https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Friday 20 October 2023

عباس بن ناصح

 عباس بن ناصح الجزيري هو أبو العلاء عباس بن ناصح الجزيري الثقفي الأندلسي المصمودي.[1] كان من أهل العلم باللغة العربية من الشعراء المجودين، وكان منجب الولادة، ولي قضاء بلد الجزيرة مع شذونة، ووليه بعده ابنه عبد الوهاب بن عباس ثم ابنه محمد بن عبد الوهاب، وكلهم شعراء علماء أدباء ذوو شرف، ومنهم عباس بن عبد الرحمن ابن عباس بن ناصح، كان فقيهاً عالماً لغوياً حافظاً أدرك جده وأخذ عنه. وتوفي أبو العلاء عباس بن ناصح في أواخر أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم بعد 230 هـ.


قصة أبي نواس مع شاعر الأندلس 

كان عباس بن ناصح، الشاعر الأندلسي، لا يَقْدم من المشرق قادمٌ إلا سأله عمَّن نَجَمَ هناك في الشعر،

حتى أتاه رجل من التجار فأعلمه بظهور أبي نواس، وأنشده من شعره قصيدتين؛

إحداهما قوله: جَرَيْتُ مع الصِّبا طَلـْقَ الجُمُوحِ 

والثانية: أما ترى الشمس حَلـَّت الحَمَلا 

فقال عباس: هذا أشعرُ الجن والإنس. واللّه لا حبسني عنه حابس. 

فتجهَّز إلى المشرق. 

فلما حلَّ بغداد نزل منزِلة المسافرين،

ثم سأل عن منزل أبي نواس، فأُرشـِد إليه، فإذا بقصر على بابه الخـُدَّام. فدخل مع الداخلين،

ووجد أبا نواس جالسًا في مقعد نبيل، وحولَه أكثرُ متأدّبي بغداد، يجري بينهم التمثل والكلام في المعاني.

فسلّم عباس وجلس حيث انتهى به المجلس، وهو في هيئة السفر. 

فلما كاد المجلس ينقضي، قال له أبو نواس : مَن الرجل؟ 

قال: باغي أدب. 

قال: أهلاً وسهلاً. من أين تكون؟ 

قال: من المغرب الأقصى. وانتسب له إلى قرطبة. 

فقال له: أَتَرْوي من شعر أبي المخشيّ شيئًا؟ 

قال: نعم. 

قال: فانشِدني. 

فأنشده شعره في العمى. 

فقال أبو نواس: هذا الذي طَلَبَتْه الشعراء فَأَضَلَّتْه. أنشـِدني لأبي الأجرب. 

فأنشده. 

ثم قال: أنشدني لبكْر الكنانيّ. 

فأنشده. 

ثم قال أبو نواس: شاعر البلد اليوم عباسُ بن ناصح؟ 

قال عباس: نعم. 

قال: فأنشِدني له.

فأنشده: فَأَدْتُ القَريض ومَنْ ذا فَأَدْ 

فقال أبو نواس: أنت عباس؟ 

‍‍‍‍‍قال: نعم! 

فنهض أبو نواس إليه فاعتنقه إلى نفسه، وانحرف له عن مجلسه.

فقال له مَن حضَر المجلس: من أين عرفَته أصلحك اللّه؟ 

قال أبو نواس: إني تأمّلته عند إنشاده لغيره، فرأيته لا يُبالي ما حدث في الشعر من استحسان أو استقباح. 

فلما أنشدني لنفسه استَبَنْتُ عليه وَجْمَةً، فقلت: إنه صاحبُ الشِّعر! 

------------------------------------------------- 

من كتاب "طبقات النحويين واللغويين" للزُّبيدي الأندلسي

عباس بن ناصح الأندلسي

عَبَّاسُ بنُ نَاصِحٍ الأَندلسيُّ

ترجم له الإمام ابن ناصر الدين في كتابه إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك والذي صدر عن دار المقتبس في طبعته الأولى سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق الدكتور إبراهيم حمود إبراهيم،

فقال :

[اسمه: ] عَبَّاسُ بنُ نَاصِحٍ([1]) الأَندلسيُّ، لجَزِيريُّ([2]). ذَكرَهُ القاضي عياضٌ في رواة «الموطَّأِ» عن مالكٍ([3]).

 

*  *  *


([1])   قال ابن الفرضي في «تاريخ العلماء بالأندلس»: (1/340 ـ 341): الثقفي الشاعر من أهـل الجزيرة، يكنى أبا العلاءِ، رحـل بـه أبوه صغيراً فنشأ بمصر وتردد بالحجازِ طَالِباً للغة العَرب، ثم رحـل بـه أبـوه إلى العراق فلقي الأصمعي وغيره من علماء البصريين والكوفيين، وانصرف إلى الأندلس فكان لا يزال يستفهم عمَّن نَجَمَ بالمشرق من الشعراء، ولم يزل متردِّداً على الحكم بن هشام بالمديح، ويتعرضُ للخدمة فاستقضاه على شَذُونة والجزيرة.

ووُلّي القضاء بعـده ابنـه عبد الوهاب بـن عباس وكـان شاعراً، ثم ابـن ابنه محمـد بن عبد الوهاب بن عباس وكان شاعراً، فهم ثلاثة قضاة في نسق، وثلاثة شعراء في نسق.

وكان عباس من أهل العلم باللغة والعربية، وكان جزل الشعر، يسلكُ في أشعاره مسالك العرب القديمة، وكان له حظٌّ من الفقه والرواية ولم تُشْهَرْ عنه لغلبة الشعر عليه.

قال ابن سعيد المغربي في «المُـغرب في حلى المغرب» (1/324): ذكره أبو بكر الزبيدي في «كتاب طبقات العلماء» وقال: إنه كان منجباً في الولادة.

قال الصفدي في «الوافي بالوفيات» (16/368): توفي في أواخر أيام الأمير عبد الرحمن ابن الحكم بعد الثلاثين والمئتين.

            ينظـر في ترجمتـه: «تاريـخ العلماء بالأنـدلس»: (1/340 ـ 341)، «ترتيب المدارك» (1/108)، «المُـغرب في حلى المغرب»: (1/324)، «سير أعلام النبلاء»: (8/84).

([2])   الجزيرَةُ الخضْرَاءُ: مدينة مشهورة بالأندلس، وقبالتها من البر بلاد البربر سبتَه، وأعمالها متصلة بأعمال شذونة، وهي شرقي شذونة وقبلي قرطبة، وبين الجزيرة الخضراء وقرطبة (55) فرسخاً، وهي على نهر برباط ونهر لجأَ إليه أهل الأندلس في عام محْل، والنسبة إليها جزيري. وتقع اليوم في جنوب إسبانيا على مضيق جبل طارق على بعد (110)كلم من المغرب. ينظر: «معجم البلدان»: (2/136). الموسوعة التاريخية الجغرافية (1/304/ 311).

([3])   «ترتيب المدارك» (1/108)، وذكره في رواة «الموطأ» عن مالك: الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (8/84)، والسيوطي في «تنوير الحوالك» (1/11).

وذكره الرشيد العطار في الرواة عن مالك في «مجرد أسماء الرواة عن مالك» (ص217) برقم (969) وقال: وذكره ابن بشكوال أيضاً ـ أي في جملة الرواة عن مالك ـ.

No comments:

Post a Comment