https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Friday 20 October 2023

ابن الحداد

  القيسي نويرة بكل قلبه، ولكنه على ما يبدو لم يستطع أن يقنعها أو يقنع أهلها بالزواج منه، بسبب اختلاف الدين.. وهذه معاناة اخرى انعكست في شعره وأثارت اهتماماً به كثيرا لان شوقه جعله يقول فيها أصدق الشعر وناتج عن معاناة وعن تجربة حقيقية. فيقول :

حديثك ما أحلى فزيدي وحـــدثي

عن الرشأ الفرد الجمــــــال المثلث

ولا تسأمي ذكـــراه فالذكر مؤنسي

وإن بعث الأشـــواق من كل مبعثِ

وأَقسَمَ بالإنجـــــــــــيل إني لمائنٌ

وناهيــــك دمعي من محقٍ مُحنّثِ

ولابد من قصي على القس قصتي

عســـــــاه مغيث المدنف المتغوث

فلم يأتهم عيسى بدين قســــــاوةٍ

فيقسو على مغنى ويلهو بمكـــرثِ

سيصبح سرّي كالصبــــــاح مشهراً

ويمسي حديثي عرضة المتحــدثِ

ويقول في حبها يشكو هواها ويشبهها :

والنفس فيكَ ثبار الحب طــــالبة

إن كانت العين تجني منك أنوارا

أخفي هـــــواك وأكني عنه نورية

وهل يلام عميـــدُ القلب إن وارى

يا مشبه الملك الجــــعدي تسمية

ومخجل القمــــــــر البدري أنوارا

ولعل المعاناة التي مرر بها وعاشها بسبب الاختلاف في الدين. حيث كان ذلك الخلاف من أهم أسباب ذلك العذاب الذي شعر به ولكنه لم يكن كل شيء.قربما كانت هي نفسها صعبة وغير متاحة.. وهذا ما أجج نار الحب في قلبه وشعره معاً.فيقول:

استودع الرحمن مستـودعي

شوقاً كمثل النار في أضـلعي

أترك من أهوي وأمضي كذا؟

والله ما أمضي وقـلبي معي

ولا نأى شخصك عن ناظـري

حيناً ولا نطــــقك عن قمعي

أو قـــــــــــوله :


هُمْ في ضميْرِكَ خَيَّمُوا أم قَوَّضُوا

ومِنَى جُفُوْنِكَ أَقْبَلُوا أم أَعْرَضُوا

وهُمُ رِضاكَ من الزَّمانِ وأَهْلِهِ

سَخِطُوا كما زَعَمَتْ وُشَاتُكَ أم رَضُوا

أَهْوَاهُمُ وإنِ استمرَّ قِلاَهُمُ

ومِنَ العجائبِ أنْ يُحَبَّ المُبْغَضُ

تَنْهَى النُّهَى عَنْهُمْ ويَأْمُرُنِي الهَوَى

والنَّفْسُ تُعْرِضُ والمُنَى تَتَعرَّضُ

وفُوَيْقَ ذاكَ الماءِ من شُهُب القَنَا

حَبَبٌ ومِنْ خُضْرِ الصَّوَارم عَرْمَضُ

والناسُ أَغْرِبَةٌ إذا قَايَسْتَهُمْ

وأخو المُصَافاةِ الغرابُ الأَبْيَضُ




إن المدامع والزفير قد أعلنا ما في الضمـــــيرْ

فعلام أخفي ظـــــــــاهراً سقمي عليَّ به ظهيرْ

هب لي الرضى من ساخطٍ قلبي بساحته أسيرْ


No comments:

Post a Comment