https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Friday 20 October 2023

لسان الدين ابن الخطيب

 أَبُو عَبْدِ اَللَّهْ مُحَمَّدْ بْنْ عَبْدِ اَللَّهْ بْنْ سَعِيدْ بْنْ عَبْدِ اَللَّهْ بْنْ سَعِيدْ بْنْ عَلِي بْنْ أَحْمَدْ اَلسَّلْمَانِي اَلْخَطِيبِ المعروف بِلِسَانِ اَلدِّينِ اِبْنْ اَلْخَطِيبْ والمُلقب بـ ذُو اَلْوِزَارَتَيْنِ وَذُو اَلْعُمْرَيْنِ وَذُو اَلْمَيِّتِينَ،[2] (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة «جَادِكْ اَلْغَيْثُ» وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذُو اَلْوِزَارَتَيْنِ: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة.



وغيرها من المؤلفات التي تبلغ حوالي 60 مؤلف بين مطبوع ومخطوط ومفقود ومن أبياته الشهيرة:

[3]
جادك الغيث إذا الغيث همىيا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلمافي الكرى أو خلسة المختلس


مهامهعدل

وليّ مناصب سياسية عديدة وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف.

  • كان وزيراً لدى محمد الخامس ابن الأحمر سلطان غرناطة حيث التقيا عندما كان الأخير لاجئاً عند السلطان يعقوب ابن عبد الحق المرينى.
  • شارك في حملة المرينيين لاستعادة كل من غرناطة واشبيلية وأرسل إلى أبو يحيى الحفصي سلطان تونس يصف له انتصارات الحملة.
  • كان صديقاً مقرباً لعبد الرحمن بن خلدون وقام بالتوسط له لدى أبو عنان المريني سلطان فاس ليخرجه من السجن ثم قدمه لمحمد الخامس ابن الأحمر.


الديوان » العصر المملوكي » لسان الدين بن الخطيب » جادك الغيث إذا الغيث همى

عدد الابيات : 52

 طباعة

جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى

يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما

في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى

مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا

فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما

كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما

يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى

بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى

مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى

أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى

هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما

أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا

فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا

أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى

وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما

يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما

يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا

وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا

لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى

تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما

يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما

أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ

بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ

قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ

بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ

قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ

في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى

جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ

سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى

ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ

إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ

وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ

فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ

ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ

أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ

في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ

حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما

لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ

مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما

ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي

ما لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا

عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ

كانَ في اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا

قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ

جلَبَ الهمَّ لهُ والوَصَبا

فهْوَ للأشْجانِ في جُهْدٍ جَهيدْ

لاعِجٌ في أضْلُعي قدْ أُضْرِما

فهْيَ نارٌ في هَشيمِ اليَبَسِ

لمْ يدَعْ في مُهْجَتي إلا ذَما

كبَقاءِ الصُّبْحِ بعْدَ الغلَسِ

سلِّمي يا نفْسُ في حُكْمِ القَضا

واعْمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ

دعْكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قد مضى

بيْنَ عُتْبَى قدْ تقضّتْ وعِتابْ

واصْرِفِ القوْلَ الى المَوْلَى الرِّضى

فلَهُم التّوفيقُ في أمِّ الكِتابْ

الكَريمُ المُنْتَهَى والمُنْتَمَى

أسَدُ السّرْحِ وبدْرُ المجْلِسِ

ينْزِلُ النّصْرُ عليْهِ مثْلَما

ينْزِلُ الوحْيُ بروحِ القُدُسِ

مُصْطَفَى اللهِ سَميُّ المُصْطَفَى

الغَنيُّ باللّهِ عنْ كُلِّ أحَدِ

مَنْ إذا ما عقَدَ العهْد وَفَى

وإذا ما فتَحَ الخطْبَ عقَدْ

مِنْ بَني قيْسِ بْنِ سعْدٍ وكَفى

حيْثُ بيْتُ النّصْرِ مرْفوعُ العَمَدْ

حيث بيْتُ النّصْرِ محْميُّ الحِمَى

وجَنى الفَضْلَ زكيُّ المَغْرِسِ

والهَوى ظِلٌّ ظَليلٌ خيَّما

والنّدَى هبّ الى المُغْتَرَسِ

هاكَها يا سِبْطَ أنْصارِ العُلَى

والذي إنْ عثَرَ النّصْرُ أقالْ

عادَةٌ ألْبَسَها الحُسْنُ مُلا

تُبْهِرُ العيْنَ جَلاءً وصِقالْ

عارَضَتْ لفْظاً ومعْنىً وحُلا

قوْلَ مَنْ أنطَقَهُ الحُبُّ فَقالْ

هلْ دَرَى ظبْيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى

قلْبَ صبٍّ حلّهُ عنْ مَكْنِسِ

فهْوَ في خَفْقِ وحَرٍّ مثلَما

ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ



No comments:

Post a Comment