https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Tuesday 17 October 2023

ابن هاني

ابن هانئ الأندلسي (المتوفي عام 362هـ) شاعر أندلسي لُقب بمتنبي الغرب ولد أبو القاسم محمد بن هانئ بن سعدون الذي يتصل نسبه بحاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، في إشبيلية. كان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بإفريقية، ثم تركها وانتقل إلى الأندلس حيث ولد محمد في إشبيلية. نشأ ابن هانئ بإشبيلية، وتعلم بها الشعر والأدب، واتصل بحاكم إشبيلية وحظي عنده، ثم اتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤوا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه الحاكم بالغيبة. فترك إشبيلية وعمره 27 عامًا، فرحل إلى المغرب ومدح جوهر الصقلي، ثم ارتحل إلى الزاب إلى جعفر ويحيى ابني علي فأكرماه، ونمي خبره إلى المعز أبي تميم معدّ بن منصور الفاطمي فطلبه منهما، فلما انتهى إليه وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، فبالغ ابن هانئ في مدحه. ولما رحل المعز إلى مصر، طلب منه مرافقته، فاستئذنه العودة إلى المغرب لأخذ عياله. وفي الطريق إلى مصر، قُتل ابن هانيء في برقة في 23 رجب 362 هـ، ولما وصل خبر وفاته للمعزّ وهو بمصر تأسف عليه وقال: «هذا الرجل، كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق، فلم يُقدّر علينا ذلك.» قيل فيه: إن تكن فارسا فكن كعلي أو تكن شاعرا فكن كابن هاني كل من بدَعِيّ بما ليس فيه كذّبته شواهدُ الامتحان شعره قال في مدح المعز لدين الله العديد من القصائد، منها قصيدة مطلعها: هل كان ضَمّخَ بالعبير الرَيْحَا مزنٌ يهزّ البرقُ فيه صفيحا يهدي تحيات القلوب وإنما يهدي بهنّ الوجد والتبريحا شرقتْ بماء الورد بلّلَ حبيبها فأتت ترقرقهُ دمًا منضوحا أنفاسُ طيبٍ بِتْنَ في درعي وقد بات الخيال وراءهنّ طليحا وقال أيضا في مدح المعزّ قصيدة مطلعها: أرياك أم نشرٌ من المسك ضائكُ ولحظك أم عضبُ الغرارين باتكُ وإعطافُ نشوى أم قوامٌ مهفهف تأوّد غصنٌ فيه وارتجّ عاتكُ وما شقّ جيبَ الحسن إلا ّشقائق بخدّيك مفتوكٌ بهنّ فواتك وقال في مدح جعفر بن علي، الذي كان يتوجّع من علّة عرضت له، قصيدة مطلعها: يا خَيْر ملتحفٍ بالمجد والكرم وأفضل الناس من عُرْبٍ ومن عجمِ يا ابن السدى والندى والمعلوات معًا والحلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَمِ لو كنتُ أُعطى المُنَى فيما أوْمَلُهُ حملتُ عنك الذي حُمّلْتَ من ألمِ وكنتُ اعتدّهُ يدًا ظفِرْتُ بها من الأيادي وقسمًا أوفرَ القِسَمِ حتى تروح معافَى الجسمِ سالمهُ وتستبلَّ إلى العلياءِ والكرَمِ الديوان » العصر العباسي » ابن هانئ الأندلسي » صدق الفناء وكذب العمر عدد الابيات : 61 طباعة صَدَقَ الفَناءُ وكذَبَ العُمُرُ وجَل العِظاتُ وبالغَ النُّذُرُ إنَا وفي آمَالِ أنفُسِنَا طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ لنرى بأعيُننَا مصارعَنا لو كانتِ الألْبابُ تعتبِرُ ممّا دَهانَا أنّ حاضِرَنَا أجفانُنَا والغائِبَ الفِكَرُ فإذا تَدَبَّرْنَا جَوارِحَنا فأَكَلُّهُنَّ العينُ والنّظَر لو كانَ للألباب مُمتحِنٌ ما عُدَّ منها السمعُ والبَصَرُ أيُّ الحيَاةِ ألذُّ عِيشتَها من بعد علمي أنّني بَشَر خَرِسَتْ لَعَمْرُ اللّهِ ألسُنُنَا لمّا تَكَلّمَ فوقَنا القَدَرُ هل يَنفعَنّي عِزُّ ذي يَمنٍ وحُجُولُه واليُمْنُ والغُرَر ومَقاليَ المحمولُ شاردُهُ ولسانيَ الصَّمصامةُ الذكَر ها إنّها كأسٌ بَشعِتُ بهَا لا مَلجَأٌ منْها ولا وَزَر أفنتركُ الأيّامَ تفعلُ مَا شاءَت ولا نَسطو فَنَنْتَصِر هَلاّ بأيْدِينَا أسِنَّتُنَا في حين نُقْدِمُها فتَشْتَجِر فانبِذْ وشيجاً وارمِ ذا شُطَبٍ لا البيَضُ نافعةٌ ولا السُّمُر دنيا تُجمِّعُنا وأنْفُسُنا شَذَرٌ على أحكامِها مَذَر لو لم تُرِبْنا نابُ حادثها إنّا نَراها كيفَ تأتَمِر ما الدَّهرُ إلاّ ما تُحاذِرُهُ هَفَوَاتُهُ وهَناتُه الكُبَر واللّيْثُ لبدَتُه وساعِدُهُ ودَرِيَّتَاهُ النّابُ والظُّفُر في كلِّ يَوْمٍ تحتَ كَلكَلِهِ تِرَةٌ جُبارٌ أوْ دَمٌ هَدَرُ وهوَ المَخوفُ بَناتُ سَطوَتِه لوْ كانَ يَعفوُ حينَ يَقْتَدِرُ أقسَمْتُ لا يبقَى صَباحُ غَدٍ مُتَبَلِّجٌ وأحَمُّ مُعتكِرُ تَفنى النُّجومُ الزُّهرُ طالعةً والنَّيِّرانِ الشّمسُ والقَمَرُ ولئِنْ تَبَدّتْ في مَطالعِهِا مَنُظومَةً فلَسَوْفَ تَنتثرُ ولئن سرى الفلك المدار بها فلسوف يسلمها وينفطر أعَقيلةَ الملِكِ المُشَيِّعِها هذا الثَّناءُ وهِذه الزُّمَرُ شَهِدَ الغَمامُ وإن سقاكِ حَياً أن الغمام إليك مفتقر كم من يدٍ لك غير واحدة لا الدَّمعُ يكفُرُها ولا المَطَرُ ولقد نزَلْتِ بَنيَّةً علمتْ ما قد طَوَتْهُ فَهْيَ تَفتَخرُ تَغدو علَيها الشّمسُ بازِغَةً فتَحِجُّ ناسِكَةً وتَعتَمِرُ وتكادُ تذهَلُ عن مَطالِعها مما تراوحها وتبتكر فقفوا تضرج ثم أنفسنا لا الصّافناتُ الجُردُ والعَكَرُ سَفَحَتْ دِماءُ الدّارِعينَ بها حتى كأنّ جُفونَهم ثُغَرُ الهاتكِينَ بها الضُّلوعَ إذا ما رَجّعوا الذّكرَاتِ أو زَفَروا راحوا وقد نَضجتْ جوانحُهم فيها قُلُوبَهُمُ وما شَعروا وحَنَوا على جَمرٍ ضُلُوعَهمُ فكأنّما أنفاسُهُمْ شَرَرُ ويَكادُ فُولاذُ الحَديدِ معَ ال مُهَجاتِ والعَبَراتِ يَبتَدِرُ فكأنّما نامَتْ سُيوفُهُمُ واستَيقَظَتْ من بعدِ ما وُتِرُوا فتَقطّعتْ أغمادُها قِطَعاً وأتَتْ إلَيهِمْ وهيَ تَعتَذِرُ لم يَخلُ مَطلَعُها ولا أفَلَتْ وبنو أبيها الأنجُمُ الزُّهُرُ وبنَو عليٍّ لا يُقالُ لهم صَبراً وهم أُسدُ الوَغى الضُّبُرُ إنّ التي أخلَتْ عَرينَهُمُ أضحَت بحيثُ الضّيغَمُ الهَصِر من ذَلّلَ الدنيا ووطّدَهَا حتى تلاقَى الشّاءُ والنَّمِر بلغتْ مراداً من فدائِهِمُ والأمُّ في الأبناء تُعتَقَر تأتي الليالي دونَها ولها في العُقْر مجدٌ ليس يَنعقر أبقَتْ حديثاً من مآثِرِهَا يَبقى وتَنْفَد قبلَه الصُّوَر فإذا سَمعتَ بذِكرِ سُودَدِهَا ليلاً أتاكَ الفجرُ يَنفجر ولقد تكون ومن بدائعِها حِكَمٌ ومن أيّامِها سِيَر إنّا لَنُؤتَى من تَجارِبِهَا عِلماً بما نأتي وما نَذَر قسمَتْ على ابنَيْها مكارمَها إنّ التراثَ المجْدُ لا البِدَر حتى تولّتْ غيرَ عاتِبةٍ لم يَبقَ في الدنيا لها وَطَر من بعدِ ما ضُرِبَتْ بها مَثَلاً قَحطانُ واستحيَتْ لها مُضَر وإذا صَحِبْتَ العيشَ أوّلُهُ صَفْوٌ فَهَيْنٌ بعده كَدر وإذا انتَهَيتَ إلى مدَى أملٍ دَرْكاً فيومٌ واحدٌ عُمُر ولَخَيرُ عيشٍ أنتَ لابِسُهُ عيشٌ جنى ثمراتِهِ الكِبَر ولكُلِّ سابِقِ حلبةٍ أمَدٌ ولكلِّ واردِ نهلَةٍ صَدَر وحُدودُ تعميرِ المعمَّرِ أن يسمو صُعوداً ثمّ ينحَدِر والسيْفُ يبلى وهو صاعقةٌ وتُنالُ منه الهامُ والقَصَر والمرءُ كالظلِّ المديدِ ضُحىً والفَيْءُ يَحسِرُهُ فينحسر ولقد حلبْتُ الدّهرَ أشطُرَهُ فالأعذَبانِ الصّابُ والصَّبِر غَرَضٌ تَراماني الخُطوبُ فَذا قوسٌ وذا سَهْمٌ وذا وَتَر فجزِعتُ حتى ليسَ بي جَزَعٌ وحَذِرتُ حتى ليس بي حَذَر الديوان » العصر العباسي » ابن هانئ الأندلسي » ألا طرقتنا والنجوم ركود عدد الابيات : 96 طباعة ألا طَرَقَتْنا والنّجُومُ رُكودُ وفي الحَيّ أيْقاظٌ ونحنُ هُجُودُ وقد أعجَلَ الفَجرُ المُلَمَّعُ خَطَوها وفي أُخْرَياتِ اللّيلِ منْهُ عَمودُ سرَتْ عاطلاً غضْبَى على الدُّرّ وحده فلَم يدرِ نحرٌ ما دَهاه وجِيدُ فَما برِحتْ إلاّ ومن سِلكِ أدْمُعي قَلائِدُ في لَبّاتِها وعُقُودُ وما مُغزِلٌ أدْماءُ دانٍ بَريرُها تَرَبَّعُ أيْكاً ناعِماً وتَرُودُ بأحْسَنَ منها حِينَ نَصّتْ سَوالِفاً تَرُوغُ إلى أتْرابِها وتَحِيدُ ألَمْ يأتِها أنّا كَبُرْنا عنِ الصِّبَى وأنّا بَلينا والزّمانُ جَديدُ فلَيتَ مَشيباً لا يزالُ ولم أقُلْ بكاظمَةٍ ليتَ الشّبابَ يَعودُ ولم أرَ مثلي ما له من تجلُّدٍ ولا كجفوني ما لهنّ جُمودُ ولا كالليالي ما لَهُنّ مواثِقٌ ولا كالغواني ما لَهُنّ عُهُود ولا كالمُعِزّ ابْنِ النبيّ خليفةً له اللّهُ بالفضلِ المبينِ شَهِيد وما لسماءٍ أن تُعَدّ نجومُها إذا عُدّ آباءٌ لهُ وجُدود فأسيافُهُ تلك العواري نصولُها إلى اليوم لم تُعْرَفْ لهُنّ غُمود ومِنْ خَيْلِهِ تلك الجوافِلُ إنّهَا إلى الآن لم تُحْطَطْ لهُنّ لُبود فيا أيها الشّانِيهِ خَلْفَكَ صادياً فإنّكَ عن ذاك المَعِينِ مَذود لغيرِكَ سُقيا الماء وهو مُرَوَّقٌ وغيرِك رفُّ الظلّ وهو مَديد نجاةٌ ولكنْ أينَ منكَ مَرامُها وحوضٌ ولكن أين منكَ ورود إمَامٌ لهُ ممّا جهِلتَ حقيقةٌ وليس لهُ مما علمتَ نَديد من الخطَلِ المعدودِ أن قيلَ ماجِدٌ ومادِحُهُ المُثْني عليه مَجِيد وهل جائزٌ فيهِ عَمِيدٌ سَمَيْذَعٌ وسائلُهُ ضَخْمُ الدّسيعِ عَمِيد مدائحُهُ عن كلّ هذا بمَعْزَلٍ من القولِ إلاّ ما أخَلّ نشيد ومَعلومُها في كلّ نفسٍ جِبِلّةٌ بها يَسْتهلّ الطفلُ وهو وليد أغيرَ الذي قد خُطّ في اللوح أبتغي مديحاً لهُ إنّي إذاً لَعَنُود وهل يستوي وحيٌ من اللّه مُنزَلٌ وقافيةٌ في الغابرينَ شَرُود ولكن رأيتُ الشعرَ سُنّةَ مَن خَلا له رَجَزٌ ما ينقضي وقصيد شكرْتُ وِداداً أنّ منكَ سَجيّةً تَقَبّلُ شُكرَ العبدِ وهو وَدود فإنْ يكُ تقصيرٌ فمني وإنْ أقُلْ سَداداً فمرْمَى القائلين سديد وإنّ الذي سَمّاكَ خيرَ خليفَةٍ لَمُجري القضاءِ الحتمَ حيث تريد لكَ البَرُّ والبحرُ العظيمُ عُبابُهُ فسِيّانِ أغمارٌ تُخاضُ وبِيد أمَا والجواري المنشَآتِ التي سَرت لقد ظاهَرَتْها عُدّةٌ وعَديد قِبابٌ كما تُزْجَى القبابُ على المَها ولكنّ مَنْ ضَمّتْ عليه أُسود وللّهِ ممّا لا يرون كتائبٌ مُسَوَّمَةٌ تَحْدُو بهَا وجنُود أطاعَ لها أنّ الملائكَ خلفَها كما وقَفَتْ خلْفَ الصّفوفِ ردود وأنّ الرّياحَ الذارياتِ كتائبٌ وأنّ النجومَ الطّالعاتِ سُعود وما راعَ مَلْكَ الرّوم إلاّ اطّلاعُها تُنَشَّرُ أعْلامٌ لها وبنُود عَلَيْها غَمامٌ مُكْفَهِرٌّ صَبيرُه لهُ بارقاتٌ جَمّةٌ ورُعود مَواخرُ في طامي العُباب كأنّهُ لعَزْمكَ بأسٌ أو لكفّك جود أنافَتْ بها أعلامُها وسَما لها بناءٌ على غيرِ العَراء مَشيد وليسَ بأعلى كبْكَبٍ وهو شاهقٌ وليس من الصُّفّاحِ وهو صَلود من الرّاسياتِ الشُّمّ لولا انتقالُها فمنها قِنَانٌ شُمَّخٌ ورُيود من الطّيرِ إلاّ أنّهُنّ جَوارِحٌ فليسَ لها إلاّ النفوسُ مَصيد من القادحاتِ النّارَ تُضْرَمُ للطُّلى فليس لها يومَ اللّقاء خُمود إذا زَفَرَتْ غَيظاً ترَامَتْ بمارجٍ كما شُبّ من نَارِ الجحيمِ وقُود فأنفاسُهُنّ الحامياتُ صَواعقٌ وأفواهُهُنّ الزافراتُ حَديد تُشَبُّ لآلِ الجاثليقِ سَعيرُهَا وما هيَ منْ آل الطريدِ بعيد لها شُعَلٌ فوقَ الغِمارِ كأنّها دِماءٌ تَلَقّتْها ملاحفُ سود تُعانِقُ موجَ البحرِ حتى كأنّهُ سَليطٌ لها فيه الذُّبالُ عَتيد ترى الماءَ منْها وهو قانٍ عُبابُهُ كما باشَرَتْ رَدْعَ الخَلوق جُلود وغيرُ المذاكي نَجْرُها غيرَ أنّهَا مُسوَّمَةٌ تحتَ الفوارسِ قُود فليس لها إلاّ الرّياحَ أعِنّةٌ وليسَ لها إلاّ الحَبابَ كَديد ترى كلَّ قَوداءِ التليلِ كما انثنَتْ سَوالِفُ غِيدٌ للمَها وقُدود رحيبةُ مَدّ الباعِ وهي نَتيجةٌ بغيرِ شَوىً عذراءُ وهيَ وَلود تكبّرْنَ عن نَقْعٍ يُثارُ كأنّها مَوالٍ وجُردُ الصافِناتِ عبيد لها من شُفوفِ العبقريّ ملابِسٌ مُفوَّفَةٌ فيها النُّضارُ جَسيد كما اشتملتْ فوق الأرائكِ خُرَّدٌ أوِ التَفَعَتْ فوقَ المنابرِ صِيد لَبوسٌ تكفُّ الموجَ وهو غُطامِطٌ وتَدْرَأُ بأسَ اليَمّ وهو شديد فمنها دُروعٌ فوقها وجَواشنٌ ومنها خفاتينٌ لها وبُرود ألا في سبيلِ اللّهِ تَبْذُلُ كلَّ مَا تَضِنُّ به الأنواءُ وهْيَ جُمود فلا غَرْوَ أنْ أعزَزْتَ دينَ محمّدٍ فأنْتَ لهُ دونَ الأنامِ عقيد وباسمِكَ تدعوهُ الأعادي فإنْهُمْ يُقِرّونَ حَتْماً والمُرادُ جُحود غَضِبتَ له أن ثُلّ بالشامِ عرشُهُ وعادَكَ من ذكر العواصم عِيد فبِتَّ له دونَ الأنام مُسَهَّداً ونامَ طَليقٌ خائنٌ وطريد برَغْمِهِمُ أن أيّدَ الحَقَّ أهلُهُ وأن باءَ بالفعلِ الحميدِ حميد فللوحْي منهمْ جاحِدٌ ومكذِّبٌ وللدينِ منهُمْ كاشِحٌ وعَنود وما سرّهم ما ساءَ أبناءَ قَيصرٍ وتلك تِراتٌ لم تزَلْ وحُقود هُمُ بَعُدُوا عنهم على قُرْبِ دارِهم وجَحْفَلُكَ الدّاني وأنتَ بَعيد وقلتُ أناسٍ ذا الدمستقُ شكرَهُ إذا جاءهُ بالعفْوِ منكَ بَريد وتقبيلَهُ التُّربَ الذي فوقَ خدّهِ إلى ذِفْرَيَيْهِ من ثَراه صَعيد تُناجيكَ عنه الكُتْبُ وهي ضراعَةٌ ويأتيك عنه القولُ وهو سُجود إذا أنكرتْ فيها التراجِمُ لفظَهُ فأدمُعُهُ بينَ السّطورِ شُهود لياليَ تَقفو الرُّسْلَ رُسْلٌ خواضعٌ ويأتيكَ من بعد الوفود وفود وما دَلَفَتْ إلاّ الهُمومُ وراءَهُ وإنْ قال قومٌ إنّهُنّ حُشود ولكن رأى ذُلاًّ فهانَتْ مَنِيّةٌ وجَرّبَ خُطباناً فلَذّ هَبيد وعرّضَ يَسْتجدي الحِمامَ لنفسِهِ وبعضُ حِمامِ المُستريح خُلود فإنْ هَزّ أسيافَ الهِرَقْلِ فإنّهَا إذا شِئْتَ أغلالٌ له وقيودُ أفي النومِ يستامُ الوغى ويشُبُّهَا ففيمَ إذاً يلقَى القَنا فيحيد ويُعْطي الجِزا والسلمَ عن يدِ صاغرٍ ويقضي وصدرُ الرّمحِ فيه قصيد يُقَرِّبُ قُرْباناً على وَجَلٍ فإنْ تَقَبّلْتَهُ مِنْ مِثْلِهِ فسِعيد أليسَ عجيباً أنْ دعاكَ إلى الوغى كما حَرّضَ الليثَ المُزَعْفَرَ سِيدُ ويا رُبّ منْ تُعلِيهِ وهو مُنافِسٌ وتُسْدي إليه العُرْفَ وهو كَنود فإنْ لم تكنْ إلاّ الغوايةُ وحدها فإنّ غِرارَ المَشرفيّ رَشيد كذا بكَ عَزمٌ للخطوبِ مُوكَّلٌ علهيم وسيفٌ للنفوس مُبيد إذا هَجروا الأوطانَ رَدّهُمُ إلى مصارِعِهِم أن ليس عنك مَحِيد وإنْ لم يكُنْ إلاّ الدّيارُ ورُعْتَهُمْ فتلكَ نَواويسٌ لهم ولُحُود ألا هل أتاهُمْ أنّ ثغرَكَ مُوصَدٌ وليسَ له إلاّ الرماحَ وصِيد وليسَ سواءً في طريقٍ لسالكٍ حُدورٌ إلى ما يبتغي وصُعُود وعزْمُكَ يلقى كلَّ عزْمٍ مُمَلَّكٍ كما يَتَلاقَى كائدٌ ومَكيد وفُلكك يلقى الفلكَ في اليمّ من علٍ كما يتَلاقَى سَيّدٌ ومَسود فليتَ أبا السبطين والتربُ دونَه يَرى كيف تُبْدي حكمَه وتُعيد ومَلْكَكَ ما ضمّتْ عليه تهائمٌ ومَلْكَكَ ما ضَمّتْ عليه نجود وأخذَكَ قسراً من بني الأصفر الّذي تذَبذَبَ كسرى عنه وهو عنيد إذاً لرأى يُمناك تخضِبُ سيفَهُ وأنتَ عن الدين الحنيفِ تَذود شهدتُ لقد أُوتيتَ جامعَ فضْلِهِ وأنتَ على علمي بذاكَ شَهيد ولو طُلِبَتْ في الغيثِ منكَ سجيّةٌ لقد عَزّ موجودٌ وعزّ وُجود إليك يفِرُّ المسلِمونَ بأسرِهِمْ وقد وُتِروا وتْراً وأنتَ مُقيد وإنّ أميرَ المؤمنينَ كعهدِهِمْ وعندَ أمير المؤمنينَ مزيد

No comments:

Post a Comment