https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Friday 20 October 2023

ابن البني

 أبا جعفر أحمد بن محمد البني اليعمري الأبدي المعروف بابن البَنِّي (توفي 488هـ أو 490هـ) أديب أندلسي زمن المرابطين، كان شاعرا هَجَّاء وغَزَّال، تبوأ الغزل مكانا ملحوظا في أعماله، مشكلا نصف مجموع شعره،[1] ولكثرة هجائه وُصف ب«خبيث اللسان». يعود لقبه البني نسبة إلى بِنة والأبدي نسبة إلى أُبَّدة وذكره السيوطي باسم «البلنسي البنيني». وبما أنه يعمري فإن نسبه عربي يرجع إلى بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وأهل أبدة ينسبون إلى بني يعمر بن مالك. تفقه على يد ابن رزق القرطبي، وهو من شيوخ المالكية. استقر بميورقة ويابسة وكان مثقفا حرا «لا يبالي بأي مذهب».[2] وكان مولعا بالغلمان يتغزل بهم، وغزله مستقل مقصود لذاته، لم يكن تقليدا في مقدمة المدائح.


وصفه محمد رضا الشبيبي بالشاعر الثائر لانتقاده سياسة المرابطين زمن الأمير علي بن يوسف نظرا لإبعاد أعلام الأدب من مجالس السلطان وتقريبه للفقهاء، الذين كانت علاقتهم سيئة للغاية بابن البني، خصوصا مع ابن حمدين، كبير قضاة الأندلس، لدرجة أن المراكشي يرجح أنه المقصود في هذا البيت لابن البني:

أهل الرِّياءِ لَبِسْتُمُو نَامُوسَكُمْكالذِّئِبِ أدلجَ في الظَّلاَمِ العَاتِمِ


كانت تربطه علاقة صداقة ب«حكيم الأندلس» أبو الصلت، وقد مدحه هذا الأخير مشيرا لكثرة أسفاره وتنقلاته. كما كانت تجمعه علاقة احترام وتقدير مع الأديب الفتح بن محمد بن خاقان، الذي حل بجزيرة ميورقة سنة 503هـ/ 1109م، نفس السنة التي سيغادر فيها ابن البني الجزيرة، لكن ذلك لم يباعد بين الصديقين. توفي عندما دخل إل سيد قامبياطور مدينة بلنسية وأمر بحرق جماعة من أعيانها.


ولما نفي أبو جعفر ابن البني(1) من ميورقة ، وأقلع في البحر ثلاثة أميال ، ونشأت ردته لم يتجاسر أحد من إخوانه على إتيانه ، فكتب إليهم:

أحبتنا الألى عتبوا علينا                        وأقصونا وقد أزف الوداع

لقد كنتم لنا جدلا وأنساً                     فما بالعيش بعدكم انتفاع

أقول وقد صدرنا بعد يوم:                           أشوق بالسفينة أم نزاع

إذا طارت بنا حامت عليكم                         كأن قلوبنا فيها شراع

وله(2):

غصبت الثريا في البعاد مكانها             وأودعت في عيني صادق نوثها

وفي كل حال لم تزالي بخيلة                           فكيف أعرت الشمس حلة ضوئها

وله في غلام يرمي الطيور :

قالوا : تصيب طيور الجو أسهمه                   إذا رماها فقلنا : عندنا الخبر

تعلمت قوسه من قوس حاجبه              وأيد السهم من أجفانه الحور

يلوح في بردة كالنفس حالكة              كما أضاء يجنح الليلة القمر

وربما راق في خضراء مونقة                 كما تفتح في أوراقه الزهر

 


No comments:

Post a Comment