https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Friday 20 October 2023

يونس بن محمد القسطلي

 يونس بن محمد القَسْطَلِّي (أبو الوليد)، شاعر أندلسي. من الكتّاب المصنّفين. رحل إلى المشرق، واستكتبه بعض الولاة. وهو من «قسطلة» إحدى قرى الجزيرة الخضراء. توفي في عام 576 هـ الوافق 1180






دَمُ كُلِّ مَن حارَبتُمُ مَطلولُ

وَدِيارُ مَن عادَ يتمُوهُ طُلولُ

لَكُمُ البَسيطَةُ أَرضُها وَمِياهُها

تَجري الجِيادُ وَيَسبَحُ الأُسطولُ

فَإِذا اِنتَحَيتُم في بِلادٍ وِجهَةً

قَرُبَ البَعيدُ وَضُمَّ مِنهُ الطولُ

نَزَلوا عَلى طَرَفِ البِلادِ وَما دَرَوا

أَنَّ النُّزُولَ عَنِ الحَياةِ نُزولُ

وَتَخَيَّلوا إِسلامَهُم لِغَوِيِّهِم

وَمِنَ الشَّقاوَةِ ذلِكَ التَّخييلُ

هَيهاتَ مِن دونِ الَّذي قَد أَمَّلوا

ضَربٌ كَما شُقَّ الرِّداءُ طَويلُ

وَسَحائِبٍ فيها السُّيوفُ بَوارِقٌ

وَالزَّجرُ رَعدٌ وَالخُيولُ سُيولُ

جَيشٌ يَجُرُّ مِنَ الحَديدِ مُلاءَةً

زَرقاءَ زِئبَرُها قَناً وَنُصولُ

وَكَأَنَّما بَينَ السَّماءِ وَبَينَها

لِلنَّقعِ سِجفٌ بِالظُّبى مَسدُولُ

جَيشٌ بِأَقصَى المَشرِقَينِ سَراتُهُ

وَلَهُ بِأَقصَى المَغرِبَينِ قَليلُ

ما بَينَ قائِمِ سَيفِهِ وَذُبابِهِ

نورٌ فِرِندُ الشَّمسِ مِنهُ يَجولُ

تَجري المَنايا وَالمُنى في سَيفِهِ

هذي تَصولُ بِحَيثُ تِلكَ تَسيلُ

وَمُذ خَيَّمتُ بِالخَضراءِ دارا

وَزَنتُ بِشِسعِ نَعلي تاجَ دارا

تَوَهَّمتُ السَّماءَ بِها مَحَلِّي

لأَنّي لِلنُّجومِ أَقَمتُ جارا

لإِخوانٍ إِذا فَكَّرتُ فيهِم

رَأَيتُ كِبارَ إِخواني صِغارا

كَأَنَّ اللَّهَ قَد سَبَكَ المَعالي

فَخَلَّصَ مَجدَهُم مِنها نُضارا

وَما قالوا لَها الخَضراءَ إِلا

لأَن كانَت لأَنجُمِهِم مَدارا

وَمَنزِلُنا بِأَزرَقَ كَوثَرِيٍّ

بِمَنزِلِ أَزرَقٍ ما إِن يُجارى

لَبِسنا لِلغَديرِ بِهِ دُروعاً

وَجَرَّدنا جَداوِلَهُ شِفارا

بِيَومٍ لَو يَكونُ أَبُو فِراسٍ

مُشاهِدَ أُنسِهِ نَسِيَ النَّوارا

وَلَيلٍ لَو رَمى الكُسَعِيُّ فيهِ

رَأَى مِن قَوسِهِ سِرّاً تَوارى

وَرَوضٍ راقَ مَنظَرُهُ وَإِلا

فَلِم خَلَعَ الحَمامُ بِهِ العِذارا

وَقامَ عَلى مَنابِرِهِ خَطيباً

فَحَرَّكَ لِلغُصونِ بِهِ حِوارا

وَطارَحَها فَأَصغَت سامِعاتٍ

وَهَزَّت مِن مَعاطِفِها حَيارى

فَإِن مَرَّ النَّسيمُ بِهِ عَليلاً

تَكَلَّفَتِ القِيامَ لَهُ سُكارى

وَطَودٍ لَو تُزاحِمُ مَنكِباهُ

نِظامَ النَّجمِ لانتَثَرَ اِنتِثارا

سَما فَتَشَوَّقَت زُهرُ الدَّراري

إِلَيهِ فَنَكَّسَ الرَأسَ اِحتِقارا

وَقَد شَمَخَ الوَقارُ بِهِ وَلَكِن

وَقارُ ذَويهِ عَلَّمَهُ الوَقارا

أولئِكَ مَعشَرٌ قَهَروا اللَّيالي

وَرَدُّوها لِحُكمِهِمِ اِضطِرارا

وَقامَ بِعبءِ مَجدِهِمُ اِضطِلاعاً

فَأَنجَدَ في العَلاءِ كَما أَغارا

أَبو عَمرِو بنِ حَسُّونَ الَّذي لا

تَشُقُّ النَّيِّراتُ لَهُ غُبارا

فَتىً في السِنِّ كَهلٌ في المَعالي

صَغيرٌ زَيَّفَ الناسَ الكِبارا

وَلا عَجَبٌ بِسُؤدَدِهِ صَغيراً

فَإِنَّ الخَيلَ أَنجَبَتِ المِهارا

وَإِنَّ السَّهمَ وَهوَ أَدَقُّ شَيءٍ

يَفوتُ الرُّمحَ سَبقاً وَاِبتِدارا







No comments:

Post a Comment