https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Tuesday 17 October 2023

الرصافي البلنسي

محمد بن غالب الرفاء الرصافي، أبو عبد الله. شاعر وقته في الأندلس، أصله من رصافة بلنسية، وإليها نسبته. كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره. وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب. أقام مدة بغرناطة. وسكن مالقة وتوفي بها. له (ديوان شعر). وجمع الدكتور إحسان عباس ما وجد من شعره في قَد يَسكُتُ السَيفُ وَالأَقلامُ ناطِقَةٌوَالسَيفُ في لُغَةِ الأَقلامِ لَحّانُ عَدلاً مَلَأتَ بِهِ الدُنيا فَأَنتَ بِهابَينَ العِبادِ وَبَينَ اللَهِ مِيزانُ سَرّاءُ شَبَّ بِها الزَمانُ الأَشيَبُ وَسَماءُ مَجدٍ زيدَ فيها كَوكَبُ وَعلوُّ مَنزِلَةٍ تُشادُ بِأَزهَرٍ كَالنَجمِ إِلا أَنَّهُ لا يَغرُبُ يَأبى لَهُ خلق الوَليدِ إِذا هَفا كَرمُ المَراضِعِ وَالنِجارُ الطَيِّبُ وُلِدَت بِمَولِدِهِ المَكارِمُ وَالنَدى وَتَأَهَّبَ النادي لَهُ وَالمَوكِبُ بُشراكَ بِالطِفلِ الَّذي هُوَ عِندَنا شِبلٌ وَفي المَعنى هِزَبرٌ أَغلَبُ فَاِهنَأ بِهِ مِن طالِعٍ ذي أَسعُدٍ يُزهى بِغُرَّتِهِ الزَمانُ وَيُعجَبُ يَحلو عَلى طَرَفِ اللِسانِ كَأَنَّما عَسَلٌ وَماءٌ لَفظُها المُستَعذَبُ بَلغَت بِكَ الأَيّامُ قاصِيَةَ المُنى مِمّا تُحاوِلُهُ الكِرامُ وَتَطلُبُ

الحرة الحواء بنت تاشفين

الحرة حوّاء بنت تاشفين، شاعرة وأديبة وفاعلة خير أندلسية. وهي ابنة أخ يوسف بن تاشفين وزوجة الأمير سير بن أبي بكر الذي قاد الجيوش التي قضت على ملوك الطوائف في الأندلس. كان لها دورٌ بارزٌ في إثراء الحياة الأدبية في مراكش وفي إشبيلية. فقد كانت تحضر مجالس الشعراء والأدباء وتقرض الشعر

الجياني

أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجياني الأندلسي، مُحدث من علماء الأندلس ولد في عام 427هـ - 1035م، كان يتصدر للتدريس في جامع قرطبة، وهو من أهلها، نزلها أبوه في الفتنة، وكانت وفاته فيها. ويعرف بالجياني وليس من جيان[؟]، وإنما نزلها أبوه فترة. وأصلهم من الزهراء. من تلاميذه ابن أبي الخصال وأبو الحجاج الضرير وابن الحاج القرطبي، قاضي الجماعة ومفتي الأندلس. من كتبه تقييد المهمل. رجال الصحيحين. الألقاب. التعريف بشيوخ البخاري. التنبيه على الأوهام الواقعة في المسندين الصحيحين. الكنى والألقاب. وفاته توفي الحسين الآندلسي في سنة 498هـ - 1105م في قرطبة. أرى عارضاً بالغَور لو أنّه يَهمِي لعَمَّ بنُعماه المَعاهدَ من نُعمِ تألّقَ واحمَومَى فقلُت مغاضبٌ تبسَّم عن وجهٍ بغير الرضا جَهمِ فإنَّ نسيما منه هبّت به الصَّبَا ليَسري إلى نفسي سُرى البُرء في السَّقمِ يا غيم أكبر حاجتي سقي الحمى إن كنت تسعف رشف صداه فطالما روى الصدى فيه الترشف وآخلت عليه من الربيع ووشيه برداً مصنف حتى ترى أنواره وكأنها أعشار مصحف وتخال مرفّض الندى في روضه شكلا وأحرف

التطيلي الأعمى

التُطَيْلِي الأعمى أو أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي الأعمى التطيلي، وله كنيتان هما «أبو جعفر» و«أبو العباس»، هو شاعر ووشاح أندلسي عاش في عصر المرابطين، عُرف بالأعمى وبالأُعَيمى لعاهته، وبالتُّطِيْليّ نسبة إلى مسقط رأسه تُطِيلة، كما لقبه بعض مؤرخي الأدب بمعري الأندلس. لم تجزم المصادر التاريخية أو الأدبية بتاريخ ولادته أو وفاته، إلا أنه من المرجح أن تكون ولادته سنة 485 هـ (اعتمادًا على كتاب نكت العميان للصفدي) وأن وفاته كانت بين عامي 513 و535 هـ. قضى التطيلي معظم حياته في إشبيلية، وكانت يومئذ عامرة بمجالس الأدباء والعلماء، فنهل من علوم عصره من لغة، وأدب، وتاريخ، وفقه، وأصول، وحديث، واشتهر شاعراً وشاحاً. كان يلازمه في روحاته وغدواته شاعر معاصر له، لُقب بعصا الأعمى، هو أبو القاسم بن أبي طالب الحضرمي المَنيشي (نسبة إلى مَنيش من قرى إشبيلية)، ويرجح أن التطيلي أقام بقرطبة حقبة قصيرة، ومدح قاضيها أبا القاسم ابن حمدين (ت 521هـ). لم يعمر التطيلي طويلًا. شعره ترك التطيلي ديوان شعر وموشحات، وتناول معظم الأغراض المعروفة من مدح ورثاء (وهما الغرضان الرئيسان في شعره) ووصف (وكان قليلًا؛ لأن عاهته حالت دون إكثاره منه) وغزل وشكوى وهجاء. وبسبب هجائه اللاذع لقب ببشار الأندلس. له قصيدة مشهورة، أولها: لعلى أرى باقٍ على الحدثان ألا حدثاني عن فلٍ وفلان كان من أبرز من مدحهم التطيلي محمد بن عيسى الحضرمي ـ أحد أعيان القواد في الأندلس ـ وابن زُهر الإشبيلي، وكان شاعرًا وطبيبًا، كما مدح من النساء الأميرة حواء بنت تاشفين. أما الرثاء فهو وافر في شعره لأنه أصيب في أهله ومعارفه، وبعض أصدقائه، وله مراثٍ في زوجته أو في بعض النساء، وقد جمع ديوانه الدكتور إحسان عباس. كما قال شعرا وفيرا في أسرة بني عشرة. موشحاته برع التطيلي في نظم الموشحات، وكان أبرز شعراء الموشحات في عصر المرابطين. وقد ذكر أن جماعة من الوشاحين اجتمعوا في أحد المجالس في إشبيلية، وقد استحضر كل واحد منهم موشحة ألّفها وتأنق فيها فتقدم الأعمى التطيلي لإنشاد موشحته وما كاد ينتهي منها حتى مزق كل وشاح موشحته إجلالاً للتطيلي وإعجاباً بموشحته، وفيها يقول: ضاحك عن جمان سافر عن بدرِ ضاق عنه الزمان وحواه صدري آهِ ممّا أجد شفّني ما أجد قام بي وقعد باطشٌ متّئد مكانته الأدبية قال ابن بسام عنه في الذخيرة: «له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يُجارى، وذهن لا يُبارى، ونظم كالسحر الحلال ونثر كالماء الزلال.» كما قال عنه ابن خلدون في مقدمته «التُّطيلي سابق فرسان حلبة الوشاحين في دولة المُلَثَّمين» وفي العصر الحديث دعاه مصطفى عوض الكريم في كتابه «فن التوشيح» بقطب التوشيح الأعظم؛ لأن شهرته في الموشحات كانت أكثر منها في القصائد. الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » إلى الله أشكو الذي نحن فيه عدد الابيات : 29 طباعة إلى الله أشكو الذي نحن فيه أسىً لا يُنَهنِهُ منهُ الأسى على مثلها فلتشقَّ القلوبُ مكانَ الجيوبِ وإلا فلا فشا الظلمَ واغترَّ أشياعُهُ ولا مُسْتَغاثٌ ولا مُشْتَكى وساد الطَّغَامُ بتمويههمْ وهل يَفْدَحُ الرزءُ إلا كذا وطالت خُطَاهُم إلى التُّرَّهاتِ ألا قصّرَ الله تلك الخطا وأعْجَبُ كيفَ نضلُّ السبيلَ ولم نأتِهِ واهتدته القطا وكيف تَضاحَكُ هذي الرياضُ وكيف يصوبُ الغمامُ الحصى وهيهات لم يعتمدْ أن يجودَ ولكن لما نحن فيه بكى وماذا بحمصٍ من المضحكاتِ ولكنَّه ضحكٌ كالبكا وذا اليومُ حَمَّلنا فادحاً خَضَعْنا له وانتظرنا غدا وَنُغْضِي على حُكْم صَرْفِ الزمان وبين الجوانح جَمْرُ الغَضَا ويا رُبَّ إلبٍ على المسلمين زَوَى الحقَّ عن أهله فانْزَوى هو الكلبُ أَسَّدَهُ جَهْلُهُ وطال فخالُوْهُ ليثَ الثَّرى وراعهمُ زأرُهُ فيهمُ ولو كانَ في غيرهمْ ما عوى كفاهُ الهوانُ احتقارَ الهوان فسنَّ الأذَى باحْتِمالِ الأذى تهاونَ باللهِ والمسلمين وقد كان في واحدٍ ما كفى وقد خلعَ الدينَ خَلْعَ النَجادِ وقد أكل الدِّينَ أكلَ الرِّبا فمرآه في كلِّ عينٍ قذى وذكراهُ في كلِّ حلقٍ شَجَا إذا سُئِلَ العَسْفَ بالمسلمين فأَجْوَدُ من حاتمٍ بالقرى وإن أمكنتْ منهمُ فُرْصَةٌ فأَفْتَكُ من خالدٍ بالعدا ولا بدَّ للحقِّ مِنْ دُوْلةٍ تُميتُ الضَّلالَ وتُحْيي الهُدى فيا سحرَ فرعونَ ماذا تقول إذا جاءَ موسى وأَلقى العصا وقد عزَّ في مَنْعِ سلطانه كُلَيْبٌ فكيفَ رأيتَ الحِمَى وإنَّ أمامك لو قد علمتَ أشياءَ أَيسرهنَّ الرَّدَى فَمَا غَفَلَ اللهُ عن أُمّةٍ ولا تَرَكَ اللهُ شيئاَ سُدى وعاقِبةُ الظلمِ ما قد سَمِعْتَ وعَايَنْتَ لو نَهْنَهَتْكَ النُّهَى أيا أهلَ حمصٍ وقِدْماً دعوتُ وهل تسْمعونَ إلى من دعا يَقلُّ لأقداركمْ كلُّ شيءٍ فكيفَ رضيتمْ بدون الرِّضى أَلا قد لحنتُ لكم فاسمعوا وحاجَيْتُ إن كان يُغني الحجا الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » فؤاد على حكم الهوى لا على حكمي عدد الابيات : 40 طباعة فؤادٌ على حُكمِ الهوى لا على حُكْمي بهيمُ على إثرِ البخيلةِ أو يهمي متى أشْتَفي من لوعتي وأطيقُها إذا كان بجنيها فؤادي على جسمي هنيئاً لسلمى فرطَ شوقي وأنني ذكرتُ اسمَهَا يومَ النّوى ونسيتُ اسمي غَداةَ وقفنا بقْسِمُ الشوقُ بيننا على ما اشترطْنا وارتضتْ سُنّة القسْم وقد أطْلَعَتْ تلك الهوادجُ أنجماً تركنَ جفوني في الكرى أُسْوَةَ النجم فأبْتُ بدمعي لؤلؤاً فوق نَحْرِها وآبتْ بما في مُقْلَتَيْها من السُّقْم خليليَّ هل بَعْدَ المشيبِ تَعِلَّةٌ لذي الجهلِ أو في الحبِّ شُغْل لذي حلم وهل راجِعٌ عيشٌ لبسناه آنفاً كيوم يزيدٍ في بيوت بني جَرْم وهل لي حظٌّ من مُوَاتاةِ صاحبٍ له قُدْرةُ القاضي وَمَوْجدَةُ الخَصْم بدتْ رِقّةَ الشَّكوى على حركاتِهِ ورابَتْكَ في أَعْطافِهِ قَسْوَةُ الظلم كما اضَّطرَبَ الخطّيُّ في حَوْمَةِ الوَغى وَصُمُّ المنايا في أنابِيبِهِ الصُمِّ رَمَاني على فَوْتِ الشبابِ وإنما تَعَرَّضَ لي لما رآنيَ لا أرْمي ولم يَدْرِ أنّي لو أشاءُ حَمَلْتُهُ على رِسْلِهِ إنَّ الحِمَالَةَ كالسَّهم وَوكَّلَ عيْنَيهِ بإتلافِ مُهْجَتي سَيَعْلَمُ إن لم يَسْتَجِرْ بي من الغُرْم أبا جعفرٍ هذي المكارمُ والعُلا دعاءً بحقٍّ وادعاءً على عِلم أرى النّاسَ قد باعوا المروَّاتِ فاشْترِ وقد ضَيَّعُوا ما كانَ منْ حَسَبٍ جمّ وأنت أحق الناس بالحزم فأته وصوف العلا بالمال أشبه بالحزم وأنتَ بعيدُ الهمِّ مقترِبُ الجدا كريمُ السَّجايا ماجدُ الخال والعم أبيٌّ إذا لم يدفعِ الضيمَ دافعٌ بغيرِ حديث الإفكِ والحَلِفِ الإثم وأكْرَمُ مَنْ يُرْجى لدفعِ مُلِمّةٍ إذا الطّفْلُ لم يسْكُنْ إلى لُطُفِ الأمّ وأهْفى بأَلْبَابِ الرِّجالِ من الهَوى وأخْفَى وراءَ الحادثاتِ من الوهم وأحْمَى لحوْزَاتِ المعالي منَ الرَّدى وأسْخى بآمال النُّفُوسِ منَ الحِلم وذو عَزَمات لو يُساوي بها الرُّبى لطأطأَها بينَ المذلَّةِ والرُّغْم تَكَرَّمْتَ عما فيه أدنى غَضاضةٍ على خُلُقٍ ضاهَتْكَ فيه ابنةُ الكرم ولم أرَ أحْيَا منك وجهاً ولا يداً إذا استأثرَ الحرُّ المرَهَّقُ بالطُّعْم وأصْبَرَ في ظلماءِ كلِّ كريهةٍ بحيثُ يكونُ الصبر أفرجَ للغمِّ إذا الخيلُ عامتْ في النجيعِ وأُلْجِمَتْ بِسُمْر العوالي وهي تَطغَى على اللجم فلم ترَ إلا عاثراً بدمائه يحاذر كلماً أو يُدَافِع عن كلم ولا حصنَ إلا السيفُ في يدِ ماجدٍ يرى الموتَ دونَ المجدِ غُنْماً من الغُنْم هنالك حدِّث عن أُبَيَّ وجعفر وعبد المليك الشمِّ في الرُّتَب الشم تَسَمّيْتَ بالفضلِ الذي أنتَ أهْلُهُ ومعناهُ والمذمومُ أجدرُ بالذمّ وَأُلْبِسْتَ مِنْ وَشْيِ الوزارةِ حُلّةً تقومُ لها تلكَ المآثرُ بالرقم وَتَنْميك من سَعْدِ العشيرةِ أُسْرَةٌ هل الفخرُ إلا ما نَمَتْهُ وما تَنْمي بهاليلُ أبطالٌ جحاجحُ سادةٌ كأُسْدِ الشّرى في الحرب كالمُزْنِ في السلم إذا ركبوا الجُرْدَ الجيادَ إلى الوغى رأيتَ الأسودَ الضارياتِ على العُصْم سَيأتيكَ شعري ذاهباً كلَّ مَذْهَبٍ على شَهِمٍ منْ خُطّةٍ أو على سَهْم جزاءً بِنَعْماكَ الجزيلة إنني تَكَرَّمْتُ عن شَيْنِ الصَّنيعةِ بالكتم وكم لكَ عندي من يدٍ مَلأَتْ يدي ومنْ نعمةٍ أَوْلى بشعريَ من نُعم هنِيئاً لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ وعيدٌ لما حاكوا من النثر والنظم نأى الحجرُ الملثوم فيه فأَحْظِني بيمناكَ واجعلْ لي سبيلاً إلى اللثم

الأعلم الشنتمري

أَبُو اَلْحَجَّاجْ يُوسُفْ بْنْ سُلَيْمَانْ بْنْ عِيسَى اَلشِّنْتَمْرِي اَلْأَنْدَلُسِيَّ اَلمعروف بِالْأَعْلَمِ (410 هـ - 476 هـ = 1019 - 1084 م)، عالم بالأدب واللغة. ولد في شنْتَمَرِيّة الغرب ورحل إلى قرطبة. كف بصره في آخر عمره ومات في إشبيلية. كان مشقوق الشفة العليا، فاشتهر بالأعلم. من كتبه: شرح الشعراء الستة. تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب. كتاب الحماسة. شرح أبيات كتاب الجمل. ولد في شنْتَمَرِيّة الغرب، وهي مدينة في غرب الأندلس تقع على البحر بين شِلْب وإشبيلية في المنطقة الجنوبية من البرتغال. لمّا بلغ الأعلم الثالثة والعشرين من عمره رحل إلى قرطبة، وأقام بها مدةً تلقى فيها العلم على أكابر علمائها، ومنهم مسلم بن أحمد الأديب ، وابن الإفليلي، وأبو سهل يونس بن أحمد الحرّاني. ثم رحل إلى شِلْب ودرَّس فيها، وممن درس عليه الوزير محمد بن عمّار المهري الشِّلْبي وهو صغير. ثم غادرها إلى إشبيلية قبل سنة 440 هـ، وهو تاريخ تأليف كتابه «النكت» فيها، وأقام في كنف صاحبها المعتضد باللّه أبي عمرو عبّاد بن محمد اللخمي، ودرَّس ولد المعتضد وولد المعتمد على اللّه بن المعتضد من بعده. وبإشبيلية أَلَّف كتبه أو أكثرها، وكُفَّ بصره في آخر عمره، وتوفي بها. كان الأعلم إماماً من أئمة النحو في عصره، وكان عالماً باللغة، واسعَ الحفظ للأشعار ومعانيها، جيّد الضبط لها، مشهوراً بمعرفتها وإتقانها. روى عن شيوخه أمهات كتب النحو واللغة والأدب ودواوين الشعر. ومنها كتاب سيبويه، وأبنية كتاب سيبويه للزبيدي، والكامل للمبرّد، كما روى دواوين طائفة من الشعراء منهم: أبو تمام والحطيئة والسُّلَيك والأسود بن يعفر وزيد الخيل وحاتم الطائي وطفيل الغنوي وابن أحمر والمتنبي، وأشعار الشعراء الستة الجاهليين. وإليه كانت الرحلة في طلب العلم في عصره. فأخذ عنه خلق كثير نهلوا من علومه التي برع فيها واشتهر بإتقانه لها وتمكُّنه فيها. ومن تلامذته: أبو علي الحسن بن محمد الغسّاني، وأبو بكر محمد بن سليمان الكَلاعيّ المعروف بابن القصيرة ، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة، وعلي بن عبد الرحمن التنوخي المعروف بابن الأخضر، وأبو بكر محمد بن عبد المجيد بن عبدون وغيرهم. الوفاة توفي الشنتمري عام 476 هـ الموافق 1084 م، قال ابن شريح: «مات أبي في شوال سنة ست وسبعين فأعلمت به أبا الحجاج الأعلم. وكان كالأخوين، فانتحب بالبكاء، وقال: لا أعيش بعده إلا شهرا . قال: فكان كذلك». انظر أيضًا

ابن وهبون

عبد الجليل بن وهبون، الملقب بالدمعة المرسي، أبو محمد. أحد الشعراء الأدباء الفحول المجيدين في الأندلس، قال ابن بسام في ترجمته: شمس الزمان وبدره، وسر الإحسان وجهره، ومستودع البيان ومستقره، أحد من أفرغ في وقتنا فنون المقال في قوالب السحر الحلال، وقيد شوارد الألباب بأرق ملح العتاب. شاعر المعتمد بن عباد، كان صاحباً لابن عمار. مات قتيلاً على يد بعض جند النصارى، وهو في طريقه من لورقة إلى مرسية. وكان ابن خفاجة في صحبته فروى قصة مقتله. وفاته: مات ابن وهبون قتيلًا على يد بعض جند النصارى، وهو في طريقه من لورقة إلى مرسية. الديوان » العصر الأندلسي » ابن وهبون » ألم تر للجزيرة ألم تر للجزيرة كيف أوفى عليها مثل ما انعطف السوار أعد بها على شاطيه دستاً ومد يداً إليك بها يشار فإن تقبل تحيته فأجدر فربما تواصلت البحار تحيط كما يحيط بها ولكن لسمط الدر في العنق افتخار أطَلتُ في الدهر تصعيدي وتصويبي ودهرُ ذي اللّب مضمارُ التجاريبِ وربَّ أخرقَ لا يُهدَى إلى فمِهِ أصابَ غرَّةَ مأمولٍ ومرغوب وآفتي أدبٌ بادٍ فضيلتُهُ من حيثُ يشفعُ لي قد صار يغري بي كفى من اللحظ أني لا أنافسُ في حظٍ وَمَخبُرتي تكفي وتجريبي وقد أرى صوراً في الناسِ ماثلةً أشيمها بين تحقيق وتكذيب لما ملأتُ يدي منهم لأخبرهم نفضتُ كفّي بأشباهِ اليعاسيب بيضٌ وجوههمُ سودق ضمائرهم فما حَصَلتُ على عُربٍ ولا نوب الصدقُ أولى بمن يُبدي ضغينَتَهُ لا تجعلِ الصدقَ في نعت الأصاحيب زعموا الغزال حكاه قلت لهم نعم في صده عن عاشقيه وهجره قالوا الهلال شبيهه فأجبتهم إن كان قيس إلى قلامة ظفره وكذا يقولون المدام كريقه يا رب لا علموا مذاقة ثغره وقفت بحيث تلحظك العوالي وهنّ الى مواردها هيام ولم يثبت من الأشياع إلا شقيقك وهو صارمك الحسام يمان في يدي ماض يمان فلا نابي الغرار ولا كهام ولم يحملك طرفك بل فؤاد تعوّد أن يخاض به الحمام ثبتّ به ثبات القطب لمّا أدار رحاه خطب لا يرام وعادتك الطعام فإن يخرّوا جوادك بالطعان فما يلام دعا للحرب كل سليل حرب يخلِّفه عن الهيجا نظام تعرّق لحمه واخضرّ جلداً فهبّ مع الحسام به حسام وجاء بعَظْلمِ الصحراء لوناً ولكن ثبْتُ مفرقه ثغام فلم يثن القنا ما بيّتوه وتحت النّوم بأس لا ينام مضوا في أمرهم سحراً ودارت بما عقدوا من الحلف المدام فردّوها على الشّفرات بيضاً وحدّد في تعاطيها النّدام وما أخذتهم الأسياف لكن صواعق لا يبوح لها ضرام إذا ما برقة برقت عليهم فإن القطر أعضاد وهام ستسألك النّساء ولا رجال فحدّث ما وراءك يا عصام وراقبها بأرضك طالعات كما يهدي صواعقها الغمام جياد تستفيد الفتح منها ويفرق في مسارحه النّعام أقمت لدى الوغى سوقاً فخذها مناجزة وهوّن ما تسام فإن شئت اللجين فثم سام وإن شئت النظار فثمّ حام سيعبد بعدها الظلماء لما أبيح له بجانبها اكتتام نضا أدراعه واجتاب ليلاً يودّ لو انّه في الطول عام وليس لو انّ الأيم السلاح ولكن في ضمائره احتدام

ابن هاني الأصغر

ابن هانئ الأصغر هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مفضل الأزدي، نسبةً إلى أزد وهي قبيلة عربية كبيرة تنتمي لكهلان من سبأ القحطانية؛ وهو من نسل ابن هانئ الشاعر المشهور وأحد أحفاده. وهو شاعر مجيد، سقط من ذاكرة الشعر الأندلسي لأنه هاجر إلى مصر صغيراً، وكاد يُنسى تماماً لولا أن العماد الأصفهاني احتفظ بقدر لا بأس به من شعره في «خريدة القصر» وأدرجه في القسم الذي أفرده لشعراء مصر. وقد جمع له ما يقرب من 500 بيت. مراجع

ابن هاني

ابن هانئ الأندلسي (المتوفي عام 362هـ) شاعر أندلسي لُقب بمتنبي الغرب ولد أبو القاسم محمد بن هانئ بن سعدون الذي يتصل نسبه بحاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، في إشبيلية. كان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بإفريقية، ثم تركها وانتقل إلى الأندلس حيث ولد محمد في إشبيلية. نشأ ابن هانئ بإشبيلية، وتعلم بها الشعر والأدب، واتصل بحاكم إشبيلية وحظي عنده، ثم اتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤوا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه الحاكم بالغيبة. فترك إشبيلية وعمره 27 عامًا، فرحل إلى المغرب ومدح جوهر الصقلي، ثم ارتحل إلى الزاب إلى جعفر ويحيى ابني علي فأكرماه، ونمي خبره إلى المعز أبي تميم معدّ بن منصور الفاطمي فطلبه منهما، فلما انتهى إليه وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، فبالغ ابن هانئ في مدحه. ولما رحل المعز إلى مصر، طلب منه مرافقته، فاستئذنه العودة إلى المغرب لأخذ عياله. وفي الطريق إلى مصر، قُتل ابن هانيء في برقة في 23 رجب 362 هـ، ولما وصل خبر وفاته للمعزّ وهو بمصر تأسف عليه وقال: «هذا الرجل، كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق، فلم يُقدّر علينا ذلك.» قيل فيه: إن تكن فارسا فكن كعلي أو تكن شاعرا فكن كابن هاني كل من بدَعِيّ بما ليس فيه كذّبته شواهدُ الامتحان شعره قال في مدح المعز لدين الله العديد من القصائد، منها قصيدة مطلعها: هل كان ضَمّخَ بالعبير الرَيْحَا مزنٌ يهزّ البرقُ فيه صفيحا يهدي تحيات القلوب وإنما يهدي بهنّ الوجد والتبريحا شرقتْ بماء الورد بلّلَ حبيبها فأتت ترقرقهُ دمًا منضوحا أنفاسُ طيبٍ بِتْنَ في درعي وقد بات الخيال وراءهنّ طليحا وقال أيضا في مدح المعزّ قصيدة مطلعها: أرياك أم نشرٌ من المسك ضائكُ ولحظك أم عضبُ الغرارين باتكُ وإعطافُ نشوى أم قوامٌ مهفهف تأوّد غصنٌ فيه وارتجّ عاتكُ وما شقّ جيبَ الحسن إلا ّشقائق بخدّيك مفتوكٌ بهنّ فواتك وقال في مدح جعفر بن علي، الذي كان يتوجّع من علّة عرضت له، قصيدة مطلعها: يا خَيْر ملتحفٍ بالمجد والكرم وأفضل الناس من عُرْبٍ ومن عجمِ يا ابن السدى والندى والمعلوات معًا والحلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَمِ لو كنتُ أُعطى المُنَى فيما أوْمَلُهُ حملتُ عنك الذي حُمّلْتَ من ألمِ وكنتُ اعتدّهُ يدًا ظفِرْتُ بها من الأيادي وقسمًا أوفرَ القِسَمِ حتى تروح معافَى الجسمِ سالمهُ وتستبلَّ إلى العلياءِ والكرَمِ الديوان » العصر العباسي » ابن هانئ الأندلسي » صدق الفناء وكذب العمر عدد الابيات : 61 طباعة صَدَقَ الفَناءُ وكذَبَ العُمُرُ وجَل العِظاتُ وبالغَ النُّذُرُ إنَا وفي آمَالِ أنفُسِنَا طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ لنرى بأعيُننَا مصارعَنا لو كانتِ الألْبابُ تعتبِرُ ممّا دَهانَا أنّ حاضِرَنَا أجفانُنَا والغائِبَ الفِكَرُ فإذا تَدَبَّرْنَا جَوارِحَنا فأَكَلُّهُنَّ العينُ والنّظَر لو كانَ للألباب مُمتحِنٌ ما عُدَّ منها السمعُ والبَصَرُ أيُّ الحيَاةِ ألذُّ عِيشتَها من بعد علمي أنّني بَشَر خَرِسَتْ لَعَمْرُ اللّهِ ألسُنُنَا لمّا تَكَلّمَ فوقَنا القَدَرُ هل يَنفعَنّي عِزُّ ذي يَمنٍ وحُجُولُه واليُمْنُ والغُرَر ومَقاليَ المحمولُ شاردُهُ ولسانيَ الصَّمصامةُ الذكَر ها إنّها كأسٌ بَشعِتُ بهَا لا مَلجَأٌ منْها ولا وَزَر أفنتركُ الأيّامَ تفعلُ مَا شاءَت ولا نَسطو فَنَنْتَصِر هَلاّ بأيْدِينَا أسِنَّتُنَا في حين نُقْدِمُها فتَشْتَجِر فانبِذْ وشيجاً وارمِ ذا شُطَبٍ لا البيَضُ نافعةٌ ولا السُّمُر دنيا تُجمِّعُنا وأنْفُسُنا شَذَرٌ على أحكامِها مَذَر لو لم تُرِبْنا نابُ حادثها إنّا نَراها كيفَ تأتَمِر ما الدَّهرُ إلاّ ما تُحاذِرُهُ هَفَوَاتُهُ وهَناتُه الكُبَر واللّيْثُ لبدَتُه وساعِدُهُ ودَرِيَّتَاهُ النّابُ والظُّفُر في كلِّ يَوْمٍ تحتَ كَلكَلِهِ تِرَةٌ جُبارٌ أوْ دَمٌ هَدَرُ وهوَ المَخوفُ بَناتُ سَطوَتِه لوْ كانَ يَعفوُ حينَ يَقْتَدِرُ أقسَمْتُ لا يبقَى صَباحُ غَدٍ مُتَبَلِّجٌ وأحَمُّ مُعتكِرُ تَفنى النُّجومُ الزُّهرُ طالعةً والنَّيِّرانِ الشّمسُ والقَمَرُ ولئِنْ تَبَدّتْ في مَطالعِهِا مَنُظومَةً فلَسَوْفَ تَنتثرُ ولئن سرى الفلك المدار بها فلسوف يسلمها وينفطر أعَقيلةَ الملِكِ المُشَيِّعِها هذا الثَّناءُ وهِذه الزُّمَرُ شَهِدَ الغَمامُ وإن سقاكِ حَياً أن الغمام إليك مفتقر كم من يدٍ لك غير واحدة لا الدَّمعُ يكفُرُها ولا المَطَرُ ولقد نزَلْتِ بَنيَّةً علمتْ ما قد طَوَتْهُ فَهْيَ تَفتَخرُ تَغدو علَيها الشّمسُ بازِغَةً فتَحِجُّ ناسِكَةً وتَعتَمِرُ وتكادُ تذهَلُ عن مَطالِعها مما تراوحها وتبتكر فقفوا تضرج ثم أنفسنا لا الصّافناتُ الجُردُ والعَكَرُ سَفَحَتْ دِماءُ الدّارِعينَ بها حتى كأنّ جُفونَهم ثُغَرُ الهاتكِينَ بها الضُّلوعَ إذا ما رَجّعوا الذّكرَاتِ أو زَفَروا راحوا وقد نَضجتْ جوانحُهم فيها قُلُوبَهُمُ وما شَعروا وحَنَوا على جَمرٍ ضُلُوعَهمُ فكأنّما أنفاسُهُمْ شَرَرُ ويَكادُ فُولاذُ الحَديدِ معَ ال مُهَجاتِ والعَبَراتِ يَبتَدِرُ فكأنّما نامَتْ سُيوفُهُمُ واستَيقَظَتْ من بعدِ ما وُتِرُوا فتَقطّعتْ أغمادُها قِطَعاً وأتَتْ إلَيهِمْ وهيَ تَعتَذِرُ لم يَخلُ مَطلَعُها ولا أفَلَتْ وبنو أبيها الأنجُمُ الزُّهُرُ وبنَو عليٍّ لا يُقالُ لهم صَبراً وهم أُسدُ الوَغى الضُّبُرُ إنّ التي أخلَتْ عَرينَهُمُ أضحَت بحيثُ الضّيغَمُ الهَصِر من ذَلّلَ الدنيا ووطّدَهَا حتى تلاقَى الشّاءُ والنَّمِر بلغتْ مراداً من فدائِهِمُ والأمُّ في الأبناء تُعتَقَر تأتي الليالي دونَها ولها في العُقْر مجدٌ ليس يَنعقر أبقَتْ حديثاً من مآثِرِهَا يَبقى وتَنْفَد قبلَه الصُّوَر فإذا سَمعتَ بذِكرِ سُودَدِهَا ليلاً أتاكَ الفجرُ يَنفجر ولقد تكون ومن بدائعِها حِكَمٌ ومن أيّامِها سِيَر إنّا لَنُؤتَى من تَجارِبِهَا عِلماً بما نأتي وما نَذَر قسمَتْ على ابنَيْها مكارمَها إنّ التراثَ المجْدُ لا البِدَر حتى تولّتْ غيرَ عاتِبةٍ لم يَبقَ في الدنيا لها وَطَر من بعدِ ما ضُرِبَتْ بها مَثَلاً قَحطانُ واستحيَتْ لها مُضَر وإذا صَحِبْتَ العيشَ أوّلُهُ صَفْوٌ فَهَيْنٌ بعده كَدر وإذا انتَهَيتَ إلى مدَى أملٍ دَرْكاً فيومٌ واحدٌ عُمُر ولَخَيرُ عيشٍ أنتَ لابِسُهُ عيشٌ جنى ثمراتِهِ الكِبَر ولكُلِّ سابِقِ حلبةٍ أمَدٌ ولكلِّ واردِ نهلَةٍ صَدَر وحُدودُ تعميرِ المعمَّرِ أن يسمو صُعوداً ثمّ ينحَدِر والسيْفُ يبلى وهو صاعقةٌ وتُنالُ منه الهامُ والقَصَر والمرءُ كالظلِّ المديدِ ضُحىً والفَيْءُ يَحسِرُهُ فينحسر ولقد حلبْتُ الدّهرَ أشطُرَهُ فالأعذَبانِ الصّابُ والصَّبِر غَرَضٌ تَراماني الخُطوبُ فَذا قوسٌ وذا سَهْمٌ وذا وَتَر فجزِعتُ حتى ليسَ بي جَزَعٌ وحَذِرتُ حتى ليس بي حَذَر الديوان » العصر العباسي » ابن هانئ الأندلسي » ألا طرقتنا والنجوم ركود عدد الابيات : 96 طباعة ألا طَرَقَتْنا والنّجُومُ رُكودُ وفي الحَيّ أيْقاظٌ ونحنُ هُجُودُ وقد أعجَلَ الفَجرُ المُلَمَّعُ خَطَوها وفي أُخْرَياتِ اللّيلِ منْهُ عَمودُ سرَتْ عاطلاً غضْبَى على الدُّرّ وحده فلَم يدرِ نحرٌ ما دَهاه وجِيدُ فَما برِحتْ إلاّ ومن سِلكِ أدْمُعي قَلائِدُ في لَبّاتِها وعُقُودُ وما مُغزِلٌ أدْماءُ دانٍ بَريرُها تَرَبَّعُ أيْكاً ناعِماً وتَرُودُ بأحْسَنَ منها حِينَ نَصّتْ سَوالِفاً تَرُوغُ إلى أتْرابِها وتَحِيدُ ألَمْ يأتِها أنّا كَبُرْنا عنِ الصِّبَى وأنّا بَلينا والزّمانُ جَديدُ فلَيتَ مَشيباً لا يزالُ ولم أقُلْ بكاظمَةٍ ليتَ الشّبابَ يَعودُ ولم أرَ مثلي ما له من تجلُّدٍ ولا كجفوني ما لهنّ جُمودُ ولا كالليالي ما لَهُنّ مواثِقٌ ولا كالغواني ما لَهُنّ عُهُود ولا كالمُعِزّ ابْنِ النبيّ خليفةً له اللّهُ بالفضلِ المبينِ شَهِيد وما لسماءٍ أن تُعَدّ نجومُها إذا عُدّ آباءٌ لهُ وجُدود فأسيافُهُ تلك العواري نصولُها إلى اليوم لم تُعْرَفْ لهُنّ غُمود ومِنْ خَيْلِهِ تلك الجوافِلُ إنّهَا إلى الآن لم تُحْطَطْ لهُنّ لُبود فيا أيها الشّانِيهِ خَلْفَكَ صادياً فإنّكَ عن ذاك المَعِينِ مَذود لغيرِكَ سُقيا الماء وهو مُرَوَّقٌ وغيرِك رفُّ الظلّ وهو مَديد نجاةٌ ولكنْ أينَ منكَ مَرامُها وحوضٌ ولكن أين منكَ ورود إمَامٌ لهُ ممّا جهِلتَ حقيقةٌ وليس لهُ مما علمتَ نَديد من الخطَلِ المعدودِ أن قيلَ ماجِدٌ ومادِحُهُ المُثْني عليه مَجِيد وهل جائزٌ فيهِ عَمِيدٌ سَمَيْذَعٌ وسائلُهُ ضَخْمُ الدّسيعِ عَمِيد مدائحُهُ عن كلّ هذا بمَعْزَلٍ من القولِ إلاّ ما أخَلّ نشيد ومَعلومُها في كلّ نفسٍ جِبِلّةٌ بها يَسْتهلّ الطفلُ وهو وليد أغيرَ الذي قد خُطّ في اللوح أبتغي مديحاً لهُ إنّي إذاً لَعَنُود وهل يستوي وحيٌ من اللّه مُنزَلٌ وقافيةٌ في الغابرينَ شَرُود ولكن رأيتُ الشعرَ سُنّةَ مَن خَلا له رَجَزٌ ما ينقضي وقصيد شكرْتُ وِداداً أنّ منكَ سَجيّةً تَقَبّلُ شُكرَ العبدِ وهو وَدود فإنْ يكُ تقصيرٌ فمني وإنْ أقُلْ سَداداً فمرْمَى القائلين سديد وإنّ الذي سَمّاكَ خيرَ خليفَةٍ لَمُجري القضاءِ الحتمَ حيث تريد لكَ البَرُّ والبحرُ العظيمُ عُبابُهُ فسِيّانِ أغمارٌ تُخاضُ وبِيد أمَا والجواري المنشَآتِ التي سَرت لقد ظاهَرَتْها عُدّةٌ وعَديد قِبابٌ كما تُزْجَى القبابُ على المَها ولكنّ مَنْ ضَمّتْ عليه أُسود وللّهِ ممّا لا يرون كتائبٌ مُسَوَّمَةٌ تَحْدُو بهَا وجنُود أطاعَ لها أنّ الملائكَ خلفَها كما وقَفَتْ خلْفَ الصّفوفِ ردود وأنّ الرّياحَ الذارياتِ كتائبٌ وأنّ النجومَ الطّالعاتِ سُعود وما راعَ مَلْكَ الرّوم إلاّ اطّلاعُها تُنَشَّرُ أعْلامٌ لها وبنُود عَلَيْها غَمامٌ مُكْفَهِرٌّ صَبيرُه لهُ بارقاتٌ جَمّةٌ ورُعود مَواخرُ في طامي العُباب كأنّهُ لعَزْمكَ بأسٌ أو لكفّك جود أنافَتْ بها أعلامُها وسَما لها بناءٌ على غيرِ العَراء مَشيد وليسَ بأعلى كبْكَبٍ وهو شاهقٌ وليس من الصُّفّاحِ وهو صَلود من الرّاسياتِ الشُّمّ لولا انتقالُها فمنها قِنَانٌ شُمَّخٌ ورُيود من الطّيرِ إلاّ أنّهُنّ جَوارِحٌ فليسَ لها إلاّ النفوسُ مَصيد من القادحاتِ النّارَ تُضْرَمُ للطُّلى فليس لها يومَ اللّقاء خُمود إذا زَفَرَتْ غَيظاً ترَامَتْ بمارجٍ كما شُبّ من نَارِ الجحيمِ وقُود فأنفاسُهُنّ الحامياتُ صَواعقٌ وأفواهُهُنّ الزافراتُ حَديد تُشَبُّ لآلِ الجاثليقِ سَعيرُهَا وما هيَ منْ آل الطريدِ بعيد لها شُعَلٌ فوقَ الغِمارِ كأنّها دِماءٌ تَلَقّتْها ملاحفُ سود تُعانِقُ موجَ البحرِ حتى كأنّهُ سَليطٌ لها فيه الذُّبالُ عَتيد ترى الماءَ منْها وهو قانٍ عُبابُهُ كما باشَرَتْ رَدْعَ الخَلوق جُلود وغيرُ المذاكي نَجْرُها غيرَ أنّهَا مُسوَّمَةٌ تحتَ الفوارسِ قُود فليس لها إلاّ الرّياحَ أعِنّةٌ وليسَ لها إلاّ الحَبابَ كَديد ترى كلَّ قَوداءِ التليلِ كما انثنَتْ سَوالِفُ غِيدٌ للمَها وقُدود رحيبةُ مَدّ الباعِ وهي نَتيجةٌ بغيرِ شَوىً عذراءُ وهيَ وَلود تكبّرْنَ عن نَقْعٍ يُثارُ كأنّها مَوالٍ وجُردُ الصافِناتِ عبيد لها من شُفوفِ العبقريّ ملابِسٌ مُفوَّفَةٌ فيها النُّضارُ جَسيد كما اشتملتْ فوق الأرائكِ خُرَّدٌ أوِ التَفَعَتْ فوقَ المنابرِ صِيد لَبوسٌ تكفُّ الموجَ وهو غُطامِطٌ وتَدْرَأُ بأسَ اليَمّ وهو شديد فمنها دُروعٌ فوقها وجَواشنٌ ومنها خفاتينٌ لها وبُرود ألا في سبيلِ اللّهِ تَبْذُلُ كلَّ مَا تَضِنُّ به الأنواءُ وهْيَ جُمود فلا غَرْوَ أنْ أعزَزْتَ دينَ محمّدٍ فأنْتَ لهُ دونَ الأنامِ عقيد وباسمِكَ تدعوهُ الأعادي فإنْهُمْ يُقِرّونَ حَتْماً والمُرادُ جُحود غَضِبتَ له أن ثُلّ بالشامِ عرشُهُ وعادَكَ من ذكر العواصم عِيد فبِتَّ له دونَ الأنام مُسَهَّداً ونامَ طَليقٌ خائنٌ وطريد برَغْمِهِمُ أن أيّدَ الحَقَّ أهلُهُ وأن باءَ بالفعلِ الحميدِ حميد فللوحْي منهمْ جاحِدٌ ومكذِّبٌ وللدينِ منهُمْ كاشِحٌ وعَنود وما سرّهم ما ساءَ أبناءَ قَيصرٍ وتلك تِراتٌ لم تزَلْ وحُقود هُمُ بَعُدُوا عنهم على قُرْبِ دارِهم وجَحْفَلُكَ الدّاني وأنتَ بَعيد وقلتُ أناسٍ ذا الدمستقُ شكرَهُ إذا جاءهُ بالعفْوِ منكَ بَريد وتقبيلَهُ التُّربَ الذي فوقَ خدّهِ إلى ذِفْرَيَيْهِ من ثَراه صَعيد تُناجيكَ عنه الكُتْبُ وهي ضراعَةٌ ويأتيك عنه القولُ وهو سُجود إذا أنكرتْ فيها التراجِمُ لفظَهُ فأدمُعُهُ بينَ السّطورِ شُهود لياليَ تَقفو الرُّسْلَ رُسْلٌ خواضعٌ ويأتيكَ من بعد الوفود وفود وما دَلَفَتْ إلاّ الهُمومُ وراءَهُ وإنْ قال قومٌ إنّهُنّ حُشود ولكن رأى ذُلاًّ فهانَتْ مَنِيّةٌ وجَرّبَ خُطباناً فلَذّ هَبيد وعرّضَ يَسْتجدي الحِمامَ لنفسِهِ وبعضُ حِمامِ المُستريح خُلود فإنْ هَزّ أسيافَ الهِرَقْلِ فإنّهَا إذا شِئْتَ أغلالٌ له وقيودُ أفي النومِ يستامُ الوغى ويشُبُّهَا ففيمَ إذاً يلقَى القَنا فيحيد ويُعْطي الجِزا والسلمَ عن يدِ صاغرٍ ويقضي وصدرُ الرّمحِ فيه قصيد يُقَرِّبُ قُرْباناً على وَجَلٍ فإنْ تَقَبّلْتَهُ مِنْ مِثْلِهِ فسِعيد أليسَ عجيباً أنْ دعاكَ إلى الوغى كما حَرّضَ الليثَ المُزَعْفَرَ سِيدُ ويا رُبّ منْ تُعلِيهِ وهو مُنافِسٌ وتُسْدي إليه العُرْفَ وهو كَنود فإنْ لم تكنْ إلاّ الغوايةُ وحدها فإنّ غِرارَ المَشرفيّ رَشيد كذا بكَ عَزمٌ للخطوبِ مُوكَّلٌ علهيم وسيفٌ للنفوس مُبيد إذا هَجروا الأوطانَ رَدّهُمُ إلى مصارِعِهِم أن ليس عنك مَحِيد وإنْ لم يكُنْ إلاّ الدّيارُ ورُعْتَهُمْ فتلكَ نَواويسٌ لهم ولُحُود ألا هل أتاهُمْ أنّ ثغرَكَ مُوصَدٌ وليسَ له إلاّ الرماحَ وصِيد وليسَ سواءً في طريقٍ لسالكٍ حُدورٌ إلى ما يبتغي وصُعُود وعزْمُكَ يلقى كلَّ عزْمٍ مُمَلَّكٍ كما يَتَلاقَى كائدٌ ومَكيد وفُلكك يلقى الفلكَ في اليمّ من علٍ كما يتَلاقَى سَيّدٌ ومَسود فليتَ أبا السبطين والتربُ دونَه يَرى كيف تُبْدي حكمَه وتُعيد ومَلْكَكَ ما ضمّتْ عليه تهائمٌ ومَلْكَكَ ما ضَمّتْ عليه نجود وأخذَكَ قسراً من بني الأصفر الّذي تذَبذَبَ كسرى عنه وهو عنيد إذاً لرأى يُمناك تخضِبُ سيفَهُ وأنتَ عن الدين الحنيفِ تَذود شهدتُ لقد أُوتيتَ جامعَ فضْلِهِ وأنتَ على علمي بذاكَ شَهيد ولو طُلِبَتْ في الغيثِ منكَ سجيّةٌ لقد عَزّ موجودٌ وعزّ وُجود إليك يفِرُّ المسلِمونَ بأسرِهِمْ وقد وُتِروا وتْراً وأنتَ مُقيد وإنّ أميرَ المؤمنينَ كعهدِهِمْ وعندَ أمير المؤمنينَ مزيد

ابن نغريلة

شموئيل اللاوي بن يوسف الناجيد (بالعبرية: שמואל הלוי בן יוסף הנגיד) وعرف بالعربية باسم إسماعيل بن النغريلة (ولد في 993م، توفي بعد 1056م) هو عالم تلمودي ونحوي ولغوي وعسكري وسياسي وراعي للفنون والعلوم وشاعر يهودي أندلسي. كان كبير وزراء طائفة غرناطة ومن قادة جيوشها. ويعتبر صاحب أكبر مكتبة شخصية في الأندلس. ولد في ماردة، وكان يدعي أنه ينتسب للنبي داود. تلقى تعليمه في مدينة قرطبة، حيث درس الشريعة اليهودية على يدي "حنوخ بن موسى والعبرية على يد النحوي يحيى بن حيوج الفاسي، وأصبح عالما تلموديا يجيد اللغتين العبرية والعربية. كما تمكـن وبرع في الأدب العبري والعربي، وأصبح قادراً على نظم الشعر باللغتين، كما اهتم بعلم الفلك والهندسة والمنطق، وقرأ القرآن وعدداً من كتب الفقه الإسلامي، وبعض دراسات النصارى عن الإنجيل. بدأ حياته المهنية كتاجر في قرطبة. وبعد اندلاع فتنة الأندلس سنة 1009م طال مدينة قرطبة التخريب بعد حصار سنة 1013م، خلال الصراع الذي جرى بين محمد المهدي بالله وسليمان المستعين بالله. فترك ابن نغريلة قرطبة وتوجه لملقة وفتح حانوت للتوابل. تزوج ابنة العالم التلمودي الكبير نسيم بن يعقوب المقيم في القيروان. الوزارة التحق ببلاط طائفة غرناطة من بني زيري، حيث عَمل بجمع الضرائب، ثم عيّن كاتباً ومساعداً عند الوزير أبي العباس. وفي عام 410 هـ 1020م أصبح ابن النغريلة من وزراء حبوس بن ماكسن. كما عُين رئيس أركان الجيش ، وقاد عدة معارك ومناوشات ضد مملكة بنو عباد الإشبيلية. وفي عام 1027 أطلق عليه الكنية العبرية «نجّيد» بالمعنى رئيس يهود الأندلس. بعد وفاة الملك حبوس عام 1037م خلفه ابنه باديس بن حبوس ، بدلاَ من ابنه الآخر بلّغين، وتم ذلك بمساعدة ابن النرغيلة. فكافأه الملك الجديد وقرَّبه منه وعيَّنه وزيراً له وأصبح من أهم الشخصيات في المملكة، بل المسير الفعلي لشؤون الدولة. توفي إسماعيل ابن النغريلة عام 1056 لأسباب طبيعية، فعيّن الملك باديس ابنه يوسف، كاتباً له، وهو في سن 21، وبسبب احتكار اليهود لهذا المنصب والتجاوزات التي اشتكى منها أهل غرناطة قامت العامة بانتفاضة ضده في 30 ديسمبر 1066، فقتلوه وصلبوه على البوابة الرئيسية للمدينة وهم يرددون أبيات القصيدة النونية الشهيرة لأبو إسحاق الإلبيري. التي حرض فيها على اليهود، وقامت الغوغاء بمذبحة ضد يهود غرناطة، مسيرته العلمية والأدبية ألف عدة قصائد وجمعها في ديوان مكون من ثلاثة كتبٍ ، وأطلق عليها أسماء «ابن المزامير»، «ابن الأمثال»، و«ابن سفر الجامعة». تناولت قصائده الحب والحرب والصداقة والحكمة والأخلاق والرثاء والصلاة لله مثل قصائد البيوط والأدعية. وقد ذكر موسى بن عزرا بأنه استفاد منها كثيرا. أعيد نشرها أول مرة سنة 1934م في أكسفورد. وقلَّد ابن النغريلة أمراء عصره من المسلمين، باجتذاب الشعراء وكوَّن لنفسه حاشية من الشعراء اليهود والمسلمين. وفي النحو كتب عدة مؤلفات أبرزها كتاب الكنز (بالعبرية: ספר העושר)، وحرَّر معجماً لعبرية التوراة. كما ألف كتاباً عن الشريعة اليهودية بعنوان آرامي «سفر هِلكِثا ربربثا» أو «كتاب الشريعة الكبيرة» اقتبسه من التلمود الأورشليمي والتلمود البابلي ومن الكتاب القديم الذي ألفه الحاخام أحاي رئيس مدرسة «فم بديثا» العراقية في القرن الثامن الميلادي، واستعمل ابن نغريلة في تأليفه اللغة العربية وبالحروف العبرية أما الشواهد فقد كانت بالآرامية والعبرية، ونُشر الكتاب في الأندلس عام 1049م، وقد ذكر سليمان بن جبيرول بأن ابن نغريلة استطاع بهذا الكتاب نقل مركزَ الديانة اليهودية من بغداد إلى الأندلس. وكانت لابن النغريلة اتصالات مع علماء اليهود في القيروان، مثل الحاخام ابن شاهين والحاخام حاننئل بن حوشيئل (965 - 1005). كما نسخ عددا كبيرا من المشنا والتلمود على نفقته الخاصة ووزعها على الطلاب في مدارس الأندلس والبلدان الأخرى. وكان يرسل سنوياً هدايا بينها زيت الزيتون من حقوله الخاصة للكنس اليهودية في القدس. كما ألف عدة كتابات جدلية طاعناً في صدق القرآن ، فرد عليه ابن حزم في كتاب سماه الرد على ابن نغريلة اليهودي. ومع هذا، كان ابن النغريلة مندمجاً تماماً في الحضارة العربية الإسلامية. انظر أيضًا حسداي بن شبروط روابط خارجية ابن نغريلة على موقع Encyclopædia Britannica Online (الإنجليزية)

ابن نجية

زين الدين، أبو الحسن، علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدمشقي الحنبلي، ويعرف بابن نجية (508هـ - 599هـ)، نزيل الشارع بمصر سمع من علي بن أحمد بن قبيس المالكي، ومن خاله شرف الإسلام، عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الحنبلي، وسمع ببغداد من أحمد بن علي الأشقر، وأبي سعيد أحمد بن محمد البغدادي، وابن ناصر، وموهوب بن الجواليقي، وسمع ببغداد "جامع أبي عيسى" من عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، وسمع من الحافظ عبد الخالق اليوسفي، وسعد الخير الأنصاري، وتزوج بابنته المسندة فاطمة. تلاميذه حدث عنه : ابن خليل، والشيخ الضياء، ومحمد بن البهاء، وأبو سليمان بن الحافظ، والزكي المنذري، وعبد الغني بن بنين، والحافظ عبد الغني أيضا. وبالإجازة : أحمد بن أبي الخير، وغيره. قيل عنه قال ابن النجار : كان مليح الوعظ، لطيف الطبع، حلو الإيراد، كثير المعاني، متدينا، حميد السيرة، ذا منزلة رفيعة، وهو سبط الشيخ أبي الفرج. قال أبو شامة : كان كبير القدر، معظما عند صلاح الدين، وهو الذي نم على الفقيه عمارة اليمني وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلب الدولة، فشنقهم صلاح الدين وكان صلاح الدين يكاتبه، ويحضره مجلسه، وكذلك ولده الملك العزيز من بعده، وكان واعظا مفسرا، سكن مصر، وكان له جاه عظيم، وحرمة زائدة، وكان يجري بينه وبين الشهاب الطوسي العجائب، لأنه كان حنبليا، وكان الشهاب أشعريا واعظا. جلس ابن نجية يوما في جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة سقف، فعمل الطوسي فصلا ذكر فيه : فخر عليهم السقف من فوقهم، جاء يوما كلب يشق الصفوف في مجلس ابن نجية، فقال : هذا من هناك، وأشار إلى جهة الطوسي. قال أبو المظفر السبط : اقتنى ابن نجية أموالا عظيمة، وتنعم تنعما زائدا، بحيث أنه كان في داره عشرون جارية للفراش، تساوي كل واحدة ألف دينار وأكثر وكان يعمل له من الأطعمة ما لا يعمل للملوك، أعطاه الخلفاء والملوك أموالا جزيلة. قال : ومع هذا مات فقيرا كفنه بعض أصحابه. مواضيع ذات صلة عبد القادر الجيلاني صلاح الدين الأيوبي ماجد عرسان الكيلاني الحروب الصليبية الديوان » العصر الايوبي » محيي الدين بن عربي » الأمر أسماء له نعوت عدد الابيات : 29 طباعة الأمر أسماء له نعوتُ وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ ظهرتْ بآثار لها في خلقه وعلى التحققِّ أنهنَّ نعوتُ وردت بها الآياتُ في تنزيله فنعيش في وقت بها ونموتُ حتى يقولَ بأنه عينُ الأنا ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت إني لأطلبُ رزقه في أرضه لما علمتُ بأنه سيفوت ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت والله ما نطقتْ به آياته إلا بجمع ما لهُ تشتيت ما أثبتَ التشريكَ في اسمائه إلا جَهولٌ بالأمورِ مقيت جَلَّ الإله الحقُّ عن إدراكِ مَن قام الدليلُ بأنه مبهوت فتراه مشغولاً به عن نفسه وهو الذي هو عندهم ممقوت ومن ادَّعى أنَّ الإله جليه بالذكر فهو لديهم المبخوت ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه إلا رأيتُ بأنه منحوتُ والله قد ذمَّ الذي نحت الذي هو عابدٌ إياه وهو صَموت عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به إلاَّ عُبيدٌ ما له تثبيتُ فأنا به المنعوتُ بين عبادِه وهو الذي بعباده منعوتُ لم أنس يوماً إذ تكلمَ ناطقٌ في مجلسِ حاوٍ ونحنُ سكوتُ فأفادنا ما لم يكن نعثاً لنا فلذاك أصبحنا ونحن خفوت نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ فإذا نقول نقولُ منه بقوله وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت عنه بأنا قد عجزنا وانقضتْ آياته وأنابه الكبريت ولنا به بالذكر الجميلُ ونورُه ولنا به العلياءُ ثم الصيت وسكينتي في القلب عند ذوي الحجى لم يحوها صور ولا تابوت قد أخليتُ لقدوم من يدري به لما اتاني أربعٌ وبيوت لما تحقق وصلُه قلنا لمن لم يعرف الأمر هو اللاهوت وبه إذا اتحدتْ حقيقةُ ذاته وبدت عليه تدرَّع الناسوت لما تغيَّر بالعطاسِ حمالُه شرعاً له التحميدُ والتشميت من أرض بابلَ قد أتاك معلماً سحراً بسحر كلامه هاروت إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيبده لنجيه طول المدى والحوتُ وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي ما فيه تحديدٌ ولا توقيت

ابن نجيب الهاشمي

الشّريف أبو القاسم محمد بن هاشم بن نجيب الهاشمي (؟ - 1217) شاعر أندلسي من أهل القرن الثاني عشر الميلادي/ السادس الهجري. من أهل مالقة، وكان من أعيانها في أيام الدولة الموحدية ومن أجلة أدبائها. قرأ على أبي زيد السهيلي وغيره من شيوخ عصره، وبرع في الأدب وبرز في النظم وله قصائد طوال. سافر إلى سبته فسجن بها على تهمة سرقة مدة، ثم أطلق سراحه. توفي في مسقط رأسه. هو أبو القاسم محمد بن هاشم بن نجيب الهاشمي، شريف هاشمي من أشرف مالقة. كان من أعيان مالقة وأدبائها. قرأ على أبي زيد السهيلي وغيره من الشيوخ. ذكره ابن عسكر المالقي في كتابه وقال «وكان بارع الأدب ومتقدمًا في النظم. له القصيدة التي لم ينسج على منوالها، ولا أتى سواء بمثالها. وقد رأيت أن أثبتها على طولها لما تضمنته من البراعة والأدب. وسَببُهَا أنَّ طالبًا من طلبة مالقة يعرف بأبي الحسن النّجّار، وكان يقرأ على الأستاذ أبي زيد رحمه الله. » سافر إلى سبتة فسجن بها على تهمة سرقة «فتوَسّّل للطلبة بِطَلَبِهِ، فَجَرَوْا في أمرِهِ واستخرجوه من سجنه. فكان بين طلبة مالقة وطلبة سبتة على ذلك مُراسلاتٌ نبيهةٌ، فكان أبو القاسم هذا رحمه الله قد نظم هذه القصيدة يمدح طلبة أهل سبتة ويصفهم بصفاتهم، أطلق فيها عنان البلاغة، وقدح زند البراعة، فبلغ فيها مَدَى الإحسان،‌وحاز قصب السبق في ذلك الميدان.» وهي قصيدة طويلة، من بدايتها: لَعَلَّكَ ما بَيْنَ العُذَيْبِ ومارِبِ تَمُرِّ على تِلكَ الدِّيار القَرَائِبِ وتَسْرِي بِذِكر مِن أُناسٍ كأنَّما تَنِمُّ بِهَ البَطحاءُ مِن كُلّ جانِبِ وتُوِدعُها عَنّي إذا ما نَغَت بِهِ تَحِيَّةَ مُشتاقٍ مِنَ الوَجْدِ ذائِبِ وإنّي لأهْوى أن أراهُمْ على النَّوْى لأَذكُر منهُم حُسنَ تلك المذاهب مَساعٍ إذا حدَّثْتَ عنها بِحَرِّةٍ على ظَمأ أَرْوَتْكِ عَذْبَ المشارِبِ وله أيضًا: أَضحى فُؤادُكَ نهبَ الأَعيُنِ النُجُلِ وَضاعَ صَبرُكَ بَينَ الرَكبِ وَالإِبلِ وَهامَ قَلبُكَ بالأظعانِ فَاِبتَدَرت سَوابِقُ الدَمعِ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ لَم تَدرِ يَومَ سُلَيمى هَل تُوَدِّعُها أَم هَل تُوَدِّعُ قَلباً وَاهِيَ الحِيلِ أَتبَعتَهُم نَظَراتٍ خَلفَها كَبِدٌ تُسايرُ الرَكبَ بَينَ الريثِ وَالعَجَلِ راحُوا وَفي كُلِّ قَلبٍ تَرحَةٌ وَجَوىً وَخَلّفُوكَ بَقَلبٍ مِنكَ مُختَبَلِ وَبِالفُؤادِ وَإِن قَلّ الفُؤادُ لَهُ ساجِي المَحاجِر أَحوى ساحِرُ المُقَلِ مُنَوَّعُ الحُسنِ ساجِي الطَرفِ مُقلَتُهُ تُزري بِهارُوتَ أَو تَسبِي بَني ثُعَلِ مَركّبُ الجِسم مِن غُصنٍ وَمِن قَمَرٍ مُقَسَّمُ اللَحظِ بَين الغُنجِ وَالكَحَلِ توفي في عام 613 هـ/ 1217 م. أَضحى فُؤادُكَ نهبَ الأَعيُنِ النُجُلِ وَضاعَ صَبرُكَ بَينَ الرَكبِ وَالإِبلِ وَهامَ قَلبُكَ بالأظعانِ فَاِبتَدَرت سَوابِقُ الدَمعِ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ لَم تَدرِ يَومَ سُلَيمى هَل تُوَدِّعُها أَم هَل تُوَدِّعُ قَلباً وَاهِيَ الحِيلِ أَتبَعتَهُم نَظَراتٍ خَلفَها كَبِدٌ تُسايرُ الرَكبَ بَينَ الريثِ وَالعَجَلِ راحُوا وَفي كُلِّ قَلبٍ تَرحَةٌ وَجَوىً وَخَلّفُوكَ بَقَلبٍ مِنكَ مُختَبَلِ وَبِالفُؤادِ وَإِن قَلّ الفُؤادُ لَهُ ساجِي المَحاجِر أَحوى ساحِرُ المُقَلِ مُنَوَّعُ الحُسنِ ساجِي الطَرفِ مُقلَتُهُ تُزري بِهارُوتَ أَو تَسبِي بَني ثُعَلِ مَركّبُ الجِسم مِن غُصنٍ وَمِن قَمَرٍ مُقَسَّمُ اللَحظِ بَين الغُنجِ وَالكَحَلِ

ابن مرج الكحل

أبو عبد الله محمد بن إدريس بن علي الجَزيري الأندلسي يعرف عمومًا بـمَرجْ الكُحْل أو ابن مَرجْ الكُحْل (1159م - 2 ديسمبر 1236م) (554هـ - 2 ربيع الآخر 634هـ) شاعر عربي‌ أندلسي من أهل القرن الثاني عشر الميلادي/ السادس الهجري. ولد في قرية مرج الكحل على مقربة من بلدة جزيرة شقُر قرب بلنسية ونشأ بها. صحب شعراء عصره وكان أديبًا بارعًا نظمًا ونثرًا وهو من الشعراء الموحدين. له ديوان شعر تناقله الناس في أيامه وقد جمع أشعاره المغاربة عبر العصور. هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن علي بن عبد الله الشُقري الجزيري الأندلسي. عرف بـ«مَرجْ الكُحْل» أو «ابن مَرجْ الكُحْل»، نسبة إلى مرج الكحل على مقربة من بلدة جزيرة شقُر قرب بلنسية التي ولد فيها. ولد في مرج كحل سنة 554 هـ/ 1159 م ونشأ بها يعمل ببيع السمك في الأسواق، وقيل كان أُميًّا. وكذلك كان يتزيّا بزي أهل البادية. فقد قَرَن ابن سعيد المغربي بينه وبين الوأواء الدمشقي الشاعر المشرقي الذي كان فقيرًا واشتغل دلالًا في سوق الفاكهة بدمشق. وكذلك مرج الكحل كان «ينادي‌ في الأسواق حتى إنه تعيَّش ببيع السمك». وذكر ابن عبد الملك المراكشي أنه «كان مُبتذل اللباس على هيئة أهل البادية». وكان مرج الكحل يشتغل بالفلاحة أيضًا. وعن تعلمه ذكر ابن عبد الملك المراكشي: يقال «أنه كان أميًّا»، وذهب ابن سعيد إلى أنه قد «تَرقَّت به همّتُهُ إلى الأدب قليلًا قليلًا إلى أن قال الشعرَ، ثم ارتفعت فيه طبقته ومدح الملوك والأعيان.» وهذا الوصف يَصدُقُ عليه في بداية حياته، قبل أن يتفرّغ للدرس والتحصيل. فصحب صفوان بن إدريس، وأصبح خبيرًا بالكتابة والأدب عليمًا بفنون الكلام. توفي ابن مرج الكحل في جزيرة شُقر يوم الإثنين 2 ربيع الآخر 634/ 2 ديسمبر 1236 عن عمر حوالي 80 عامًا ودفن في يوم الثلاثاء. أدبه كان مرج الكحل أديبًا بارعًا نظمًا ونثرًا، وهو شاعرٌ وجدانيٌ رقيقٌ، وأكثر شعره الوصف والنسيب والعتاب. له ديوان شعر تناقله الناس في أيامه. لقد ارتبط بصلاتٍ وثيقةٍ من أدباء عصره، وجمعته بهم صداقاتٌ أحيانًا، وصراعات أحيانًا أخرى. ومن أكثر أدباء العصر صلة به هو صفوان بن إدريس التجيبي، فإن المراسلات النثرية والشعرية التي بقيت للشاعرين تشكف عن عمق هذه الصلة. ومن أشهر تلامذته أبو الحسن الرعيني الفخار وأبو عبد الله بن عسكر، وابن الأبار القضاعي. ومن شعره في طلب الرزق: مثَلُ الرّزق الَّذي تطلبُه مثَلُ الظّلّ الَّذي يمشي مَعَكْ أنت لا تُدركه متّبعاً وإذا ولّيتَ عنهُ تَبِعَكْ مراجع عِجِبتُ لِمَن يَرجو مَتاباً لِجاهِلٍ وَما عِندَهُ أَنَّ الذُنوبَ ذُنوبُ إِذا كانَ ذَنبُ المَرءِ لِلمَرءِ شَيمَةً وَلَم يَرَهُ ذَنباً فَكَيفَ يَتوبُ الديوان » العصر الأندلسي » مرج الكحل » سقى سدرة الوادي السحاب الغوائث عدد الابيات : 7 طباعة سَقى سَدرةَ الوادي السحابُ الغَوائِثُ وَإِن غَيَّرَت مِنهُ اللَيالي العَوائِثُ عَذيري مِن الآمالِ خابَت قُصودُها وَنالَت جَزيلَ الحَظّ مِنها الأَخابِثُ وَقالوا ذُكِرنا بِالغِنى فَأَجَبتَهُمُ خُمولاً وَما ذِكرٌ معَ البُخلِ ماكِثُ يَهون عَلينا أَن يبيد أَثاثُنا وَتَبقى عَلَينا المُكرَماتُ الأَثائِثُ وَما ضَرَّ أَصلاً طَيّباً عدمُ الغِنى إِذ لَم يُغيّرهُ مِن الدَهر حادِثُ وَهَل عِندَ صَفوان بِن إِدريس أَنَّني مُقيمٌ عَلى عَهدِ المَوّدَةِ ماكِثُ وَإِن كُنتُ قَد خاطَبتُ فَصل خِطابِهِ فَعاقَت عَن الوّد الخَطوبُ الكَوارِثُ

ابن مجبر

شاعر زمانه الأوحد ، البليغ أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن مجبر ، الفهري المرسي ، ثم الإشبيلي . مدح الملوك ، وشهد له بقوة عارضته ، وسلامة طبعه ، وفحولة نظمه قصائده التي سارت أمثالا ، وبعدت منالا . أخذ عنه أبو القاسم بن حسان ، وغيره . بالغ ابن الأبار في وصفه . ومات بمراكش ليلة النحر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة كهلا وقيل : سنة سبع وله هذه أتراه يترك العذلا وعليه شب واكتهلا كلف بالغيد ما علقت نفسه السلوان مذ عقلا [ ص: 216 ] غير راض عن سجية من ذاق طعم الحب ثم سلا نظرت عيني لشقوتها نظرات وافقت أجلا غادة لما مثلت لها تركتني في الهوى مثلا خشيت أني سأحرقها إذ رأت رأسي قد اشتعلا ليتنا نلقى السيوف ولم نلق تلك الأعين النجلا أشرعوا الأعطاف مائسة حين أشرعنا القنا الذبلا نصروا بالحسن فانتهبوا كل قلب بالهوى خذلا منها : ثم قالوا سوف نتركها سلبا للحب أو نفلا قلت أوما وهي عالقة بأمير المؤمنين فلا وله : دعا الشرق قلبي والركائب والركبا فلبوا جميعا وهو أول من لبى ومنها : يقولون داو القلب يسل عن الهوى فقلت لنعم الرأي لو أن لي قلبا الرئيسية الأخبار مفتاح وثائقيات المكتبة المصورة المكتبة المرئية أقلام بمختلف الألوان اشترك بمسابقة كنز المعرفة آخر المواضيع المضافة مواصفات المؤمن في نظر علي بن أبي طالب (عليه السلام) / التعفف صفات المتقين / كظم الغيظ الدِّينُ وَاسِعٌ ماذا تعني المواد المبللة والناشرة المستخدمة في المبيدات وما هي أنواعها وكيف تعمل؟ قطة ليست بحية ولا ميتة مـــشــروعـــيــة الـــوكـــالـــة مـــن الـبــاطـــن التعريف القضائي في القضاء المقارن التعريف القضائي للموظف العام في القضاء العراقي الإفصاح عن السياسات المحاسبية والتقديرات الهامة في إعداد القوائم المالية الإيضاحـات المرفـقـة للقوائـم الماليـة Notes to the Financial Statements قائمة التغيرات في حقوق الملكية Statement of Changes in Equity و قائمة التدفقات النقدية Cash Flow Statement ما هو تعريفك للمواد المستحلبة Emulsifiers المستخدمة في المبيدات؟ قائمـة الدخـل الشامـل Statement of comprehensive income وافصاحاتـها وبنـود عـرضـها محتوى قائمة الدخل Income Statement وأهدافـها ومحدداتـها المعلومات التي يجب عرضها والافصاح عنها في الميزانية العمومية وقائمة المركز المالي والقوائـم المالية الاخرى الأدب الــعربــي عدد المواضيع في هذا القسم 3299 موضوعاً الأدب النقد البلاغة العروض تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب أبحث عن شيء أخر ترجمة ابن مجبر وشعره 847 11:27 صباحاً التاريخ: 14/12/2022 المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب الجزء والصفحة : مج3 ص:237-241 القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي / ترجمة ابن مجبر وشعره وابن مجبر هو أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن عبد الرحمن بن مجبر الفهري، كان في وقته شاعر المغرب ، ويشهد له بقوة عارضته وسلامة طبعه قصائده التي صارت مثالا ، وبعدت على قربها منالا، وشعره كثير يشتمل على أكثر من تسعة آلاف وأربعمائة بيت ، واتصل بالأمير أبي عبد الله ابن سعد بن مردنيش ، وله فيه أمداح ، وأنشد يوسف بن عبد المؤمن يهنيه بفتح : إن خير الفتوح ما جاء عفواً مثل ما يخطب الخطيب ارتجالا وكان أبو العباس الجراوي حاضراً ، فقطع عليه لحسادة وجدها ، وقال : یا سیدنا اهتدم بيت وضاح: خير شراب ما كان عفواً كأنه خطبـة ارتجـال فبدر(1) المنصور، وهو حينئذ وزير أبيه وسنه قريب العشرين ، وقال : إن كان اهتدمه فقد استحقه لنقله إياه من معنى خسيس إلى معنى شريف ، فسر أبوه بجوابه ، وعجب الحاضرون. ومر المنصور أيام إمرته بأونبة(2) من أرض شلب ، فوقف على قبر الحافظ أبي محمد ابن حزم ، وقال : عجباً لهذا الموضع ، يخرج منه مثل هذا العالم ، ثم قال كل العلماء عيال على ابن حزم ، ثم رفع رأسه وقال : كما أن الشعراء عيال عليك يا أبا بكر ، يخاطب ابن مجبر. ومن شعر ابن مجبر يصف خيل المنصور من قصيدة في مدحه: له حلبة الخيل العتاق كأنها نشاوى تهاوت تطلب العزف والقصفا عرائس أغنتها الحجول عن الحلى فلم تبغ خلخالا ولا التمست وقفا فمن يقق كالطرس نحسب أنه وإن جردوه في ملاءته التفا ۲۳۸ وأبلق أعطى الليل نصف إهابه وغار عليه الصبح فاحتبس التصفا وورد نغشى جلده شفق الدجى فإذ حازه دلى له الذيل والعرفا وأشقر مج الراح صرفاً أديمه وأصفر لم يمسح بها جلده صرفا وأشهب فيضي الأديم مدثر عليه خطوط غير مفهمة حرفا كما خطط الزاهي بمهرق كاتب فجر عليه ذيله وهو ما جفا تهب على الأعداء منها عواصف ستنسف أرض المشركين بها نسفا ترى كل طرف كالغزال فتمتري أظبيا ترى تحت العجاجة أم طرفا وقد كان في البيداء يألف سربه فريشته مهراً وهي تحسبه خشفا تناوله لفظ الجواد لأنه إذا(3) ما أردت الجري أعطاكه ضعفا ولما اتخذ المنصور مقصورة الجامع بمراكش بدار ملكها ، وكانت مدبرة على انتصابها إذا استقر المنصور ووزراؤه بمصلاه ، واختفائها إذا انفصلوا عنها ، أنشد في ذلك الشعراء فقال ابن مجبر من قصيدة أولها: أعلمتني ألقي عصا التسيار في بلدة ليست بدار قرار إلى أن قال(4): طورا تكون بمن حوته محيطة فكأنها سور من الأسوار وتكون حينا عنهم مخبوءة فكأنها سر من الأسرار وكأنها علمت مقادير الورى فتصرفت لهم على مقدار فإذا أحست بالإمام يزورها في قومه قامت إلى الزوار يبدو فتبدو ثم تخفى بعده كتكون الهالات للأقمار ۲۳۹ وممن روى عنه أبو علي الشلوبين وطبقته ، وتوفي بمراكش سنة 588 ، وعمره 53 سنة، رحمه الله تعالى. وقد حكى الشريف الغرناطي شارح المقصورة هذه الحكاية بأتم مما ذكرناه ، فقال عن الكاتب ابن عياش كاتب يعقوب المنصور الموحدي ، قال(5): كانت لأبي بكر ابن مجبر وفادة على المنصور في كل سنة ، فصادف في إحدى وفاداته فراغه من إحداث المقصورة التي كان أحدثها بجامعه المتصل بقصره في حضرة(6) مراكش ، وكانت قد وضعت على حركات هندسية ترفع بها لخروجه وتخفض لدخوله ، وكان جميع من بباب المنصور يومئذ من الشعراء والأدباء قد نظموا أشعاراً أنشدوه إياها في ذلك ، فلم يزيدوا على شكره ، وتجزينه الخير فيما جدد من معالم الدين وآثاره ، ولم يكن فيهم من تصدى لوصف الحال، حتى قام أبو بكر ابن مجبر فأنشد قصيدته التي أولها " أعلمتني ألقي عصا التسيار " واستمر فيها حتى ألم بذكر المقصورة فقال يصفها " طوراً تكون – إلخ " فطرب المنصور لسماعها ، وارتاح لاختراعها ، انتهى. وقد بطلت حركات هذه المقصورة الآن، وبقيت آثارها حسبما شاهدته سنة عشر وألف، والله تعالى وارث الأرض ومن عليها. ومن نظم ابن مجير أيضا ما كتب به إلى السلطان ملك المغرب، رحمه الله تعالى، وقد ولد له ابن، اعني لأبن مجير: ولد العبد الذي إنعامكم طينة أنشى منها جسده وهو دون اسم لعلمي أنه لا يستمي العبد إلا سيده وقوله: ملك ترويك منه شيمة أنست الظلمان زرق النطف ٢٤٠ جمعت من كل مجد فحكت لفظة قد جمعت من أحرف يعجب السامع من وصفي لها ووراء العجز ما لم أصف لو أعار السهم ما في رأيه من سداد وهدى لم يصف حلمه الراجح ميزان الهدى يزن الأشياء وزن المنصف ۲۱- وقال ابن خفاجة(7): صح الهوى منك ولكنني أعجب من بين لنا يقدر كأننا في فلك دائر فأنت تخفى وأنا أظهر وهما الغاية في معناهما ، كما قاله ابن ظافر، رحمه الله تعالى. ۲۲- وقال الأعمى التطيلي(8): أما اشتفت مني الأيام في وطني حتى تضايق فيما عز من وطري فلا قضت من سواد العين حاجتها حتى تكر على ما طل" في الشعر . ۲۲- وقال الأعمى التطيلي(8): أما اشتفت مني الأيام في وطني حتى تضايق فيما عز من وطري فلا قضت من سواد العين حاجتها حتى تكر على ما طل" في الشعر ۲۳- وقال القاضي أبو حفص ابن عمر القرطبي(9): هم نظروا لواحظها فهاموا وتشرب لب شاربها المدام يخاف الناس مقلتها سواها أيذعر قلب حامله الحسام سما طرفي إليها وهو باك وتحت الشمس ينسكب الغمام وأذكر قدما فأنوح وجداً على الأغصان تنتدب الحمام فأعقب بينها في الصدر غما إذا غربت ذكاء أتى الظلام ٢٤- وقال الحاجب عبد الكريم بن مغيث(10): ٢٤١ طارت بنا الخيل ومن فوقها شهب بزاة لحمام الحمام كأنما الأيدي قسي لها والطير أهداف ومن السهام ٢٥- وقال أخوه أحمد : اشرب على البستان من كف من يسقيك من فيه وأحداقه وانظر إلى الأيكة في برده ولاحظ البـدر بأطواقه وقد بدا السرو على نهره كخائض شمر عن ساقه ٢٦- وقال أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله ابن أمية البلنسي : إذا كان ودي وهو أنفس قربة يجازى ببغض فالقطيعة أحزم ومن أضيع الأشياء ود صرفته إلى غير من تحظى لديه وتكرم