https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Monday 16 October 2023

ابن جابر

هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري المالكي الأعمى، وكان قد عمي بسبب مرض الجُدَريّ الذي عرض له في صغره بعد دخوله المكتب في أواخر السنة الخامسة من عمره. ولد بالمرية في الأندلس سنة 698 هجرية/1298م، ونشأ بها ودرس على عدد من علمائها في القرآن والنحو والفقه والحديث. صحبه إلى الديار المصرية أحمد بن يوسف الغرناطي الرعينيّ فكان ابن جابر يؤلف وينظم، والرعينيّ يكتب. واشتهرا بالأعمى والبصير، ثم دخلا الشام، فأقاما بدمشق قليلا. وتحولا إلى حلب سنة 743 وسكنا «البيرة» بشاطئ الفرات ثم تزوج ابن جابر، فافترقا، ومات الرعيني فرثاه ابن جابر ومات بعده بنحو سنة في «البيرة». تتلمذ على عدد من الشيوخ مثل: أحمد بن أبي بكر بن عبد الله الأسدي العبشمي أحمد بن علي بن حسن الجزري، أبو العباس الهكاري، 649- 743هـ. خليل بن أيبك الصفدي فاطمة بنت علي بن محمد اليونينية البعلية، بنت الحافظ شرف الدين اليونيني، 665- 730هـ. عبد الله بن محمد بن أبي القاسم فرحون اليعمري علي بن عمر بن إبراهيم القيجاطي، 650- 730هـ. محمد بن سعيد الرندي، محمد الزواوي محمد بن يعيش محمد بن يوسف بن علي بن حيان النفزي يوسف بن الزكي عبد الرحمان المزي ومن تلاميذه: إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي عبد الله بن محمد بن أبي القاسم فرحون اليعمري عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري الأندلسي محمد بن أحمد ابن الحريري محمد بن علي بن محمد بن عشائر السلمي محمد بن محمد ابن الجزري مؤلفاته ألّف الأندلسي العديد من الكتب منها: «شرح ألفية ابن مالك» فرغ منه 756هـ وفيه (315) شاهداً شعرياً. قال السيوطي: وهو كتاب مفيد يعتني بالإعراب للأبيات، وهو جليل جداً، نافع للمبتدئين. وقال حاجي خليفة أيضاً عن الشرح: (هو شرح مفيد، نافع للمبتدئ، لاعتنائه بإعراب الأبيات، وتفكيكها، وحل عبارته. قال السيوطي: لكنه وقع فيه وهم، تتبعتها في تأليفي المسمى بـ: تحرير شرح الأعمى والبصير). و«شرح ألفية ابن معطي» في ثمانية أجزاء. و«نظم فصيح ثعلب». و«نظم كفاية المتحفظ». وبديعية بقافية الميم من بحر البسيط على طريقة الحلي سماها «الحلة السيرا في مدح خير الورى» وتسمى «بديعية العميان». و«غاية المرام في تثليث الكلام». و«المنحة في اختصار الملحة». و«المقصد الصالح في مدح الملك الصالح». وله ديوان نظم العقدين في مدح سيد الكونين، «نُشِر بتحقيق أحمد فوزي الهيب» في دمشق عام 2005م. وله ديوان شعر مطبوع، «جمعه وحققه أحمد فوزي الهيب» ونُشِر في دمشق عام 2006م. شعره نظم ابن جابر الشعر وأكثر من النظم في المديح النبوي، وله فيه ديوان سماه «العقدين في مدح سيد الكونين». وله مشاركة خصبة في الشعر التعليمي إذ نظم فيه فصيح ثعلب وكفاية المتحفظ وغير ذلك، وله بديعية اشتهرت بين البديعيات، وهي قصائد في المديح النبوي. وهذه القصيدة من أشهر قصائده التي يمدح بها النبي محمدا والتي تضمنت أسماء سور القرآن وقد غلا فيها وتوسل توسّلًا غير مشروع: في كلّ فاتحة للقول معتبرة حق الثناء على المبعوث بالبقرَه في آل عمران قِدماً شاع مبعثه رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه قد مدّ للناس من نعماه مائدة عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه أعراف نعماه ما حل الرجاء بها إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه به توسل إذ نادى بتوبته في البحر يونس والظلماء معتكرَه هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه مضمون دعوة إبراهيم كان وفي بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم في كل قطر فسبحان الذي

ابن بقي

أبو بكر يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن بقي الشهير ابن بقيّ (توفي 1145 أو 1150) كان شاعرا أندلسيا من قرطبة أو طليطلة. يعتبر ابن بقي من أشهر شعراء الأندلس. انتقل بين المغرب والأندلس وألف أشعار المدح لأعضاء الأسرة المغربية بني عشرة وهم قضاة مدينة سلا المغربية، ويشتهر بموشحاته. تظهر أشعاره في مختارات المؤرخ أحمد المقري التلمساني. وأفخر على الناس ملء الأرض من شمم العزّ أقعس والآباء أمجاد هل يستوي الناس قالوا كلنا بشر فالمندل الرطب والطرفاء أعواد يا زهر زهر أياد لا كما زعمت زهر النجوم فما للعين أنداد حقا سلكت الفيافي كل موحشة بهماء ساكنها ظبي وفياد يجيب فيها الصدى من ليس يسأله ويقتل الجوع فيها من له زاد وينضب الماء وهو الجم مورده الرمل رمل وهو أعقاد والمرء في الحرّة الرجلاء قد حميت كأنهن من العشاق أكباد من شر ما طرق الأقوام من نوب وخير ما ارتاده للنجم مرتاد يخرجن من جنبات النقع طائرة كأنهن سقوط وهي أزناد ولوا جميعاً بما في الدهر من حسن لا عيب في القوم الا انهم بادوا ،،،،,,,,,,,,,, من ظنّ أن الدهر ليس يصيبه بالحادثات فانه مغرور فالق الزمان مهونا لخطوبه وأنجرّ حيث يجرك المقدور وإذا تقلبت الأمور ولم تدم فسواء المحزون والمسرور

ابن بسام الشنتريني

هو أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني (شنترين، 450 هـ - إشبيلية، 542 هـ). من أهل شنترين بالبرتغال حاليا، انتقل إلى قرطبة بعد سقوط مدينته الأصلية في أيادي مسيحيي الشمال بقيادة ألفونسو الأول وقد وصف الكاتب هذا الحادث في أشهر أعماله وكيف خرج من بلده مقهورا وتأثره بهذا المصاب. صنف ابن بسام كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» والذي يعد من أهم المراجع الأدبية والحضارية في بلاد الأندلس. وكان ذلك في سنة 502 هـ في أشبيلية حيث استقر وتفرغ للتأليف معتمدا في كسب عيشه على قلمه يكيل المديح لمن يجزيه عنه بالمال. وله عدة مصنفات أخرى منها: كتاب في شعر المعتمد بن عباد وكتاب في شعر ابن وهبون ورسالة عنوانها سلك الجواهر في ترسيل ابن طاهر ومجموعة مختارة من شعر ابي بكر بن عمار (المصدر موسوعة إعلام الفكر الإسلامي) توفي سنة 542 هـ. أبو الحسن عليّ بن بسّام الشَنْتَريني التغلبي. أديب وعالم في اللغة وشاعر أندلسي. ولد في منتصف القرن الخامس الهجري بشَنْتَرين غربي الأندلس، وهي اليوم في البرتغال إلى الشمال الشرقي من لشبونة (أشبونة) العاصمة، على الضفة اليسرى لنهر التاجُه. كان عصر ابن بسام عصراً مضطرباً يُعدّ أخطر مرحلة في تاريخ الأندلس، أواخر عصر ملوك الطوائف وأوائل الفتح المرابطي، وهي مرحلة بداية انهيار الحكم العربي الإسلامي. ولذلك غادر ابن بسام بلده هارباً من الزحف الإسباني، فارتحل أولاً إلى أشبونة ثم إلى إشبيلية حيث أمضى بضعة أعوام في بؤس ومشقة درس فيها على شيوخها يتعيّش بقلمه وأدبه، لكنه لم يلق فيها التكريم الذي يستحقّ. وفي سنة 494هـ قصد قرطبة، ودرس على شيوخها، واستقرّ فيها بقية حياته. ظهر ابن بسّام على غير توقّع في ذلك الركن القصيّ من الأندلس، حتى إن عبدالله بن إبراهيم الحجاري الأندلسي صاحب «المسهب في أخبار المغرب» يقول: «العجب أنه لم يكن في حساب الآداب الأندلسية أنه سُيبعث من شَنترين قاصية المغرب، ومحلّ الطعن والضرب مَنْ ينظمها قلائد في جيد الدهر، ويُطلعها ضرائر للأنجم الزهر...». كان ابن بسّام حاضر الجواب ممدَّحاً بألسنة الشعراء، لقي ابن عَبْدون (ت520هـ) وابن حَمْديس (ت527هـ)، وأبا بكر مُحمّد بن عُبادة القزّاز (ت484هـ) الذي خاطبه في أثناء مقامه بأشبونة بقوله: يا منيفاً على السِمَاكَين سامِ حُزْتَ فَضْلَ السّباقِ عن بسّام لم يعرف عن ابن بسام أنه خدم أحداً من الأمراء، أو تطفّل على موائدهم أو تقلب في صلاتهم على غرار معاصريه من الأدباء، بل كان عصامياً عزيز النفس يحتمل شظف العيش ولا يريق ماء وجهه. حدّد ابن بسام صلته في الشعر، فقال: «ومع أن الشعر لم أرضه مركباً ولا اتخذته مكسباً، ولا ألفته مثوى ولا مُنقلباً، إنما زرته لِماماً، ولمحته تَهمّماً لا اهتماماً». وقد روي له في «المُغرِب» مقطوعة عدّت من الطبقة الراقية مطلعها: ألا بادِرْ فما ثانٍ سوى ما عهدت: الكأسُ والبدرُ التمام ولئن لم يجرِ ابن بسام في ميدان الشعر طويلاً فإنه قد عوّض عن ذلك بانكبابه على شعر أهل الأندلس يجمعه دواوين ومختارات، وقد عُدَّ الأثر الباقي له «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» أهم آثاره، وقد ذكر دوافعه إلى تأليف هذا الكتاب في مقدمته، فذكر أنه رأى انصراف أهل العصر والقطر إلى أدب المشرق والتزوّد منه والإعجاب به وإهمال أدب الأندلس، فأراد أن يبصّر بكتابه هذا أهل الأندلس بتفوّق أدبائهم وروعة إنتاجهم الذي لا يقصّر عمّا أنتجه المشارقة، كما أراد أن يعارض «بالذخيرة» «يتيمة الدهر» للثعالبي، إذ إنّ كلاً من المؤلّفين يتحدث عن محاسن أهل عصره وقطره. ويعدّ ابن بسّام في «الذخيرة» رأس المنحازين إلى الأدب الأندلسي في وجه طغيان أدب المشرق ولم يعرض ابن بسّام لشيء من أشعار الدولة المروانية، ولا للمدائح العامرية، فلم يتعدّ أهل عصره ممن شاهده أو لحقه بعض أهل دهره. يعدّ كتاب «الذخيرة» من أصول الأدب العربي في الأندلس، أبرز فيه مآثر عدد من الشخصيات الفكرية والسياسية والأدبية، ولاسيما محاسن معاصريه من الأدباء والشعراء. وذكر طائفة من مشهوري المغاربة والمشارقة على غرار ما فعل الثعالبي عندما ذكر في «اليتيمة» طائفة من الشعراء المغاربة. ويتجلى في «الذخيرة» علم ابن بسام وإلمامه بتاريخ العرب وتمثّله وحفظه أشعارهم وأمثالهم. وقد قدم لأقسام الكتاب بتمهيد تاريخي ذكر فيه أنه كفاه مؤونته مؤرخ قرطبة ابن حيان (ت469هـ) كما اعتمد تاريخاً منظوماً للأندلس لأبي طالب عبد الجبار المتيني من جزيرة شَقَر، وقد عاش هذا المؤرخ في حدود سنة 520هـ، وبعد هذا التمهيد بدأ تراجم الأعلام فذكر اسم المترجم له ولقبه ونسبه وبلده وبعضاً من شعره ونثره. وقد خالف ابن بسّام كتب التراجم، فكان ينتقل من الجدّ إلى الهزل لتنشيط القارئ، كما أدخل كتابه في حيز الدراسات النقدية والبلاغية، وهي ميزة تضاف إلى ميزات الكتاب، فكان يورد آراء النقاد والأدباء، ويدلي بدلوه في ذلك بآراء وأحكام تدلّ على سعة اطّلاعه على بلاغات العرب السابقين والتفطّن إلى ما ينطوي عليه الكلام من نوادر الأدب والأدباء في عصره، وقد سجّلها في نثر شديد الشبه بنثر الثعالبي في «اليتيمة»، ومع أنه لم يدرج الموشّحات في كتابه، ولم يشارك في هذا الفن، فإنه أثنى على اختراع الأندلسيين له. تذكر لابن بسّام طائفة من المؤلفات، لم تصل إلينا، وهي: «الاعتماد على ما صحّ من شعر المعتمد بن عبّاد» و«الإكليل» المشتمل على شعر عبد الجليل و«سلك الجواهر في ترسيل ابن طاهر» و«نخبة الاختيار من أشعار ذي الوزارتين أبي بكر بن عمّار» و«ذخيرة الذخيرة» و«سرّ الذخيرة»

Sunday 15 October 2023

ابن باجة

فيلسوف من القرن الثاني عشر وطبيب وفيلسوف ومسح وموسيقي وشاعر الأندلس أَبُو بَكْرْ مُحَمَّدْ بِنْ يَحْيَى بْنْ اَلصَّائِغْ بْنْ بَاجَهْ اَلتَّجِيبِي المَعروف بِابْنِ بَاجَهْ، من أبرز الفلاسفة المسلمين، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى، كان أحد وزراء وقضاة الدولة المرابطية. يعرف عند الغرب (باللاتينية: Avempace: آفيمبس) نشأ في سرقسطة وعمل كاتبا لإبراهيم بن تيفلويت الذي كان يكرمه بسخاء بالغ إذ كان كلاهما يحب الموشحات والموسيقى حتى عينه بن تيفلويت وزيرا وبقي كذلك حتى وفاته بعد أن استطاع ألفونسو المحارب إسقاط دولة بني هود في سرقسطة، اتجه بن باجة إلى شاطبة حيث كانت لا تزال تحت سيطرة أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين وكانت علاقة بن باجة بابن أبي الزهر والفتح بن خاقان سيئة حتى أن بن خاقان ألف كتاب قلائد العقيان ومحاسن الأعيان ردا على بن باجة اتهمه فيه بالإلحاد والزندقة ومع ذلك بقي بن باجة وزيرا للمرابطين لمدة عشرين سنة على الأقل حتى مات. تشير عدة مصادر إلى أنه قتل مسموما في مدينة فاس المغربية من قبل بعض خصومه من الأطباء والأدباء. رغم موقف المرابطين المتشدد من العلماء أمثال بن باجة، إلا أنه عين قاضيا على مراكش وفاته ولقد کان للفلاسفة في إفریقیة خصوم الدّاء، ولعل ابن باجة کان اسوأ فلاسفة من خصومه حظاً رموہ بالمروق والإلحاد، وقام الفتح ابن خاقان یغري به العامة والرؤساء، وقد کان ابن باجة یشارك الأطباء في صناعتهم فحدوہ حتی بلي بتحن کثیرۃ وشناعات من العوام وقصدوا إھلاکه وسلمه الله منھم۔ وأخیراً نجح الطیب أبو العلاء بن زھر في دس السم له فمات متأثراً به في رمضان عام 533 هـ (مايو 1138م) في فاس، وبھا دفن، وکان قبرہ قرب قبر ابن العربي. وودع ابن باجة الدنیا ولما یتجاوز مضمار الشباب. مؤلفاته يسرد ابن أبي أصيبعة لائحة بثمانية وعشرين مؤلفاً ينسبها إلى ابن باجّة، تقع في ثلاث فئات مختلفة: شروح أرسطوطاليس، تآليف إشراقية، ومصنفات طبية. فمن تآليفه في الطب: كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد، وكتاب اختصار الحاوي للرازي وكلام في المزاج بما هو طبي. كان لكتاباته أثر عظيم على ابن رشد ولفلسفة ابن باجّة قيمتان أساسيتان، أولاهما أنه بنى الفلسفة العقلية على أسس الرياضيات والطبيعيات فنزع عن الفلسفة الإسلامية سيطرة الجدل، وخلع عليها لباس العلم. وثانيتهما أنه أول فيلسوف في الإسلام فصل بين الدين والفلسفة في البحث، وانصرف إلى العقل ولهذا اتهم بالإلحاد والخروج عن تعاليم الدين، وقد لام أبو حامد الغزالي لميله إلى التصوف. وقال ابن باجة إن الإنسان يستطيع بلوغ السعادة عن طريق العلم والتفكير لا بإماتة الحواس وتجسيم الخيال، كما يفعل المتصوفون، وقد رأى أن الغزالي خدع نفسه، وخدع الناس حين قال في كتابه «المنقذ من الضلال» إنه بالخلوة ينكشف العالم للإنسان" ابن باجة —أصل ابن باجة جميع أصول كتبه العربية ضاعت ولم ينتقل إلينا منها إلا ما ترجم في حينه إلى اللاتينية وما نقله من جاء بعده من الفلاسفة كابن رشد. وابن ميمون وأشهر هذه المترجمات (تدبير المتوحد) الذي تخيل فيه مدينة لا يشغل أهلها غير (تدبير) واحد أو غاية واحدة طريقها العقل فتتحقق لها ولهم السعادة. ويقسم ابن باجة غايات الإنسان إلى جسدية وروحانية وعقلية وهذه الأخيرة هي أرقاها. ولابن باجة أيضا (رسالة الوداع) التي أهداها لأحد أصحابه وهو على أهبة سفر طويل خشي ألا يراه بعده، ورسالة (الاتصال) و(كتاب النفس) وكتاب (الكون والفساد)، وكتاب (رسالة الوداع). تآليف إشراقية رسائل ابن باجة الإلهية مصنفات في الطب كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد كتاب اختصار الحاوي للرازي كلام في المزاج بما هو طب مشروعه عمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان والأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي والذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول واستبعاد القياس في الفقه واستأنف بعد ابن باجة بابن رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية وربطهما عن طريق الغايات والأهداف. فلسفته في الإنسان : ابن باجة كل حي يشارك الجمادات في أمور، وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور... لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها ابن باجة —أصل ابن باجة في منازل الناس: المرتبة الجمهورية: وهؤلاء لا ينظرون إلا للمعقول. المرتبة النظرية: وهؤلاء ينظرون إلى الموضوعات أولاً، وإلى المعقول ثانياً ولأجل الموضوعات. مرتبة السعداء: وهم الذين يرون الشيء بنفسه. يا شائقي حيث لا أسطيع أدركه ولا أقــول غـداً أغـدو فـألقـاه أمّـا النـهار فليلي ضمّ شملته عـلى الصّـبـاح فـأولاه كأخراه أغــرّ نــفــســي بــآمـالٍ مـزورّةمـنـها لقاؤك والأيّام تأباه

ابن سفر المريني

ابن سفر المريني هو أبو الحسن محمد بن سفر، من شعراء عصر الموحدين في المئة السادسة وهو شاعر المرية «بشرقي الأندلس» حيث نشأ وترعرع. وأكثر شعره في وصف الطبيعة، قال عنه المقري التلمساني في كتابه «نفح الطيب» أحد الشعراء المتأخرين عصراً المتقدمين قدراً والإحسان له عادة. وهو أحدالشعراء في بلاد الأندلس. ابن سفر المريني يتعلق بالأندلس فيراها روضة الدنيا وما سواها صحراء. فــي أرض أنـدلسٍ تـلتذّ نـعماء ولا يـفـارق فـيها الـقلب سـرّاء أنـهارها فـضةٌ والـمسك تـربتها والـخزّ روضـتها، والـدُرُّ حصباء ولـلـهواء بـها لـطف يـرقّ بـ ـمن لا يـرقّ وتـبدو مـنه أهواء لـيس الـنّسيم الذي يهفو بها سحراً ولا انـتـشار لآلـي الـطلّ أنـداء ُ وإنّـمـا أرج الـنـدّ اسـتثار بـها ف ـي مـاء ورد فـطابت منه أرجاء وأيـن يـبلغ مـنها مـا أُصـنّفه؟ وكـيف يحوي الذي حازته أحصاء؟ قد مُيّزت من جهات الأرض حين بدت فـريـدةً وتـولّـى مـيزها الـماءُ دارت عـليها نـطاقاً أبـحر خـفقت وَجْـَداً بـها إذ تَـبدّت وهي حسناء لـذاك يـبسم فـيها الزّهر من طربٍ والـطّير يـشدو ولـلأغصان إصغاءُ فـيها خـلعت عِـذارِي ما بها عوضٌ فـهي الرّياض وكل الأرض صحراء

ابن شهيد

عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي، أبو مروان. وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها. ولد ومات بقرطبة. له (تاريخ) كبير يزيد على مئة جزء، بدأه بعام الجماعة (سنة 40 هـ) وختمه عام وفاته، مرتباً على السنين. وجمع ما وجد من شعره في (ديوان - ط). أَمِن رَسْمِ دارٍ بالعَقِيقِ مُحيلِ وَلمّا هَبَطْنَا الغَيْثَ تُذْعَرُ وحْشُهُ على كُلِّ خَوَّارِ العِنانِ أَسِيلِ وَثارَتْ بَناتُ الأَعْوَجِيّاتِ بالضُّحَى أَبابِيلَ مِن أَعْطَافِ غَيْرِ وَبِيلِ مُسَوَّمةً نَعْتَدُّها مِن خِيارِها لطَرْدِ قَنِيصٍ أَوْ لطَرْدِ رعِيلِ إِذا ما تَغَنَّى الصَّحْبُ فَوْقَ مُتُونها ضُحيّا أَجابَتْ نَحْتَهُمْ بصَهِيلِ نَدُوسُ بها أَبْكارَ نَوْرٍ كأَنَّهُ رِداءُ عَرُوسٍ أُوذِنَتْ بحَلِيلِ رَمَيْنا بها عرْضَ الصُّوارِ فأَقْعَصَتْ أَغَنَّ قَتَلْنَاهُ بغَيْرِ قَتِيلِ وبادَرَ أَصْحابي النُّزُولَ فأَقَبَلَتْ كَرادِيسُ من عَضِّ الشَّواءِ نَشِيلِ نُمَسِّحُ بالجودان مِنه أَكُفَّنا إِذا ما اقْتَنَصْنا منه غَيْرَ قَلِيلِ فقُلْنا لساقِيها أَدِرْها سُلافةً شَمُولاً ومِن عَيْنَيْكَ صِرْفَ شَمُولِ فقامَ بكأسَيْهِ مُطيعاً لأَمْرِنا يَمِيلُ به الإِدْلالُ كُلَّ ممِيلِ وشَعْشَعَ راحَيْه فَمازالَ مائِلاً برأَسٍ كَرِيمٍ منهُمُ وتَلِيلِ إِلَى أَن ثَناهُمْ راكِدِينَ لِما احْتَسوا خَلِيعِينَ مِن بَطْشٍ وفَضْلِ عُقُولِ نَشاوَى على الزَّهْراءِ صَرْعَى كأَنَّهُمْ أَساطِينُ قَصْرٍ أَوْ جُذُوعُ نَخِيلِ

ابن الكتاني

أخذ مهنة الطب عن عمه محمد بن الحسين، فكتب عددًا من الرسائل في الطب، كما كتب في الأدب عدة رسائل أشهرها «نُقط العروس». أخذ ابن الكتاني أيضًا علم المنطق عن جملة من العلماء منهم المجريطي، كما له دراية واسعة بعلوم الفلسفة والنجوم إلى جانب كونه شاعرًا وأديبًا. خدم ابن الكتاني الحاجب المنصور وابنه المظفر، وانتقل زمن الفتنة إلى سرقسطة. عاش ابن الكتاني بضعًا وسبعين سنة، وكتب العديد من الكتب أشهرها «محمد وسعدى» و«كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس» و«معالجة الأمراض الخطرة البادية على البدن من الخارج» والأخير محفوظ منه نسخة في المكتبة الوطنية لعلم الطب في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أثنى عليه ابن وافد، فقال: «كان دقيق الذهن، ذكي الخاطر، جيد الفهم، حسن التوحيد والتسبيح، وكان ذا ثروة وغنى واسع». توفي ابن الكتاني نحو عام 420 هـ، وقد قارب الثمانين.

Saturday 14 October 2023

ابن القطاع الصقلي

أبو القاسم ابن القطاع الصقلي، واحد من أئمة اللغة والأدب في تاريخ العربية، وصاحب كتاب الأفعال الذي لم يؤلف مثله، ولعلو منزلته وصف بأنه "بطل لا يناجز، وجبل لا يناهز"، فمن هو ابن القطاع الصقلي؟ اسمه نسبه هو العلامة شيخ اللغة أبو القاسم علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن حسين بن أحمد بن محمد بن زيادة الله بن محمد بن الأغلب. الأغلبي، السعدي، الصقلي المولد، المصري المنزل والوفاة، الكاتب اللغوي. المشهور بـ "ابن القطاع الصقلي". والأغالبة أحد بني مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وينتهي نسبهم إلى معد بن عدنان. نشأته وتعليمه ولد ابن القطاع بجزيرة صقلية في العاشر من صفر سنة 433هـ = التاسع من أكتوبر سنة 1041م. وكانت نشأته في بيت علم وأدب ولغه وفضل، قال ياقوت الحموي: "وكان أبوه ذا طبقة عالية في اللغة والنحو، وجده علي شاعرا محسنا، مدح الحاكم، وجد أبيه من الشعراء أيضا، وجد جده الحسين بن أحمد". وفي صقلية قرأ على أبي بكر محمد بن البر الصقلي اللغوي، من أكبر علماء اللغة والنحو بصقلية. وكان مما روى عنه "كتاب الصحاح" لإسماعيل بن حماد الجوهري، ومن طريقه اشتهرت رواية هذا الكتاب في جميع الآفاق. ومن شيوخه والده أبو محمد جعفر بن علي، له مصنفات في اللغة والعروض، قال في الإنباه: "أحد العلماء باللغة المبرز فيها، وله في الترسل طبع نبيل، وفي المعاني، ونقد الشعر حظ جزيل، قد كان في وسط المائة الخامسة موجودا في صقلية. والله أعلم" انتقاله إلى مصر وفي سنة 455هـ رحل ابن القطاع عن صقلية لمّا استولى عليها الإفرنج، قال السلفي: سمعت عبد الواحد بن غلاب يقول: سمعت أبا القاسم بن القطاع يقول: لما خرجت من المغرب (صقلية)، شيعني شيخي أبو بكر محمد بن علي ابن البر التميمي اللغوي، وقال: توجه حيث أردت، فما يرى مثلك. وقد انتهى به المطاف في حدود سنة 500هـ إلى مصر، فاحتفل المصريون لقدومه وصدوره، وبالغ أهلها في إكرامه، وسمعوا منه (صحاح) الجوهري، وأحسنت إليه الدولة العبيدية الفاطمية في مصر فأقام بمدينة القاهرة متصدِّرًا للإفادة، وكلّفه الأفضل بدر الجمالي وزير الآمر بالله العبيدي الفاطمي تعليم أولاده. مكانته قال ياقوت: "وكان إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربية وفنون الأدب". وقال ابن خلكان: " كان أحد أئمة الأدب خصوصًا اللغة، وله تصانيف نافعة ..، وأجاد في النحو غاية الإجادة". وقال الذهبي: " العلامة، شيخ اللغة ..، له نظم جيد وفضائل "، وقال: "وكان ذكيًا شاعرًا، راوية للآداب". وقال الفيروزآبادي: "قرأ بها (صقلية) الأدب وبرع وله تصانيف حسان، من أجلها: كتاب الأفعال. لم يؤلف في معناه أجل منه على اختصاره، وله عروض جامع". وقال في حقه ابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار: "بطل لا يناجز، وجبل لا يناهز، أعجز بحره من عام به، ورد بحره كل كميّ هز عامله، قعد للإفادة كل أيامه. متح غدر طرفيها ورادا، ويلزّ بنقعها سعدا وورّادا حتى أفاق آنية أفهامهم فأترعها، وأخصب أندية أيامهم فأمرعها، ونقلت الألسنة ما سمعتها فملأت بها الآذان، ونقلتها إلى حيث تسمع الأذان، تجاوز محدودا ولم يكن مثله في القوم على كثرتهم معدودا، فلهذا عرف معماه، وبقي اسمه وقد ذهب مسمّاه". وقد أشارت جلّ المصادر التي ترجمت لابن القطّاع إلى ما أسمته تساهلًا في الرواية عنده، ومن ذلك ما قاله صاحب الإنباه: "وقد كان نقدة المصريين يَسِمونه بالتساهل في الرواية، فمن ذلك أنه لما دخل إلى مصر سئل عن كتاب الصحاح في اللغة للجوهري، فذكر أنه لم يصل إليهم، ثم لمّا رأى اشتغال الطلبة به ورغبة الناس فيه ركّب له طريقًا في روايته، (وعبارة الفيروزآبادي: ركّب إسنادًا) وأخذه الناس عنه مقلدين له إلا الأقل من محققي النقل في ذلك الوقت". وقد ردّد هذا الكلام ابن خلكان، والصفدي، والفيروزآبادي وساق هذا الأخير أدلة تؤيّده. ومهما يكن، فإن تساهله في رواية الصحاح -إن صح ما ذكره صاحب الإنباه ومن تبعه- لم يقلل من مكانته، فقد شهد له أكثر من ترجم له بأنه إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربية وفنون الأدب. من تلاميذه عندما دخل ابن القطاع الصقلي مصر تصدر للتدريس والإفادة، وكانت له حلقات علم وأدب ولغة، فكثر تلاميذه في مشارق مصر ومغاربها، بل وخارجها، وكان أبو البركات العرقي وأبو محمد بن بري (ت582هـ) من أشهر تلامذته في مصر. ومن تلاميذه ابنه محمد أبو علي بن القطاع (ت 516هـ)، كانت له حلقة في جامع عمرو بن العاص بمصر لإقراء اللغة وكان دمث الأخلاق مالكي المذهب مائلا إلى الحديث. ومنهم أبو محمد عبد الدائم ابن عمر بن حسين، وسلامة بن غياض بن أحمد أبو الخير الكفرطابي النحوي قرأ الأدب على ابن القطاع. و أبو العز نصرون بن فتوح بن الحسين الخرزي، وهو من خواص أصحابه أبي القاسم ابن القطاع. ومنهم: أبو الحسين هبة الله بن علي بن الحسن المصري الكاتب، وأبو محمد روزبه بن محمد، وأبو البركات عبد الواحد بن عبد الرحمن بن غلاب القضاعي السوسي، وأبو حفص عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي، وغيرهم الكثير. غيرته على العلم والكتاب روى الحافظ السلفي عن أبي العز نصرون وهو من خواص أصحاب أبي القاسم ابن القطاع، فقال: "مرضت مرضة أشفيت منها على الموت وبعت فيها كتبا أدبية وغير أدبية، ومن جملتها صحيح البخاري وصحيح مسلم، فذكرت ذلك بعد إفاقتي من مرضي لأبي القاسم بن القطاع، فغضب عليَّ غضبا شديدا، وقال: كنت تقنع ببيع كتب الأدب فعنها عوض وتترك عندك الصحيحين، هل رأيت مسلما يخرج الصحيحين من داره؟! هل رأيت مسلما يخرج الصحيحين من داره؟! ولم يزل يردد ذلك حتى استحييت من نفسي ومن الحاضرين وندمت غاية الندم". كتبه ومصنفاته ولابن القطاع عدة تصانيف وكتب في اللغة والأدب، لم يطبع منها إلا كتابه المشهور "الأفعال"، أما كتبه الأخرى فما زالت بين مخطوط ومفقود، فمن المخطوط كتاب "أبنية الأسماء" جمع فيه أبنية الأسماء كلها، قال ابن خلكان: "جمع فيه فأوعب، وفيه دلالة على سعة اطلاعه"، وكتاب "العروض البارع"، و"الشافي في القوافي"، و"أبيات المعاياة". ومن المفقود: "الدرّة الخطيرة في المختار من شعر شعراء الجزيرة" (يعني جزيرة صقلية) اشتمل على مئة وسبعين شاعرًا، وعشرين ألف بيت من الشعر، وقد بقيت منه نقول متفرقة في المصادر، وقد حقق المستشرق أومبرتو ريتستانو منتخبات من هذا الكتاب. و"لمح الملح" جمع فيه طائفة من أشعار أهل الأندلس، و"فرا ئد الشذور وقلائد النحور" في الأشعار، و"ذكر تاريخ صقلية"، وكتاب "شرح الأمثلة"، و"حواش على كتاب الصحاح" وهي حواش وصفت بأنها نفيسة، اعتمد عليها أبو محمد بن بري فيما تكلم عليه من حواشي الصحاح. كتاب الأفعال وكتاب "الأفعال" أشهر كتب ابن القطا الصقلي، وهو في ثلاث مجلدات، وقد وصفه الفيروزآبادي بأنه من أجل كتبه، وقال ابن خلكان: "أحسن فيه كل الإحسان، وهو أجود من الأفعال لابن القوطية، وإن كان ذلك قد سبقه"، وقال ياقوت: "وكتاب الأفعال هذّب فيه أفعال ابن القوطية وأفعال ابن طريف وغيرهما في ثلاث مجلدات". وقال الذهبي: "وما أغزر فوائده". والناظر في هذا الكتاب يدرك صحة ما قاله ياقوت من أنه تهذيب لأفعال ابن القوطية، إلا أنه خالفه في المنهج، واستدرك عليه طائفة من الأفعال، وكان يشير إلى كلام ابن القوطية بالحرف (ق)، وإلى ما استدركه عليه بالحرف (ع). من أشعاره ولابن القطاع أشعار كثيرة، منها: يا ربّ قافية بكر نظمت بها *** في الجيد عقدا بدرّ المجد قد رصفا يودّ سامعها لو كان يسمعها *** بكلّ أعضائه من حسنها شغفا ومنه: وشادنٍ في لسانه عقدٌ *** حلت عقودي وأوهنت جلدي عابوه جهلًا بها فقلت لهم *** أما سمعتم بالنفث في العقد وله من جملة قصيدة: فلا تنفدن العمر في طلب الصبا *** ولا تشقين يومًا بسعدى ولا نعم ومن شعره: ألا فليوطّن نفسه كلّ عاشق *** على سبعة محفوفة بغرام رقيب وواش كاشح ومفنّد *** ملحّ ودمع واكف وسقام وقال السلفي: سمعت أبا الحسين هبة الله بن على بن الحسن الكاتب الفرضى بمصر يقول: سمعت أبا القاسم على بن جعفر بن علىّ اللغوىّ الصّقلىّ يقول: كتب إلىّ أبو الفضل يوسف بن حسداي الوزير الهارونيّ بسرقسطة من مدن الأندلس حين دخلها: أعيذك بالله من فاضل *** أديب تداهى على صحبه فأعرض محتقرا بزّهم *** وكلّ ينافس فى جلبه فلما أذاع لدينا سرائ *** ر ما كان أودع فى قلبه جلا كل معجزة من نظيم *** لآلئه وحلى عصبه فهل جاز سمعا ولم يلهه *** ومرّ بقلب ولم يصبه! فأجبته مرتجلا: بدأت بفضل أتاه الكريم *** ولا غرو منك ابتداء به لأنك مغرى بفعل الجميل *** مهين لما عزّ فى كسبه أتتنى أبياتك الرائقات *** بشــأو بعيد على قربه ونظم جلا النّظم فى أنقه *** وحلّى له الجدى فى قطبه فأنطقنى حسنه واجترأت *** وقلت من الشعر فى ضربه وعوّلت فيه على فضله *** وما خصّه الله من إربه وفاته ظل ابن القطاع الصقلي رحمه الله في مصر متصدرا للتعليم والإفادة، حتى توفي في صفر سنة 515هـ / 1121م، ودفن قرب ضريح الإمام الشافعي. فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا. _________________ المصادر والمراجع: - السلفي: معجم السفر، المحقق: عبد الله عمر البارودي، الناشر: المكتبة التجارية - مكة المكرمة. - الذهبي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، المحقق: عمر عبد السلام التدمري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة: الثانية، 1413هـ / 1993م. - القفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ / 1982م. - ياقوت الحموي: معجم الأدباء، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة: الأولى، 1414هـ / 1993م. - ابن خلكان: وفيات الأعيان، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر – بيروت. - الفيروزآبادى: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، الناشر: دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الأولى 1421هـ / 2000م. - ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، حققه: محمود الأرناؤوط، خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: دار ابن كثير، دمشق – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406هـ / 1986م. - ابن حجر: لسان الميزان، دائرة المعرف النظامية – الهند، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية، 1390هـ /1971م. - السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا - لبنان.

ابن الفخار القرطبي

الإمام العلامة الحافظ ، شيخ الإسلام ، عالم الأندلس ، أبو عبد الله ، محمد بن عمر بن يوسف بن الفخار ، القرطبي المالكي . ولد سنة نيف وأربعين وثلاثمائة . حدث عن : أبي عيسى الليثي ، وأبي محمد الباجي ، وأبي جعفر بن عون الله ، وطبقتهم ، وحج ، وسمع بمصر من طائفة ، وجاور بالمدينة . وقد تفقه بأبي محمد الأصيلي ، وأبي عمر بن المكوي . وكان رأسا في الفقه ، مقدما في الزهد ، موصوفا بالحفظ ، مفرط الذكاء ، عارفا بالإجماع والاختلاف ، عديم النظير ، يحفظ " المدونة " سردا ، و " النوادر " لأبي محمد بن أبي زيد . أريد على الرسلية إلى أمراء البربر ، فأبى ، وقال : بي جفاء ، وأخاف أن أوذى . فقال الوزير : ورجل صالح يخاف الموت! فقال : إن أخفه ، فقد خافه أنبياء الله ، هذا موسى قد حكى الله عنه : ففررت منكم لما خفتكم . قال ابن حيان : توفي الفقيه الحافظ المشاور ، المستبحر [ ص: 373 ] الرواية ، البعيد الأثر ، الطويل الهجرة في طلب العلم ، الناسك المتقشف ، أبو عبد الله بن الفخار بمدينة بلنسية في عاشر ربيع الأول سنة تسع عشرة وأربعمائة فكان الحفل في جنازته عظيما . وعاين الناس فيها آية من طيور شبه الخطاف وما هي بها تخللت الجمع رافة فوق النعش ، جانحة إليه ، مشفة إليه ، لم تفارق نعشة إلى أن ووري ، فتفرقت ، وتحدث الناس بذلك وقتا . مكث مدة ببلنسية مطاعا ، عظيم القدر عند السلطان والعامة ، وكان ذا منزلة عظيمة في الفقه والنسك ، صاحب أنباء بديعة . قال جماهر بن عبد الرحمن : صلى على ابن الفخار الشيخ خليل التاجر ، ورفرفت عليه الطير إلى أن تمت مواراته . وكذا ذكر الحسن بن محمد القبشي من خبر الطيور ، وزاد : كان عمره نحو الثمانين ، وكان يقال : إنه مجاب الدعوة . واختبرت دعوته في أشياء . وقال أبو عمرو الداني : مات في سابع ربيع الأول سنة 419 عن ست وسبعين سنة ، وهو آخر الفقهاء الحفاظ ، الراسخين العالمين بالكتاب والسنة بالأندلس رحمه الله . [ ص: 374 ] وقال القاضي عياض : كان أحفظ الناس ، وأحضرهم علما ، وأسرعهم جوابا ، وأوقفهم على اختلاف الفقهاء وترجيح المذاهب ، حافظا للأثر ، مائلا إلى الحجة والنظر . فر عن قرطبة إذ نذرت البربر دمه عند غلبتهم على قرطبة .

ابن العريف

- - أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي الأندلسي: عرف بابن التعريف أحد العلماء المتسمين بالعمل والعلم والزهد الفقيه المحدث أحد أعلام الصوفية ورجال الكمال صاحب كرامات ودعوات مستجابة وبينه وبين القاضي عياض مكاتبات تدل على فضله، وكذا بينه وبين ابن بشكوال وكل أجاز صاحبه بما عنده. أخذ عن أبي الحسن البرجي وغيره، وعنه أبو بكر بن خير وغيره أمر بإشخاصه السلطان إلى مراكش وبها توفي ليلة الجمعة في 23 صفر سنة 536 هـ وكانت جنازته مشهودة [1141م]. صحب أبا علي بن سكرة الصدفي ، وأبا الحسن البرجي ومحمد بن الحسن اللمغاني ، وأبا الحسن بن شفيع المقرئ ، وخلف بن محمد العريبي [ ص: 112 ] وعبد القادر بن محمد الصدفي ، وأبا خالد المعتصم وأبا بكر بن الفصيح . واختص بصحبة أبي بكر عبد الباقي بن محمد بن بريال ومحمد بن يحيى بن الفراء ، وبأبي عمر أحمد بن مروان بن اليمنالش الزاهد . قاله ابن مسدي . وقال ابن بشكوال روى عن أبي خالد يزيد مولى المعتصم ، وأبي بكر عمر بن رزق ، وعبد القادر بن محمد القروي ، وخلف بن محمد بن العربي وسمع من جماعة من شيوخنا ، وكانت عنده مشاركة في أشياء من العلم ، وعناية بالقراءات وجمع الروايات ، واهتمام بطرقها وحملتها ، وقد استجاز منى تأليفي هذا ، وكتبه عني ، واستجزته أنا -أيضا- فيما عنده ، ولم ألقه ، وكاتبني مرات ، وكان متناهيا في الفضل والدين ، منقطعا إلى الخير ، وكان العباد والزهاد يقصدونه ، ويألفونه ، ويحمدون صحبته ، وسعي به إلى السلطان ، فأمر بإشخاصه إلى حضرته بمراكش ، فوصلها ، وتوفي بها . قلت في " تاريخي " : إن مولد ابن العريف في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، ولا يصح . وكان الناس قد ازدحموا عليه يسمعون كلامه ومواعظه ، فخاف ابن [ ص: 113 ] تاشفين سلطان الوقت من ظهوره ، وظن أنه من أنموذج ابن تومرت ، فيقال : إنه قتله سرا ، فسقاه -والله أعلم . وقد قرأ بالروايات على اثنين من بقايا أصحاب أبي عمرو الداني ، ولبس الخرقة من أبي بكر عبد الباقي المذكور آخر أصحاب أبي عمر الطلمنكي وفاة . قال ابن مسدي : ابن العريف ممن ضرب عليه الكمال رواق التعريف ، فأشرقت بأضرابه البلاد ، وشرقت به جماعة الحساد ، حتى لسعوا به إلى سلطان عصره ، وخوفوه من عاقبة أمره ، لاشتمال القلوب عليه ، وانضواء الغرباء إليه ، فغرب إلى مراكش ، فيقال : إنه سم : وتوفي شهيدا ، وكان لما احتمل إلى مراكش ، استوحش ، فغرق في البحر جميع مؤلفاته ، فلم يبق منها إلا ما كتب منها عنه . روى عنه أبو بكر بن الرزق الحافظ ، وأبو محمد بن ذي النون ، وأبو العباس الأندرشي ولبس منه الخرقة ، وصحب جدي الزاهد موسى بن مسدي ، ولعله آخر من بقي من أصحابه . ثم قال : مولد ابن العريف في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة . [ ص: 114 ] قلت : هذا القول أشبه بالصحة مما تقدم ، فإن شيوخه عامتهم كانوا بعد الخمس مائة ، فلقيهم وعمره عشرون سنة . ثم قال : وأقدم شيوخه سنا وإسنادا عبد الباقي بن محمد الحجاري الزاهد ، وكان عبد الباقي قد حمله أبوه وهو ابن عشر سنين إلى أبي عمر الطلمنكي ، فقرأ عليه القرآن ، وقد ذكرناه في سنة اثنتين وخمس مائة ، وأنه عاش ثمانيا وثمانين سنة . قال : وتوفي أبو العباس بن العريف بمراكش ليلة الجمعة الثالث والعشرين من رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مائة . وأما ابن بشكوال ، فقال في صفر ، بدل رمضان -فالله أعلم . ثم قال ابن بشكوال : واحتفل الناس بجنازته ، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه ، فظهرت له كرامات -رحمه الله . سير اعلام النبلاء و شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف مؤلفاته محاسن المجالس مطالع الأنوار ومنابع الأسرار مفتاح السعادة لأهل الإرادة في الطهور الكسوة للحضرة الرفيعة مفتاح السعادة وتحقيق طريق السعادة من لم يشافه عالما بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون من أنكر الأشياء دون تيقن وتثبت فمعاند مفتون الكتب تذكرة لمن هو عالم وصوابها بمحالها معجون والفكر غواص عليها مخرج والحق فيها لؤلؤ مكنون

ابن سعيد المغربي

ابن سعيد المغربي علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك ابن سعيد، العنسي المدلجي، أبو الحسن، نور الدين، من ذرية عمار بن ياسر: مؤرخ أندلسي، من الشعراء، العلماء بالأدب. ولد بقلعة يحصب، قرب غرناطة، ونشأ واشتهر بغرناطة. وقام برحلة طويلة زار بها مصر والعراق والشام، وتوفي بتونس، وقيل: في دمشق. من تأليفه (المشرق في حلي المشرق- خ) أربعة مجلدات منه، طبع منها جزآن، وهو من تصنيف جماعة، آخرهم ابن سعيد؛ و (المقصات والمطربات- ط) في الأدب، و (الغصون اليانعة في محاسن شعرائ المئة السابعة- ط) و (الأدب الغض) و (ريحانة الأدب) و (المقتطف من أزاهر الطرف- خ) و (الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد) تاريخ بيته وبلده، و (ديوان شعره) و (النفحة المسكية في الرحلة المكية) و (عدة المستنجز) رحلة، و (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب- خ) و (وصف الكون- خ) و (بسط الأرض- خ) كلاهما في الجغرافية. و (القدح المعلي- خ) في تراجم بعض شعراء الأندلس، و (رايات المبرزين- ط) انتقاه من (المغرب). وأخباره كثيرة وشعره رقيق جزل مؤلفاته المُغرب في حلي المغرب. رايات المبرزين وغايات المميزين الغصون اليانعة في محاسن شعراء المئة السابعة. الأدب الغض. ريحانة الأدب. المقتطف من أزاهر الطرف. الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد، تاريخ بيته وبلده. ديوان شعره النفحة المسكية في الرحلة المكية نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب وصف الكون، في الجغرافيا بسط الأرض، في الجغرافيا. القدح المعلي، في تراجم بعض شعراء الأندلس. عنوان المرقصات و المطربات. وصية ابن سعيد المغربي لابنه: اودعك الرحمان في غربتك .مرتقبا رحماه في اوبتك فلاتطل حبل النوى انني ..والله اشتاق الى طلعتك واختصر التوديع اخذا فما ...لي ناظر يقوى على فرقتك واجعل وصاتي نصب عين ولا ....تبرح مدى الايام من فكرتك خلاصة العمر التي حنكت .....في ساعة زفت الى فطنتك فللتجاريب امور اذا ......طالعتها تشحذ من غفلتك فلا تنم عن وعيها ساعة .......فانها عون الى يقظتك وكل ما كابدته في النوى ........اياك ان يكسر من همتك فليس يدرى اصل ذي غربة ........وانما تعرف من شيمتك وامش الهوينا مظهرا عفة .........وابغ رضا الاعين عن هيئتك وانطق بحيث العي مستقبح .........واصمت بحيث الخير في سكتتك ولج على رزقك من بابه ...........واقصد له ما عشت في غربتك ووف كلا حقه ولتكن ............تكسر عند الفخر من حدتك وحيثما خيمت فاقصد الى ..........صحبة من ترجوه في نصرتك وللرزايا وثبة ما لها ..........الا الذي تدخره من عدتك ولا تقل اسلم لي وحدتي .........فقد تقاسي الذل في وحدتك والتزم الاحوال وزنا ولا ........ترجع الى ما قام من شهوتك ولتجعل العقل محكا وخذ .......كلا بما يظهر في نقدتك واعتبر الناس بالفاظهم ......واصحب اخا يرغب في صحبتك كم من صديق مظهر نصحه ....وفكره وقف على عثرتك اياك ان تقربه انه ....عون مع الدهر على كربتك وانم نمو النبت قد زاره ...غب الندى واسم الى قدرتك ولا تضيع زمنا ممكنا ..تذكاره يذكي لظى حسرتك والشر مهما استطعت لا تاته .فانه حوز على مهجتك

ابن سهل الأندلسي

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها. انصرف إلى حياة اللهو والمتعة وما يتصل بهما من شعر الغزل والخمر والموشحات، حتى غدا «شاعر إشبيلية ووشاحها». دفعه سوء الأحوال السياسية إلى مغادرة إشبيلية مع بداية العقد الخامس من القرن السابع إلى جزيرة منورقة، حيث قضى فيها نحو سنة أو يزيد بقليل. وفيها قال أولى قصائده المدحية في أبي عدنان بن حكم صاحب منورقة. ثم غادرها إلى سبتة، على اختلاف في كتب التراجم بين من يقول بعودته إلى إشبيلية أولاً وبين من لا يثبت له رحلة إلى منورقة أصلاً. والأرجح أنه زار إشبيلية قبل انصرافه إلى سبتة، لوجود قصيدة له يمدح فيها الشيخ أبا فارس الفتح بن فارس بن أبي حفص والي إشبيلية سنة 643 هـ. الديوان » العصر المملوكي » ابن سهل الأندلسي » انهض بأمرك فالهدى مقصود عدد الابيات : 37 طباعة اِنهَض بِأَمرِكَ فَالهُدى مَقصودُ وَاِسعَد فَأَنتَ عَلى الأَنامِ سَعيدُ وَالأَرضُ حَيثُ حَلَلتَ قُدسٌ كُلُّها وَالدَهرُ أَجمَعُ في زَمانِكَ عيدُ ماضي الزَمانِ عَلَيكَ يَحسِدُ حالَهُ لا زالَ غَيظَ الحاسِدِ المَحسودُ وَيَفوقُ وَقتٌ أَنتَ فيهِ غَيرَهُ حَتّى اللَيالي سَيدٌ وَمَسودُ تَصبو لَكَ الأَعيادُ حَتّى كادَ أَن يَبدو لَها عَمَّن سِواكَ صُدودُ وَتَكادُ تَسبُقُ قَبلَ وَقتِ حُلولِها وَتَكادُ في أَثَرِ الرَحيلِ تَعودُ أَيّامُ عَصرِكَ كُلَّها غُرَرٌ فَما لِلعيدِ فيهِ عَلى سِواهُ مَزيدُ ما كانَ يُعرَفُ مَوسِمٌ مِن غَيرِهِ لَولا نِظامُ السُنَّةِ المَعهودُ وَإِذا الجُمانُ غَدا حَصى أَرضٍ فَما لِلدُرِّ فيهِ مَبسَمٌ مَحمودُ أَكرَمتَ شَهرَكَ بِالصِيامِ فَبَيَّضَت فيهِ صَحائِفَكَ اللَيالي السودُ ما زالَ يُحيي لَيلَهُ وَفَقيرَهُ جودٌ أَفَضتَ غَمامَهُ وَسُجودُ وَالفِطرُ قَد وافاكَ يُعلِنُ بِالرِضى فَالصَحوُ فيهِ تَبَسُّمٌ مَقصودُ ما قَدَّمَ الأَنواءَ فيما قَبلَهُ إِلّا لِكَي يَلقاكَ وَهُوَ جَديدُ وَأَرى الغُيوثَ تُطيلُ عِندَكَ لِبثَها لِتُبَينَ أَنَّكَ تِربُها المَودودُ وَلَرُبَّما تَندى اِقتِصادَ مُخَفِّفٍ فَتَرى غُلُوَّكَ بِالنَدى فَتَزيدُ خَلَفَت نَداكَ فَأَكثَرَت في حَلفِها وَلَقَد يَكونُ مِنَ الجَبانِ وَعيدُ يَمنُ الوَزيرِ إِذا رَعَيتَ بِلادَهُ وَلَقَد يَدِرُّ بِيُمنِهِ الجُلمودُ فَمَتى يَكونُ الغَيثُ مِن أَكفائِهِ وَالغَيثُ مِن حَسَناتِهِ مَعدودُ ها سَبتَةٌ بِأَبي عَليٍّ جَنَّةٌ وَالبَحرُ فيها كَوثَرٌ مَورودُ فَزَمانُهُ فيها الرَبيعُ وَشَخصُهُ فيها الأَمانُ وَظِلُّهُ التَمهيدُ سَفَرَت بِهِ أَيّامُها واِستَضحَكَت فَكَأَنَّهُنَّ مَباسِمٌ وَخُدودُ قَد جَمَّعَت خِلَلَ الهُدى أَخلاقُهُ جَمعاً عَلَيهِ يَنبَني التَوحيدُ حَمَلَت سَرائِرُهُ ضَمائِرَ مُفرَدٍ لِلصِدقِ وَهوَ عَلى الجَميعِ يَعودُ سَهلُ الإِنالَةِ وَالإِبانَةِ غُصنُهُ بَينَ السَماحَةِ وَالتُقى أُملودُ حانَ عَلَينا شافِعٌ إِحسانَهُ فينا فَمِنهُ العَطفُ وَالتَوكيدُ هُمَمُ الخَلاصيّ المُبارَكِ أَنجُمٌ آراؤه العُليا لَهُنَّ سُعودُ فَالرَأيُ عَن إِسعادِهِ مُتَسَدِّدٌ وَالثَغرُ عَن تَحصينِهِ مَسدودُ يا مَن لآِمالِ العُفاةِ بِجودِهِ أُنسٌ وَلِلأَشعارِ فيهِ شُرودُ مِنكَ اِستَفَدتُ القَولَ فيكَ فَما عَسى أُثني عَلى مَن بِالثَناءِ يَجودُ فَمَتى حَمَلتُ لَكَ الثَناءَ فَإِنَّما هُوَ لُؤلُؤٌ في بَحرِهِ مَردودُ الهَديُ فيكَ سَجيَّةٌ مَفطورَةٌ وَالنورُ طَبعاً في الضُحى مَوجودُ المَلِكُ رَأسٌ أَنتَ مِغفَرُ رَأسِهِ فيما يُباهي تاجُهُ المَعقودُ أَنتَ الشَفيقُ عَلى الهُدى أَنتَ الَّذي رَبَّيتَهُ في الغَربِ وَهوَ وَليدُ فَإِذا اِستَدَلَّ عَلى الكَمالِ بِأَهلِهِ فَلَأَنتَ بُرهانٌ وَهُم تَقليدُ طَوَّقتَني طَوقَ الحَمامَةِ مُنعِماً فَنِظامُ مَدحِكَ في فَمي تَغريدُ فَاِهنَأ فَلَو أَنَّ الكَواكِبَ خُيّرَت لَأَتَتكَ مِنها لِلثَناءِ وُفودُ وَاِسلَم لِكَي تَبقى المَكارِمُ وَالعُلا وَإِذا سَلِمتَ فَكُلُّ يَومٍ عيدُ

ابو اسحاق الألبيرى

أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي المعروف باسم أبي إسحاق الألبيري (توفي بعد سنة 459 هـ) هو شاعر أندلسي عاش في غرناطة نظم أشعارًا في الزهد والحكمة، وله قصيدة مشهورة أنكر فيها على باديس بن حبوس صاحب غرناطة اتخاذه إسماعيل بن النغرالة اليهودي وزيرًا له، يقول في مطلعها: أبو إسحاق الإلبيري معلومات شخصية تاريخ الوفاة 1067م (459 هـ) مواطنة الدولة المرابطية تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات الحياة العملية المهنة شاعر تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات مؤلف:أبو إسحاق الإلبيري - ويكي مصدر تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب ألا قل لصنهاجة أجمعين بدور الندي وأسد العرين لقد زل سيدكم زلة تقر بها أعين الشامتين تخير كاتبه كافرا ولو شاء كان من المسلمين فعز اليهود به وانتخوا وتاهوا وكانوا من الأرذلين فنفاه باديس إلى إلبيرة. أثارت قصيدة الإلبيري أهل غرناطة من صنهاجة فقتلوا يوسف بن النغريلة، وهو ابن الوزير إسماعيل، الذي خلف والده في المنصب بعد وفاته وفاتا طبيعية. الديوان » العصر المملوكي » أبو إسحاق الإلبيري » السوط أبلغ من قال ومن قيل عدد الابيات : 16 طباعة السَوطُ أَبلَغُ مِن قالٍ وَمِنِ قيلِ وَمِن نُباحُ سَفيهِ بِالأَباطيلِ مُرُّ المَذاقِ كَحَرِّ النارِ أَبرَدُهُ يُعَقِّلُ المُتَعاطي أَيَّ تَعقيلِ رَأى مِنَ الطِبِّ ما بُقراطُ لَم يَرَهُ في بُرءِ كُلِّ سَخيفِ العَقلِ مَخذولِ ضَئيلُ جِسمٍ تَخافُ الخَيلُ سَطوَتَهُ أَعدى وَأَطغى مِنَ التِمساحِ في النيلِ يَرقُصُ المَرءَ تَرقيصاً بِلا طَرَبٍ لَو كانَ أَثقَلَ أَو أَجسى مِنَ الفيلِ عِندَ السَخيفِ بِهِ خُبرٌ وَتَجرِبَةٌ فَقَد رَمى تَحتَهُ ما عُدَّ بِالفولِ وَقَد حَسا مِنهُ أَمراقاً مُفَلفَلَةً جَشَّتهُ شَرَّ الجُشا مِن شَرِّ مَأكولِ وَقَد هجاهُ بِهَجوٍ مُؤلِمٍ وَجِعٍ لا يُشبِهُ الشِعرَ في نَظمٍ وَتَفصيلِ فَقُل لَهُ إِن جَرى هَجوٌ بِخاطِرِهِ أُذكُر قِيامَكَ مَحلولَ السَراويلِ وَاِذكُر طَوافَكَ في الأَسواقِ مُفتَضِحاً مُجَرَّداً خاشِعاً في ذُلِّ معزولِ وَاِذكُر عُقوبَةَ ما زَوَّرتَهُ سَفَهاً في السادَةِ القادَةِ الشُمَّ البَهاليلِ عِصابَةٌ عَظَّمَ الرَحمَنُ حُرمَتَها وَخَصَّها مِنهُ إِكراماً بِتَبجيلِ هُمُ لُبابُ الوَرى حَقّاً وَغَيرُهُم عِندَ الحَقيقَةِ أَبقالُ الغَرابيلِ إِنَّ اِبنَ تَوبَةَ فيهِم رافِعٌ عَلَماً مِنَ القَضاءِ وَمُمتازٌ بِإِكليلِ قَضى بِتَنكيلِ مَن لَم يَرعَ حَقَّهُمُ وَحَصَّنَ الحُكمَ في هَذا بِتَسجيلِ الظَهرُ قِرطاسُهُ وَالسَوطُ يَطلُبُهُ بِئسَ الكِتابُ بِعَقدٍ غَيرِ مَحلولِ لأبي إسحاق الإلبيري ديوان صغير، منه مخطوطة محفوظة في مكتبة الأسكوريال، منه في الزهد: أتيتك راجيـا يا ذا الجلال ففرج ما ترى من سـوء حالي عصيتك سيـــدي ويلي بجهلي وعيب الذنب لم يخطر ببالي وله قصيدة شهيرة تسمى بـ منظومة الإلبيري أو تائية الإلبيري في ذكر العلم وفضله والحث عليه والعناية به يقول في مطلعها: تفتُّ فؤادك الأيام فتّا وتنحت جسمك الساعات نحتا وتدعوك المنون دعاء صدقٍ ألا يا صاح أنت أريد أنتا