ ساقاً وَساقِيا هُمامٌ أَقامَ الحَربَ وَهيَ قَعيدَةٌ وَرَوّى القَنا فيها وَكانَت صَوادِيا شَريفُ المَطاوي تَحتَ خَتمِ ضُلوعِهِ تَميمَةُ تَقوى رَدَّتِ الدَهرَ صاحِيا إِذا قُرِئَت لا بِالنَواظِرِ طبّقت سُرى أُختِها ذاتِ البُروجِ مَساعِيا وَهَديٌ لَو اِستَشفى المُعَنّى بِرَوحِهِ لَما كانَ بِالوَجدِ المُبَرِّحِ صالِيا وَرِقَّةُ طَبعٍ لَو تَحَلّى بِها الهَوى لأَعدى عَلى عَصرِ الشَبابِ البَواكِيا إِلَيهِ أَكلتُ الأَرضَ بِالعيسِ ثائِرا وَقَد أَكَلَت مِنها الذُرى وَالحَوامِيا وَعاوِن عَلى اِستِنجازِ طَبعٍ بِهَبَّةٍ ترقّصُ في أَلفاظِهنَّ المَعانِيا وَأَجعَلُ أَرضَ الرومِ تَجلو تِلاعُها عَلَيكَ زَروداً وَالحِمى وَالمَطالِيا وَقَد نَشَرَت مِن ذي القُروحِ وَخالهُ وَعَمرُو بن كُلثومٍ عِظاماً بَوالِيا وَقيلَ لَهُم مَن ذا لَها فَتَخَيَّروا أَخيراً يَبُذُّ القائِلينَ الأَوالِيا فَإِن نُسِقوا عَلى الوَلاءِ وَلَم يَكُن بِذَلِكَ فَاِجعَل مِنهُ ظِلَّكَ عارِيا وَعَزَّ عَلى العَلياءِ أَن يُلقِيَ العَصا مُقيماً بِحَيثُ البَدر أَلقى المَراسِيا وَمَن قامَ رَأيُ اِبنِ المُظَفَّرِ بَينَهُ وَبَينَ اللَيالي نامَ عَنهُنَّ لاهِيا

No comments:

Post a Comment