https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Friday 20 October 2023

ابن الحاج البلفيقي


[

٦٨٠ - ٧٧١ هـ / ١٢٨١ - ١٣٧٠ م

محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحاج السلمي البلفيقي، أبو البركات، من ذرية عباس بن مرداس السلمي.

قاض، مؤرخ، من أعلام الأندلس في الحديث والأدب.

من أهل بلفيق (من أعمال المرية) تعلّم بها وفي بجاية ومراكش، واستقر بسبتة، ثمّ ولي القضاء بمالقة (سنة ٧٣٥هـ) فالقضاء والخطابة بالمريّة، ففي غرناطة، فالمرية ثانية، واستعمل في السفارة بين الملوك.

له: (أسماء الكتب والتعريف بمؤلفيها) على حروف المعجم، و (الإفصاح فيمن عرف بالأندلس بالصلاح) ، و (مشتبهات مصطلحات العلوم) ، و (المؤتمن في أنباء من لقيته من أبناء الزمن) سير وتراجم، و (العذب الأجاج) ديوان شعره، (قد يكبو الجواد، في غلطة أربعين من النقاد) ، و (تاريخ المرية) ، و (العلن في أنباء أبناء الزمن) ، و (سلوة الخاطر) ، و (شعر من لا شعر 

له) أي من لم يشتهر بالشعر، وغير ذلك.



فديتُكم أيَّ المحاسِن أكشِفُ

ألا إِنَّها الأَقدارُ يظهرُ سرُّها

إذا ما وفى المقدورُ ما الرأي يُخلِفُ

أيا ربِّ إن اللُبَّ طاشَ بما جرى

به قلمُ الأَقدارِ والقلبُ يرجُفُ

وإِنا لندعوهم ونخشى وإنَّما

على رسمك الشرعي من لك يَعكِفُ

أقول وفي أثناءِ ما أنا قائلٌ

رأيتُ المنايا وهيَ لي تتخطَّف

وإنّي مع الساعات كيف تقلَّبت

لأسهُمها إن فوَّقت مُتَهَدَّفُ

وما جرَّ ذا التسويفَ إلا شبيبتي

تُخيَّلُ لي طولَ المدى فأُسوِّفُ

إذا جاء يومٌ قلت هوَ الذي يلي

ووقتك في الدنيا جليسٌ مخفَّفُ

أُقدِّم رِجلاً عند تأخير أختها

إذا لاحَ شمسٌ فالكواكب تُكسَفُ




ألا ساعدوني في البكاء فأدمعي

غزارٌ ولكن ما قضت حق أشجاني

فيا كمدي رُدَّ الدموعَ لباطني

لتسقيَ أو جالي فتثمر أشجاني

أُبكّي شباباً قد مضى صفوُ مائه

وأقبلَ شيبٌ ابيضٌ مثلُ أكفاني

أُسوِّدهُ جماء يحكي سوادهُ

غُراباً لبينِ أو حداةً على غانِ

فأصبغُها حُمراً فيهتف حالُها

ألم تدرِ أن الموتَ أحمرُها قاني

فيرتاحُ قلبي ثمَّ تشتدُّ زفرتي

وترتج أعضائي وتنهلُّ أجفاني

مضى كلُّ أقراني وأهلي وأسرتي

وما قد لقوا يا حسرتي سوف يلقاني

بكيت لبلوى كلُّكم مبتلىً بها

ففي الحقِّ أن تبكوا على ما قدَ ابكاني


ابن الجياب الغرناطي

 أبو الحسن علي بن محمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن حسن الأنصاري الغرناطي (673 - 749 هـ / 1274 - 1349 م)، المعروف بابن الجيّاب، هو شاعر وأديب ووزير أندلسي غرناطي أنصاري. ولد في غرناطة، وبها نشأ، وأخذ العلم عن مجموعة من علمائها.[1] كان يترأس ديوان الكُتّاب بغرناطة.


كان ابن الجياب من شيوخ لسان الدين بن الخطيب، وقد جاء في ترجمة ابن الخطيب له في الجزء الأول من كتابه «الإحاطة»:

«شيخنا ورئيسنا العلامة البليغ، كان على ماكان عليه من التفنن والإمامة في البلاغة والأخذ بأطراف الطب والاستيلاء على غاية الأدب، صاحب مجاهدة وملازمة عبادة، على طريقة مثلى في الاستقامة والنزاهة وإيثار التقشف، محب لأهل الخير والصلاح... وهو شيخ طلبة الأندلس دراية وتحقيقاً ومشاركة في كثير العلوم، توفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة هجرية.»

شعرهعدل

لابن الجياب الغرناطي الكثير من الشعر والنثر، جمع أغلبه تلميذه لسان الدين بن الخطيب[1]، الذي يشير إلى ذلك في كتابه «الإحاطة» بقوله: «وشعره كثير مدون جمعته ودونته»[3]، وما زالت أبيات من شعره تزين قصري جنة العريف والحمراء[4]، ومن الأشعار المنسوبة إليه أبيات بالقاعة الرئيسية لبرج الأسيرة في قصر الحمراء، يقول فيها:[5]

برجٌ عظيمُ الشأنِ في الأبراجِقد باهت الحمراءُ منه بتـاجِ
قلهرة ظهرت لنا واستبطنتقصرًا يضيء بنوره الوهاجِ
فيها بدائعُ صنعةٍ قد نوظرتنسبـًا من الأفرادِ والأزواجِ
من آل سعدٍ من بني نصرٍ ومَننصروا وآوَوا صاحبَ المعراجِ

وفاتهعدل

توفي ابن الجياب بالطاعون في غرناطة سنة 1349 م (749 

هـ)، وورث رتبته في الوزارة تلميذه لسان الدين بن الخطيب.[6]

سلامٌ على قبرِ المكارمِ والمجد

مُقامِ الرِّضَى والفوزِ والبِشرِ والسَّعد










أرى الدهر في ألوانه متقلبا

فإياك لا تأمنه يوماً فتُخدَعا

فما هو إلا مثل ما قال قائل

مكرّ مفرّ مقبِلٍ مدبرٍ معا






الحمدُ حقُّ الحمدِ للرّحمن

كافي العدوّ وناصرِ الإيمانِ

ومكيِّفِ الصنعِ الكريم ودافِع ال

خَطبِ العظيمِ وواهبِ الإحسانِ

في كلِّ أمرٍ للمُهَيمِن حكمة

أعيَت على الأفكارِ والأذهانِ

ابن البني

 أبا جعفر أحمد بن محمد البني اليعمري الأبدي المعروف بابن البَنِّي (توفي 488هـ أو 490هـ) أديب أندلسي زمن المرابطين، كان شاعرا هَجَّاء وغَزَّال، تبوأ الغزل مكانا ملحوظا في أعماله، مشكلا نصف مجموع شعره،[1] ولكثرة هجائه وُصف ب«خبيث اللسان». يعود لقبه البني نسبة إلى بِنة والأبدي نسبة إلى أُبَّدة وذكره السيوطي باسم «البلنسي البنيني». وبما أنه يعمري فإن نسبه عربي يرجع إلى بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وأهل أبدة ينسبون إلى بني يعمر بن مالك. تفقه على يد ابن رزق القرطبي، وهو من شيوخ المالكية. استقر بميورقة ويابسة وكان مثقفا حرا «لا يبالي بأي مذهب».[2] وكان مولعا بالغلمان يتغزل بهم، وغزله مستقل مقصود لذاته، لم يكن تقليدا في مقدمة المدائح.


وصفه محمد رضا الشبيبي بالشاعر الثائر لانتقاده سياسة المرابطين زمن الأمير علي بن يوسف نظرا لإبعاد أعلام الأدب من مجالس السلطان وتقريبه للفقهاء، الذين كانت علاقتهم سيئة للغاية بابن البني، خصوصا مع ابن حمدين، كبير قضاة الأندلس، لدرجة أن المراكشي يرجح أنه المقصود في هذا البيت لابن البني:

أهل الرِّياءِ لَبِسْتُمُو نَامُوسَكُمْكالذِّئِبِ أدلجَ في الظَّلاَمِ العَاتِمِ


كانت تربطه علاقة صداقة ب«حكيم الأندلس» أبو الصلت، وقد مدحه هذا الأخير مشيرا لكثرة أسفاره وتنقلاته. كما كانت تجمعه علاقة احترام وتقدير مع الأديب الفتح بن محمد بن خاقان، الذي حل بجزيرة ميورقة سنة 503هـ/ 1109م، نفس السنة التي سيغادر فيها ابن البني الجزيرة، لكن ذلك لم يباعد بين الصديقين. توفي عندما دخل إل سيد قامبياطور مدينة بلنسية وأمر بحرق جماعة من أعيانها.


ولما نفي أبو جعفر ابن البني(1) من ميورقة ، وأقلع في البحر ثلاثة أميال ، ونشأت ردته لم يتجاسر أحد من إخوانه على إتيانه ، فكتب إليهم:

أحبتنا الألى عتبوا علينا                        وأقصونا وقد أزف الوداع

لقد كنتم لنا جدلا وأنساً                     فما بالعيش بعدكم انتفاع

أقول وقد صدرنا بعد يوم:                           أشوق بالسفينة أم نزاع

إذا طارت بنا حامت عليكم                         كأن قلوبنا فيها شراع

وله(2):

غصبت الثريا في البعاد مكانها             وأودعت في عيني صادق نوثها

وفي كل حال لم تزالي بخيلة                           فكيف أعرت الشمس حلة ضوئها

وله في غلام يرمي الطيور :

قالوا : تصيب طيور الجو أسهمه                   إذا رماها فقلنا : عندنا الخبر

تعلمت قوسه من قوس حاجبه              وأيد السهم من أجفانه الحور

يلوح في بردة كالنفس حالكة              كما أضاء يجنح الليلة القمر

وربما راق في خضراء مونقة                 كما تفتح في أوراقه الزهر