https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Tuesday 17 October 2023

الأعلم الشنتمري

أَبُو اَلْحَجَّاجْ يُوسُفْ بْنْ سُلَيْمَانْ بْنْ عِيسَى اَلشِّنْتَمْرِي اَلْأَنْدَلُسِيَّ اَلمعروف بِالْأَعْلَمِ (410 هـ - 476 هـ = 1019 - 1084 م)، عالم بالأدب واللغة. ولد في شنْتَمَرِيّة الغرب ورحل إلى قرطبة. كف بصره في آخر عمره ومات في إشبيلية. كان مشقوق الشفة العليا، فاشتهر بالأعلم. من كتبه: شرح الشعراء الستة. تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب. كتاب الحماسة. شرح أبيات كتاب الجمل. ولد في شنْتَمَرِيّة الغرب، وهي مدينة في غرب الأندلس تقع على البحر بين شِلْب وإشبيلية في المنطقة الجنوبية من البرتغال. لمّا بلغ الأعلم الثالثة والعشرين من عمره رحل إلى قرطبة، وأقام بها مدةً تلقى فيها العلم على أكابر علمائها، ومنهم مسلم بن أحمد الأديب ، وابن الإفليلي، وأبو سهل يونس بن أحمد الحرّاني. ثم رحل إلى شِلْب ودرَّس فيها، وممن درس عليه الوزير محمد بن عمّار المهري الشِّلْبي وهو صغير. ثم غادرها إلى إشبيلية قبل سنة 440 هـ، وهو تاريخ تأليف كتابه «النكت» فيها، وأقام في كنف صاحبها المعتضد باللّه أبي عمرو عبّاد بن محمد اللخمي، ودرَّس ولد المعتضد وولد المعتمد على اللّه بن المعتضد من بعده. وبإشبيلية أَلَّف كتبه أو أكثرها، وكُفَّ بصره في آخر عمره، وتوفي بها. كان الأعلم إماماً من أئمة النحو في عصره، وكان عالماً باللغة، واسعَ الحفظ للأشعار ومعانيها، جيّد الضبط لها، مشهوراً بمعرفتها وإتقانها. روى عن شيوخه أمهات كتب النحو واللغة والأدب ودواوين الشعر. ومنها كتاب سيبويه، وأبنية كتاب سيبويه للزبيدي، والكامل للمبرّد، كما روى دواوين طائفة من الشعراء منهم: أبو تمام والحطيئة والسُّلَيك والأسود بن يعفر وزيد الخيل وحاتم الطائي وطفيل الغنوي وابن أحمر والمتنبي، وأشعار الشعراء الستة الجاهليين. وإليه كانت الرحلة في طلب العلم في عصره. فأخذ عنه خلق كثير نهلوا من علومه التي برع فيها واشتهر بإتقانه لها وتمكُّنه فيها. ومن تلامذته: أبو علي الحسن بن محمد الغسّاني، وأبو بكر محمد بن سليمان الكَلاعيّ المعروف بابن القصيرة ، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة، وعلي بن عبد الرحمن التنوخي المعروف بابن الأخضر، وأبو بكر محمد بن عبد المجيد بن عبدون وغيرهم. الوفاة توفي الشنتمري عام 476 هـ الموافق 1084 م، قال ابن شريح: «مات أبي في شوال سنة ست وسبعين فأعلمت به أبا الحجاج الأعلم. وكان كالأخوين، فانتحب بالبكاء، وقال: لا أعيش بعده إلا شهرا . قال: فكان كذلك». انظر أيضًا

ابن وهبون

عبد الجليل بن وهبون، الملقب بالدمعة المرسي، أبو محمد. أحد الشعراء الأدباء الفحول المجيدين في الأندلس، قال ابن بسام في ترجمته: شمس الزمان وبدره، وسر الإحسان وجهره، ومستودع البيان ومستقره، أحد من أفرغ في وقتنا فنون المقال في قوالب السحر الحلال، وقيد شوارد الألباب بأرق ملح العتاب. شاعر المعتمد بن عباد، كان صاحباً لابن عمار. مات قتيلاً على يد بعض جند النصارى، وهو في طريقه من لورقة إلى مرسية. وكان ابن خفاجة في صحبته فروى قصة مقتله. وفاته: مات ابن وهبون قتيلًا على يد بعض جند النصارى، وهو في طريقه من لورقة إلى مرسية. الديوان » العصر الأندلسي » ابن وهبون » ألم تر للجزيرة ألم تر للجزيرة كيف أوفى عليها مثل ما انعطف السوار أعد بها على شاطيه دستاً ومد يداً إليك بها يشار فإن تقبل تحيته فأجدر فربما تواصلت البحار تحيط كما يحيط بها ولكن لسمط الدر في العنق افتخار أطَلتُ في الدهر تصعيدي وتصويبي ودهرُ ذي اللّب مضمارُ التجاريبِ وربَّ أخرقَ لا يُهدَى إلى فمِهِ أصابَ غرَّةَ مأمولٍ ومرغوب وآفتي أدبٌ بادٍ فضيلتُهُ من حيثُ يشفعُ لي قد صار يغري بي كفى من اللحظ أني لا أنافسُ في حظٍ وَمَخبُرتي تكفي وتجريبي وقد أرى صوراً في الناسِ ماثلةً أشيمها بين تحقيق وتكذيب لما ملأتُ يدي منهم لأخبرهم نفضتُ كفّي بأشباهِ اليعاسيب بيضٌ وجوههمُ سودق ضمائرهم فما حَصَلتُ على عُربٍ ولا نوب الصدقُ أولى بمن يُبدي ضغينَتَهُ لا تجعلِ الصدقَ في نعت الأصاحيب زعموا الغزال حكاه قلت لهم نعم في صده عن عاشقيه وهجره قالوا الهلال شبيهه فأجبتهم إن كان قيس إلى قلامة ظفره وكذا يقولون المدام كريقه يا رب لا علموا مذاقة ثغره وقفت بحيث تلحظك العوالي وهنّ الى مواردها هيام ولم يثبت من الأشياع إلا شقيقك وهو صارمك الحسام يمان في يدي ماض يمان فلا نابي الغرار ولا كهام ولم يحملك طرفك بل فؤاد تعوّد أن يخاض به الحمام ثبتّ به ثبات القطب لمّا أدار رحاه خطب لا يرام وعادتك الطعام فإن يخرّوا جوادك بالطعان فما يلام دعا للحرب كل سليل حرب يخلِّفه عن الهيجا نظام تعرّق لحمه واخضرّ جلداً فهبّ مع الحسام به حسام وجاء بعَظْلمِ الصحراء لوناً ولكن ثبْتُ مفرقه ثغام فلم يثن القنا ما بيّتوه وتحت النّوم بأس لا ينام مضوا في أمرهم سحراً ودارت بما عقدوا من الحلف المدام فردّوها على الشّفرات بيضاً وحدّد في تعاطيها النّدام وما أخذتهم الأسياف لكن صواعق لا يبوح لها ضرام إذا ما برقة برقت عليهم فإن القطر أعضاد وهام ستسألك النّساء ولا رجال فحدّث ما وراءك يا عصام وراقبها بأرضك طالعات كما يهدي صواعقها الغمام جياد تستفيد الفتح منها ويفرق في مسارحه النّعام أقمت لدى الوغى سوقاً فخذها مناجزة وهوّن ما تسام فإن شئت اللجين فثم سام وإن شئت النظار فثمّ حام سيعبد بعدها الظلماء لما أبيح له بجانبها اكتتام نضا أدراعه واجتاب ليلاً يودّ لو انّه في الطول عام وليس لو انّ الأيم السلاح ولكن في ضمائره احتدام

ابن هاني الأصغر

ابن هانئ الأصغر هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مفضل الأزدي، نسبةً إلى أزد وهي قبيلة عربية كبيرة تنتمي لكهلان من سبأ القحطانية؛ وهو من نسل ابن هانئ الشاعر المشهور وأحد أحفاده. وهو شاعر مجيد، سقط من ذاكرة الشعر الأندلسي لأنه هاجر إلى مصر صغيراً، وكاد يُنسى تماماً لولا أن العماد الأصفهاني احتفظ بقدر لا بأس به من شعره في «خريدة القصر» وأدرجه في القسم الذي أفرده لشعراء مصر. وقد جمع له ما يقرب من 500 بيت. مراجع

ابن هاني

ابن هانئ الأندلسي (المتوفي عام 362هـ) شاعر أندلسي لُقب بمتنبي الغرب ولد أبو القاسم محمد بن هانئ بن سعدون الذي يتصل نسبه بحاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، في إشبيلية. كان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بإفريقية، ثم تركها وانتقل إلى الأندلس حيث ولد محمد في إشبيلية. نشأ ابن هانئ بإشبيلية، وتعلم بها الشعر والأدب، واتصل بحاكم إشبيلية وحظي عنده، ثم اتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤوا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه الحاكم بالغيبة. فترك إشبيلية وعمره 27 عامًا، فرحل إلى المغرب ومدح جوهر الصقلي، ثم ارتحل إلى الزاب إلى جعفر ويحيى ابني علي فأكرماه، ونمي خبره إلى المعز أبي تميم معدّ بن منصور الفاطمي فطلبه منهما، فلما انتهى إليه وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، فبالغ ابن هانئ في مدحه. ولما رحل المعز إلى مصر، طلب منه مرافقته، فاستئذنه العودة إلى المغرب لأخذ عياله. وفي الطريق إلى مصر، قُتل ابن هانيء في برقة في 23 رجب 362 هـ، ولما وصل خبر وفاته للمعزّ وهو بمصر تأسف عليه وقال: «هذا الرجل، كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق، فلم يُقدّر علينا ذلك.» قيل فيه: إن تكن فارسا فكن كعلي أو تكن شاعرا فكن كابن هاني كل من بدَعِيّ بما ليس فيه كذّبته شواهدُ الامتحان شعره قال في مدح المعز لدين الله العديد من القصائد، منها قصيدة مطلعها: هل كان ضَمّخَ بالعبير الرَيْحَا مزنٌ يهزّ البرقُ فيه صفيحا يهدي تحيات القلوب وإنما يهدي بهنّ الوجد والتبريحا شرقتْ بماء الورد بلّلَ حبيبها فأتت ترقرقهُ دمًا منضوحا أنفاسُ طيبٍ بِتْنَ في درعي وقد بات الخيال وراءهنّ طليحا وقال أيضا في مدح المعزّ قصيدة مطلعها: أرياك أم نشرٌ من المسك ضائكُ ولحظك أم عضبُ الغرارين باتكُ وإعطافُ نشوى أم قوامٌ مهفهف تأوّد غصنٌ فيه وارتجّ عاتكُ وما شقّ جيبَ الحسن إلا ّشقائق بخدّيك مفتوكٌ بهنّ فواتك وقال في مدح جعفر بن علي، الذي كان يتوجّع من علّة عرضت له، قصيدة مطلعها: يا خَيْر ملتحفٍ بالمجد والكرم وأفضل الناس من عُرْبٍ ومن عجمِ يا ابن السدى والندى والمعلوات معًا والحلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَمِ لو كنتُ أُعطى المُنَى فيما أوْمَلُهُ حملتُ عنك الذي حُمّلْتَ من ألمِ وكنتُ اعتدّهُ يدًا ظفِرْتُ بها من الأيادي وقسمًا أوفرَ القِسَمِ حتى تروح معافَى الجسمِ سالمهُ وتستبلَّ إلى العلياءِ والكرَمِ الديوان » العصر العباسي » ابن هانئ الأندلسي » صدق الفناء وكذب العمر عدد الابيات : 61 طباعة صَدَقَ الفَناءُ وكذَبَ العُمُرُ وجَل العِظاتُ وبالغَ النُّذُرُ إنَا وفي آمَالِ أنفُسِنَا طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ لنرى بأعيُننَا مصارعَنا لو كانتِ الألْبابُ تعتبِرُ ممّا دَهانَا أنّ حاضِرَنَا أجفانُنَا والغائِبَ الفِكَرُ فإذا تَدَبَّرْنَا جَوارِحَنا فأَكَلُّهُنَّ العينُ والنّظَر لو كانَ للألباب مُمتحِنٌ ما عُدَّ منها السمعُ والبَصَرُ أيُّ الحيَاةِ ألذُّ عِيشتَها من بعد علمي أنّني بَشَر خَرِسَتْ لَعَمْرُ اللّهِ ألسُنُنَا لمّا تَكَلّمَ فوقَنا القَدَرُ هل يَنفعَنّي عِزُّ ذي يَمنٍ وحُجُولُه واليُمْنُ والغُرَر ومَقاليَ المحمولُ شاردُهُ ولسانيَ الصَّمصامةُ الذكَر ها إنّها كأسٌ بَشعِتُ بهَا لا مَلجَأٌ منْها ولا وَزَر أفنتركُ الأيّامَ تفعلُ مَا شاءَت ولا نَسطو فَنَنْتَصِر هَلاّ بأيْدِينَا أسِنَّتُنَا في حين نُقْدِمُها فتَشْتَجِر فانبِذْ وشيجاً وارمِ ذا شُطَبٍ لا البيَضُ نافعةٌ ولا السُّمُر دنيا تُجمِّعُنا وأنْفُسُنا شَذَرٌ على أحكامِها مَذَر لو لم تُرِبْنا نابُ حادثها إنّا نَراها كيفَ تأتَمِر ما الدَّهرُ إلاّ ما تُحاذِرُهُ هَفَوَاتُهُ وهَناتُه الكُبَر واللّيْثُ لبدَتُه وساعِدُهُ ودَرِيَّتَاهُ النّابُ والظُّفُر في كلِّ يَوْمٍ تحتَ كَلكَلِهِ تِرَةٌ جُبارٌ أوْ دَمٌ هَدَرُ وهوَ المَخوفُ بَناتُ سَطوَتِه لوْ كانَ يَعفوُ حينَ يَقْتَدِرُ أقسَمْتُ لا يبقَى صَباحُ غَدٍ مُتَبَلِّجٌ وأحَمُّ مُعتكِرُ تَفنى النُّجومُ الزُّهرُ طالعةً والنَّيِّرانِ الشّمسُ والقَمَرُ ولئِنْ تَبَدّتْ في مَطالعِهِا مَنُظومَةً فلَسَوْفَ تَنتثرُ ولئن سرى الفلك المدار بها فلسوف يسلمها وينفطر أعَقيلةَ الملِكِ المُشَيِّعِها هذا الثَّناءُ وهِذه الزُّمَرُ شَهِدَ الغَمامُ وإن سقاكِ حَياً أن الغمام إليك مفتقر كم من يدٍ لك غير واحدة لا الدَّمعُ يكفُرُها ولا المَطَرُ ولقد نزَلْتِ بَنيَّةً علمتْ ما قد طَوَتْهُ فَهْيَ تَفتَخرُ تَغدو علَيها الشّمسُ بازِغَةً فتَحِجُّ ناسِكَةً وتَعتَمِرُ وتكادُ تذهَلُ عن مَطالِعها مما تراوحها وتبتكر فقفوا تضرج ثم أنفسنا لا الصّافناتُ الجُردُ والعَكَرُ سَفَحَتْ دِماءُ الدّارِعينَ بها حتى كأنّ جُفونَهم ثُغَرُ الهاتكِينَ بها الضُّلوعَ إذا ما رَجّعوا الذّكرَاتِ أو زَفَروا راحوا وقد نَضجتْ جوانحُهم فيها قُلُوبَهُمُ وما شَعروا وحَنَوا على جَمرٍ ضُلُوعَهمُ فكأنّما أنفاسُهُمْ شَرَرُ ويَكادُ فُولاذُ الحَديدِ معَ ال مُهَجاتِ والعَبَراتِ يَبتَدِرُ فكأنّما نامَتْ سُيوفُهُمُ واستَيقَظَتْ من بعدِ ما وُتِرُوا فتَقطّعتْ أغمادُها قِطَعاً وأتَتْ إلَيهِمْ وهيَ تَعتَذِرُ لم يَخلُ مَطلَعُها ولا أفَلَتْ وبنو أبيها الأنجُمُ الزُّهُرُ وبنَو عليٍّ لا يُقالُ لهم صَبراً وهم أُسدُ الوَغى الضُّبُرُ إنّ التي أخلَتْ عَرينَهُمُ أضحَت بحيثُ الضّيغَمُ الهَصِر من ذَلّلَ الدنيا ووطّدَهَا حتى تلاقَى الشّاءُ والنَّمِر بلغتْ مراداً من فدائِهِمُ والأمُّ في الأبناء تُعتَقَر تأتي الليالي دونَها ولها في العُقْر مجدٌ ليس يَنعقر أبقَتْ حديثاً من مآثِرِهَا يَبقى وتَنْفَد قبلَه الصُّوَر فإذا سَمعتَ بذِكرِ سُودَدِهَا ليلاً أتاكَ الفجرُ يَنفجر ولقد تكون ومن بدائعِها حِكَمٌ ومن أيّامِها سِيَر إنّا لَنُؤتَى من تَجارِبِهَا عِلماً بما نأتي وما نَذَر قسمَتْ على ابنَيْها مكارمَها إنّ التراثَ المجْدُ لا البِدَر حتى تولّتْ غيرَ عاتِبةٍ لم يَبقَ في الدنيا لها وَطَر من بعدِ ما ضُرِبَتْ بها مَثَلاً قَحطانُ واستحيَتْ لها مُضَر وإذا صَحِبْتَ العيشَ أوّلُهُ صَفْوٌ فَهَيْنٌ بعده كَدر وإذا انتَهَيتَ إلى مدَى أملٍ دَرْكاً فيومٌ واحدٌ عُمُر ولَخَيرُ عيشٍ أنتَ لابِسُهُ عيشٌ جنى ثمراتِهِ الكِبَر ولكُلِّ سابِقِ حلبةٍ أمَدٌ ولكلِّ واردِ نهلَةٍ صَدَر وحُدودُ تعميرِ المعمَّرِ أن يسمو صُعوداً ثمّ ينحَدِر والسيْفُ يبلى وهو صاعقةٌ وتُنالُ منه الهامُ والقَصَر والمرءُ كالظلِّ المديدِ ضُحىً والفَيْءُ يَحسِرُهُ فينحسر ولقد حلبْتُ الدّهرَ أشطُرَهُ فالأعذَبانِ الصّابُ والصَّبِر غَرَضٌ تَراماني الخُطوبُ فَذا قوسٌ وذا سَهْمٌ وذا وَتَر فجزِعتُ حتى ليسَ بي جَزَعٌ وحَذِرتُ حتى ليس بي حَذَر الديوان » العصر العباسي » ابن هانئ الأندلسي » ألا طرقتنا والنجوم ركود عدد الابيات : 96 طباعة ألا طَرَقَتْنا والنّجُومُ رُكودُ وفي الحَيّ أيْقاظٌ ونحنُ هُجُودُ وقد أعجَلَ الفَجرُ المُلَمَّعُ خَطَوها وفي أُخْرَياتِ اللّيلِ منْهُ عَمودُ سرَتْ عاطلاً غضْبَى على الدُّرّ وحده فلَم يدرِ نحرٌ ما دَهاه وجِيدُ فَما برِحتْ إلاّ ومن سِلكِ أدْمُعي قَلائِدُ في لَبّاتِها وعُقُودُ وما مُغزِلٌ أدْماءُ دانٍ بَريرُها تَرَبَّعُ أيْكاً ناعِماً وتَرُودُ بأحْسَنَ منها حِينَ نَصّتْ سَوالِفاً تَرُوغُ إلى أتْرابِها وتَحِيدُ ألَمْ يأتِها أنّا كَبُرْنا عنِ الصِّبَى وأنّا بَلينا والزّمانُ جَديدُ فلَيتَ مَشيباً لا يزالُ ولم أقُلْ بكاظمَةٍ ليتَ الشّبابَ يَعودُ ولم أرَ مثلي ما له من تجلُّدٍ ولا كجفوني ما لهنّ جُمودُ ولا كالليالي ما لَهُنّ مواثِقٌ ولا كالغواني ما لَهُنّ عُهُود ولا كالمُعِزّ ابْنِ النبيّ خليفةً له اللّهُ بالفضلِ المبينِ شَهِيد وما لسماءٍ أن تُعَدّ نجومُها إذا عُدّ آباءٌ لهُ وجُدود فأسيافُهُ تلك العواري نصولُها إلى اليوم لم تُعْرَفْ لهُنّ غُمود ومِنْ خَيْلِهِ تلك الجوافِلُ إنّهَا إلى الآن لم تُحْطَطْ لهُنّ لُبود فيا أيها الشّانِيهِ خَلْفَكَ صادياً فإنّكَ عن ذاك المَعِينِ مَذود لغيرِكَ سُقيا الماء وهو مُرَوَّقٌ وغيرِك رفُّ الظلّ وهو مَديد نجاةٌ ولكنْ أينَ منكَ مَرامُها وحوضٌ ولكن أين منكَ ورود إمَامٌ لهُ ممّا جهِلتَ حقيقةٌ وليس لهُ مما علمتَ نَديد من الخطَلِ المعدودِ أن قيلَ ماجِدٌ ومادِحُهُ المُثْني عليه مَجِيد وهل جائزٌ فيهِ عَمِيدٌ سَمَيْذَعٌ وسائلُهُ ضَخْمُ الدّسيعِ عَمِيد مدائحُهُ عن كلّ هذا بمَعْزَلٍ من القولِ إلاّ ما أخَلّ نشيد ومَعلومُها في كلّ نفسٍ جِبِلّةٌ بها يَسْتهلّ الطفلُ وهو وليد أغيرَ الذي قد خُطّ في اللوح أبتغي مديحاً لهُ إنّي إذاً لَعَنُود وهل يستوي وحيٌ من اللّه مُنزَلٌ وقافيةٌ في الغابرينَ شَرُود ولكن رأيتُ الشعرَ سُنّةَ مَن خَلا له رَجَزٌ ما ينقضي وقصيد شكرْتُ وِداداً أنّ منكَ سَجيّةً تَقَبّلُ شُكرَ العبدِ وهو وَدود فإنْ يكُ تقصيرٌ فمني وإنْ أقُلْ سَداداً فمرْمَى القائلين سديد وإنّ الذي سَمّاكَ خيرَ خليفَةٍ لَمُجري القضاءِ الحتمَ حيث تريد لكَ البَرُّ والبحرُ العظيمُ عُبابُهُ فسِيّانِ أغمارٌ تُخاضُ وبِيد أمَا والجواري المنشَآتِ التي سَرت لقد ظاهَرَتْها عُدّةٌ وعَديد قِبابٌ كما تُزْجَى القبابُ على المَها ولكنّ مَنْ ضَمّتْ عليه أُسود وللّهِ ممّا لا يرون كتائبٌ مُسَوَّمَةٌ تَحْدُو بهَا وجنُود أطاعَ لها أنّ الملائكَ خلفَها كما وقَفَتْ خلْفَ الصّفوفِ ردود وأنّ الرّياحَ الذارياتِ كتائبٌ وأنّ النجومَ الطّالعاتِ سُعود وما راعَ مَلْكَ الرّوم إلاّ اطّلاعُها تُنَشَّرُ أعْلامٌ لها وبنُود عَلَيْها غَمامٌ مُكْفَهِرٌّ صَبيرُه لهُ بارقاتٌ جَمّةٌ ورُعود مَواخرُ في طامي العُباب كأنّهُ لعَزْمكَ بأسٌ أو لكفّك جود أنافَتْ بها أعلامُها وسَما لها بناءٌ على غيرِ العَراء مَشيد وليسَ بأعلى كبْكَبٍ وهو شاهقٌ وليس من الصُّفّاحِ وهو صَلود من الرّاسياتِ الشُّمّ لولا انتقالُها فمنها قِنَانٌ شُمَّخٌ ورُيود من الطّيرِ إلاّ أنّهُنّ جَوارِحٌ فليسَ لها إلاّ النفوسُ مَصيد من القادحاتِ النّارَ تُضْرَمُ للطُّلى فليس لها يومَ اللّقاء خُمود إذا زَفَرَتْ غَيظاً ترَامَتْ بمارجٍ كما شُبّ من نَارِ الجحيمِ وقُود فأنفاسُهُنّ الحامياتُ صَواعقٌ وأفواهُهُنّ الزافراتُ حَديد تُشَبُّ لآلِ الجاثليقِ سَعيرُهَا وما هيَ منْ آل الطريدِ بعيد لها شُعَلٌ فوقَ الغِمارِ كأنّها دِماءٌ تَلَقّتْها ملاحفُ سود تُعانِقُ موجَ البحرِ حتى كأنّهُ سَليطٌ لها فيه الذُّبالُ عَتيد ترى الماءَ منْها وهو قانٍ عُبابُهُ كما باشَرَتْ رَدْعَ الخَلوق جُلود وغيرُ المذاكي نَجْرُها غيرَ أنّهَا مُسوَّمَةٌ تحتَ الفوارسِ قُود فليس لها إلاّ الرّياحَ أعِنّةٌ وليسَ لها إلاّ الحَبابَ كَديد ترى كلَّ قَوداءِ التليلِ كما انثنَتْ سَوالِفُ غِيدٌ للمَها وقُدود رحيبةُ مَدّ الباعِ وهي نَتيجةٌ بغيرِ شَوىً عذراءُ وهيَ وَلود تكبّرْنَ عن نَقْعٍ يُثارُ كأنّها مَوالٍ وجُردُ الصافِناتِ عبيد لها من شُفوفِ العبقريّ ملابِسٌ مُفوَّفَةٌ فيها النُّضارُ جَسيد كما اشتملتْ فوق الأرائكِ خُرَّدٌ أوِ التَفَعَتْ فوقَ المنابرِ صِيد لَبوسٌ تكفُّ الموجَ وهو غُطامِطٌ وتَدْرَأُ بأسَ اليَمّ وهو شديد فمنها دُروعٌ فوقها وجَواشنٌ ومنها خفاتينٌ لها وبُرود ألا في سبيلِ اللّهِ تَبْذُلُ كلَّ مَا تَضِنُّ به الأنواءُ وهْيَ جُمود فلا غَرْوَ أنْ أعزَزْتَ دينَ محمّدٍ فأنْتَ لهُ دونَ الأنامِ عقيد وباسمِكَ تدعوهُ الأعادي فإنْهُمْ يُقِرّونَ حَتْماً والمُرادُ جُحود غَضِبتَ له أن ثُلّ بالشامِ عرشُهُ وعادَكَ من ذكر العواصم عِيد فبِتَّ له دونَ الأنام مُسَهَّداً ونامَ طَليقٌ خائنٌ وطريد برَغْمِهِمُ أن أيّدَ الحَقَّ أهلُهُ وأن باءَ بالفعلِ الحميدِ حميد فللوحْي منهمْ جاحِدٌ ومكذِّبٌ وللدينِ منهُمْ كاشِحٌ وعَنود وما سرّهم ما ساءَ أبناءَ قَيصرٍ وتلك تِراتٌ لم تزَلْ وحُقود هُمُ بَعُدُوا عنهم على قُرْبِ دارِهم وجَحْفَلُكَ الدّاني وأنتَ بَعيد وقلتُ أناسٍ ذا الدمستقُ شكرَهُ إذا جاءهُ بالعفْوِ منكَ بَريد وتقبيلَهُ التُّربَ الذي فوقَ خدّهِ إلى ذِفْرَيَيْهِ من ثَراه صَعيد تُناجيكَ عنه الكُتْبُ وهي ضراعَةٌ ويأتيك عنه القولُ وهو سُجود إذا أنكرتْ فيها التراجِمُ لفظَهُ فأدمُعُهُ بينَ السّطورِ شُهود لياليَ تَقفو الرُّسْلَ رُسْلٌ خواضعٌ ويأتيكَ من بعد الوفود وفود وما دَلَفَتْ إلاّ الهُمومُ وراءَهُ وإنْ قال قومٌ إنّهُنّ حُشود ولكن رأى ذُلاًّ فهانَتْ مَنِيّةٌ وجَرّبَ خُطباناً فلَذّ هَبيد وعرّضَ يَسْتجدي الحِمامَ لنفسِهِ وبعضُ حِمامِ المُستريح خُلود فإنْ هَزّ أسيافَ الهِرَقْلِ فإنّهَا إذا شِئْتَ أغلالٌ له وقيودُ أفي النومِ يستامُ الوغى ويشُبُّهَا ففيمَ إذاً يلقَى القَنا فيحيد ويُعْطي الجِزا والسلمَ عن يدِ صاغرٍ ويقضي وصدرُ الرّمحِ فيه قصيد يُقَرِّبُ قُرْباناً على وَجَلٍ فإنْ تَقَبّلْتَهُ مِنْ مِثْلِهِ فسِعيد أليسَ عجيباً أنْ دعاكَ إلى الوغى كما حَرّضَ الليثَ المُزَعْفَرَ سِيدُ ويا رُبّ منْ تُعلِيهِ وهو مُنافِسٌ وتُسْدي إليه العُرْفَ وهو كَنود فإنْ لم تكنْ إلاّ الغوايةُ وحدها فإنّ غِرارَ المَشرفيّ رَشيد كذا بكَ عَزمٌ للخطوبِ مُوكَّلٌ علهيم وسيفٌ للنفوس مُبيد إذا هَجروا الأوطانَ رَدّهُمُ إلى مصارِعِهِم أن ليس عنك مَحِيد وإنْ لم يكُنْ إلاّ الدّيارُ ورُعْتَهُمْ فتلكَ نَواويسٌ لهم ولُحُود ألا هل أتاهُمْ أنّ ثغرَكَ مُوصَدٌ وليسَ له إلاّ الرماحَ وصِيد وليسَ سواءً في طريقٍ لسالكٍ حُدورٌ إلى ما يبتغي وصُعُود وعزْمُكَ يلقى كلَّ عزْمٍ مُمَلَّكٍ كما يَتَلاقَى كائدٌ ومَكيد وفُلكك يلقى الفلكَ في اليمّ من علٍ كما يتَلاقَى سَيّدٌ ومَسود فليتَ أبا السبطين والتربُ دونَه يَرى كيف تُبْدي حكمَه وتُعيد ومَلْكَكَ ما ضمّتْ عليه تهائمٌ ومَلْكَكَ ما ضَمّتْ عليه نجود وأخذَكَ قسراً من بني الأصفر الّذي تذَبذَبَ كسرى عنه وهو عنيد إذاً لرأى يُمناك تخضِبُ سيفَهُ وأنتَ عن الدين الحنيفِ تَذود شهدتُ لقد أُوتيتَ جامعَ فضْلِهِ وأنتَ على علمي بذاكَ شَهيد ولو طُلِبَتْ في الغيثِ منكَ سجيّةٌ لقد عَزّ موجودٌ وعزّ وُجود إليك يفِرُّ المسلِمونَ بأسرِهِمْ وقد وُتِروا وتْراً وأنتَ مُقيد وإنّ أميرَ المؤمنينَ كعهدِهِمْ وعندَ أمير المؤمنينَ مزيد

ابن نغريلة

شموئيل اللاوي بن يوسف الناجيد (بالعبرية: שמואל הלוי בן יוסף הנגיד) وعرف بالعربية باسم إسماعيل بن النغريلة (ولد في 993م، توفي بعد 1056م) هو عالم تلمودي ونحوي ولغوي وعسكري وسياسي وراعي للفنون والعلوم وشاعر يهودي أندلسي. كان كبير وزراء طائفة غرناطة ومن قادة جيوشها. ويعتبر صاحب أكبر مكتبة شخصية في الأندلس. ولد في ماردة، وكان يدعي أنه ينتسب للنبي داود. تلقى تعليمه في مدينة قرطبة، حيث درس الشريعة اليهودية على يدي "حنوخ بن موسى والعبرية على يد النحوي يحيى بن حيوج الفاسي، وأصبح عالما تلموديا يجيد اللغتين العبرية والعربية. كما تمكـن وبرع في الأدب العبري والعربي، وأصبح قادراً على نظم الشعر باللغتين، كما اهتم بعلم الفلك والهندسة والمنطق، وقرأ القرآن وعدداً من كتب الفقه الإسلامي، وبعض دراسات النصارى عن الإنجيل. بدأ حياته المهنية كتاجر في قرطبة. وبعد اندلاع فتنة الأندلس سنة 1009م طال مدينة قرطبة التخريب بعد حصار سنة 1013م، خلال الصراع الذي جرى بين محمد المهدي بالله وسليمان المستعين بالله. فترك ابن نغريلة قرطبة وتوجه لملقة وفتح حانوت للتوابل. تزوج ابنة العالم التلمودي الكبير نسيم بن يعقوب المقيم في القيروان. الوزارة التحق ببلاط طائفة غرناطة من بني زيري، حيث عَمل بجمع الضرائب، ثم عيّن كاتباً ومساعداً عند الوزير أبي العباس. وفي عام 410 هـ 1020م أصبح ابن النغريلة من وزراء حبوس بن ماكسن. كما عُين رئيس أركان الجيش ، وقاد عدة معارك ومناوشات ضد مملكة بنو عباد الإشبيلية. وفي عام 1027 أطلق عليه الكنية العبرية «نجّيد» بالمعنى رئيس يهود الأندلس. بعد وفاة الملك حبوس عام 1037م خلفه ابنه باديس بن حبوس ، بدلاَ من ابنه الآخر بلّغين، وتم ذلك بمساعدة ابن النرغيلة. فكافأه الملك الجديد وقرَّبه منه وعيَّنه وزيراً له وأصبح من أهم الشخصيات في المملكة، بل المسير الفعلي لشؤون الدولة. توفي إسماعيل ابن النغريلة عام 1056 لأسباب طبيعية، فعيّن الملك باديس ابنه يوسف، كاتباً له، وهو في سن 21، وبسبب احتكار اليهود لهذا المنصب والتجاوزات التي اشتكى منها أهل غرناطة قامت العامة بانتفاضة ضده في 30 ديسمبر 1066، فقتلوه وصلبوه على البوابة الرئيسية للمدينة وهم يرددون أبيات القصيدة النونية الشهيرة لأبو إسحاق الإلبيري. التي حرض فيها على اليهود، وقامت الغوغاء بمذبحة ضد يهود غرناطة، مسيرته العلمية والأدبية ألف عدة قصائد وجمعها في ديوان مكون من ثلاثة كتبٍ ، وأطلق عليها أسماء «ابن المزامير»، «ابن الأمثال»، و«ابن سفر الجامعة». تناولت قصائده الحب والحرب والصداقة والحكمة والأخلاق والرثاء والصلاة لله مثل قصائد البيوط والأدعية. وقد ذكر موسى بن عزرا بأنه استفاد منها كثيرا. أعيد نشرها أول مرة سنة 1934م في أكسفورد. وقلَّد ابن النغريلة أمراء عصره من المسلمين، باجتذاب الشعراء وكوَّن لنفسه حاشية من الشعراء اليهود والمسلمين. وفي النحو كتب عدة مؤلفات أبرزها كتاب الكنز (بالعبرية: ספר העושר)، وحرَّر معجماً لعبرية التوراة. كما ألف كتاباً عن الشريعة اليهودية بعنوان آرامي «سفر هِلكِثا ربربثا» أو «كتاب الشريعة الكبيرة» اقتبسه من التلمود الأورشليمي والتلمود البابلي ومن الكتاب القديم الذي ألفه الحاخام أحاي رئيس مدرسة «فم بديثا» العراقية في القرن الثامن الميلادي، واستعمل ابن نغريلة في تأليفه اللغة العربية وبالحروف العبرية أما الشواهد فقد كانت بالآرامية والعبرية، ونُشر الكتاب في الأندلس عام 1049م، وقد ذكر سليمان بن جبيرول بأن ابن نغريلة استطاع بهذا الكتاب نقل مركزَ الديانة اليهودية من بغداد إلى الأندلس. وكانت لابن النغريلة اتصالات مع علماء اليهود في القيروان، مثل الحاخام ابن شاهين والحاخام حاننئل بن حوشيئل (965 - 1005). كما نسخ عددا كبيرا من المشنا والتلمود على نفقته الخاصة ووزعها على الطلاب في مدارس الأندلس والبلدان الأخرى. وكان يرسل سنوياً هدايا بينها زيت الزيتون من حقوله الخاصة للكنس اليهودية في القدس. كما ألف عدة كتابات جدلية طاعناً في صدق القرآن ، فرد عليه ابن حزم في كتاب سماه الرد على ابن نغريلة اليهودي. ومع هذا، كان ابن النغريلة مندمجاً تماماً في الحضارة العربية الإسلامية. انظر أيضًا حسداي بن شبروط روابط خارجية ابن نغريلة على موقع Encyclopædia Britannica Online (الإنجليزية)

ابن نجية

زين الدين، أبو الحسن، علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدمشقي الحنبلي، ويعرف بابن نجية (508هـ - 599هـ)، نزيل الشارع بمصر سمع من علي بن أحمد بن قبيس المالكي، ومن خاله شرف الإسلام، عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الحنبلي، وسمع ببغداد من أحمد بن علي الأشقر، وأبي سعيد أحمد بن محمد البغدادي، وابن ناصر، وموهوب بن الجواليقي، وسمع ببغداد "جامع أبي عيسى" من عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، وسمع من الحافظ عبد الخالق اليوسفي، وسعد الخير الأنصاري، وتزوج بابنته المسندة فاطمة. تلاميذه حدث عنه : ابن خليل، والشيخ الضياء، ومحمد بن البهاء، وأبو سليمان بن الحافظ، والزكي المنذري، وعبد الغني بن بنين، والحافظ عبد الغني أيضا. وبالإجازة : أحمد بن أبي الخير، وغيره. قيل عنه قال ابن النجار : كان مليح الوعظ، لطيف الطبع، حلو الإيراد، كثير المعاني، متدينا، حميد السيرة، ذا منزلة رفيعة، وهو سبط الشيخ أبي الفرج. قال أبو شامة : كان كبير القدر، معظما عند صلاح الدين، وهو الذي نم على الفقيه عمارة اليمني وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلب الدولة، فشنقهم صلاح الدين وكان صلاح الدين يكاتبه، ويحضره مجلسه، وكذلك ولده الملك العزيز من بعده، وكان واعظا مفسرا، سكن مصر، وكان له جاه عظيم، وحرمة زائدة، وكان يجري بينه وبين الشهاب الطوسي العجائب، لأنه كان حنبليا، وكان الشهاب أشعريا واعظا. جلس ابن نجية يوما في جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة سقف، فعمل الطوسي فصلا ذكر فيه : فخر عليهم السقف من فوقهم، جاء يوما كلب يشق الصفوف في مجلس ابن نجية، فقال : هذا من هناك، وأشار إلى جهة الطوسي. قال أبو المظفر السبط : اقتنى ابن نجية أموالا عظيمة، وتنعم تنعما زائدا، بحيث أنه كان في داره عشرون جارية للفراش، تساوي كل واحدة ألف دينار وأكثر وكان يعمل له من الأطعمة ما لا يعمل للملوك، أعطاه الخلفاء والملوك أموالا جزيلة. قال : ومع هذا مات فقيرا كفنه بعض أصحابه. مواضيع ذات صلة عبد القادر الجيلاني صلاح الدين الأيوبي ماجد عرسان الكيلاني الحروب الصليبية الديوان » العصر الايوبي » محيي الدين بن عربي » الأمر أسماء له نعوت عدد الابيات : 29 طباعة الأمر أسماء له نعوتُ وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ ظهرتْ بآثار لها في خلقه وعلى التحققِّ أنهنَّ نعوتُ وردت بها الآياتُ في تنزيله فنعيش في وقت بها ونموتُ حتى يقولَ بأنه عينُ الأنا ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت إني لأطلبُ رزقه في أرضه لما علمتُ بأنه سيفوت ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت والله ما نطقتْ به آياته إلا بجمع ما لهُ تشتيت ما أثبتَ التشريكَ في اسمائه إلا جَهولٌ بالأمورِ مقيت جَلَّ الإله الحقُّ عن إدراكِ مَن قام الدليلُ بأنه مبهوت فتراه مشغولاً به عن نفسه وهو الذي هو عندهم ممقوت ومن ادَّعى أنَّ الإله جليه بالذكر فهو لديهم المبخوت ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه إلا رأيتُ بأنه منحوتُ والله قد ذمَّ الذي نحت الذي هو عابدٌ إياه وهو صَموت عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به إلاَّ عُبيدٌ ما له تثبيتُ فأنا به المنعوتُ بين عبادِه وهو الذي بعباده منعوتُ لم أنس يوماً إذ تكلمَ ناطقٌ في مجلسِ حاوٍ ونحنُ سكوتُ فأفادنا ما لم يكن نعثاً لنا فلذاك أصبحنا ونحن خفوت نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ فإذا نقول نقولُ منه بقوله وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت عنه بأنا قد عجزنا وانقضتْ آياته وأنابه الكبريت ولنا به بالذكر الجميلُ ونورُه ولنا به العلياءُ ثم الصيت وسكينتي في القلب عند ذوي الحجى لم يحوها صور ولا تابوت قد أخليتُ لقدوم من يدري به لما اتاني أربعٌ وبيوت لما تحقق وصلُه قلنا لمن لم يعرف الأمر هو اللاهوت وبه إذا اتحدتْ حقيقةُ ذاته وبدت عليه تدرَّع الناسوت لما تغيَّر بالعطاسِ حمالُه شرعاً له التحميدُ والتشميت من أرض بابلَ قد أتاك معلماً سحراً بسحر كلامه هاروت إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيبده لنجيه طول المدى والحوتُ وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي ما فيه تحديدٌ ولا توقيت

ابن نجيب الهاشمي

الشّريف أبو القاسم محمد بن هاشم بن نجيب الهاشمي (؟ - 1217) شاعر أندلسي من أهل القرن الثاني عشر الميلادي/ السادس الهجري. من أهل مالقة، وكان من أعيانها في أيام الدولة الموحدية ومن أجلة أدبائها. قرأ على أبي زيد السهيلي وغيره من شيوخ عصره، وبرع في الأدب وبرز في النظم وله قصائد طوال. سافر إلى سبته فسجن بها على تهمة سرقة مدة، ثم أطلق سراحه. توفي في مسقط رأسه. هو أبو القاسم محمد بن هاشم بن نجيب الهاشمي، شريف هاشمي من أشرف مالقة. كان من أعيان مالقة وأدبائها. قرأ على أبي زيد السهيلي وغيره من الشيوخ. ذكره ابن عسكر المالقي في كتابه وقال «وكان بارع الأدب ومتقدمًا في النظم. له القصيدة التي لم ينسج على منوالها، ولا أتى سواء بمثالها. وقد رأيت أن أثبتها على طولها لما تضمنته من البراعة والأدب. وسَببُهَا أنَّ طالبًا من طلبة مالقة يعرف بأبي الحسن النّجّار، وكان يقرأ على الأستاذ أبي زيد رحمه الله. » سافر إلى سبتة فسجن بها على تهمة سرقة «فتوَسّّل للطلبة بِطَلَبِهِ، فَجَرَوْا في أمرِهِ واستخرجوه من سجنه. فكان بين طلبة مالقة وطلبة سبتة على ذلك مُراسلاتٌ نبيهةٌ، فكان أبو القاسم هذا رحمه الله قد نظم هذه القصيدة يمدح طلبة أهل سبتة ويصفهم بصفاتهم، أطلق فيها عنان البلاغة، وقدح زند البراعة، فبلغ فيها مَدَى الإحسان،‌وحاز قصب السبق في ذلك الميدان.» وهي قصيدة طويلة، من بدايتها: لَعَلَّكَ ما بَيْنَ العُذَيْبِ ومارِبِ تَمُرِّ على تِلكَ الدِّيار القَرَائِبِ وتَسْرِي بِذِكر مِن أُناسٍ كأنَّما تَنِمُّ بِهَ البَطحاءُ مِن كُلّ جانِبِ وتُوِدعُها عَنّي إذا ما نَغَت بِهِ تَحِيَّةَ مُشتاقٍ مِنَ الوَجْدِ ذائِبِ وإنّي لأهْوى أن أراهُمْ على النَّوْى لأَذكُر منهُم حُسنَ تلك المذاهب مَساعٍ إذا حدَّثْتَ عنها بِحَرِّةٍ على ظَمأ أَرْوَتْكِ عَذْبَ المشارِبِ وله أيضًا: أَضحى فُؤادُكَ نهبَ الأَعيُنِ النُجُلِ وَضاعَ صَبرُكَ بَينَ الرَكبِ وَالإِبلِ وَهامَ قَلبُكَ بالأظعانِ فَاِبتَدَرت سَوابِقُ الدَمعِ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ لَم تَدرِ يَومَ سُلَيمى هَل تُوَدِّعُها أَم هَل تُوَدِّعُ قَلباً وَاهِيَ الحِيلِ أَتبَعتَهُم نَظَراتٍ خَلفَها كَبِدٌ تُسايرُ الرَكبَ بَينَ الريثِ وَالعَجَلِ راحُوا وَفي كُلِّ قَلبٍ تَرحَةٌ وَجَوىً وَخَلّفُوكَ بَقَلبٍ مِنكَ مُختَبَلِ وَبِالفُؤادِ وَإِن قَلّ الفُؤادُ لَهُ ساجِي المَحاجِر أَحوى ساحِرُ المُقَلِ مُنَوَّعُ الحُسنِ ساجِي الطَرفِ مُقلَتُهُ تُزري بِهارُوتَ أَو تَسبِي بَني ثُعَلِ مَركّبُ الجِسم مِن غُصنٍ وَمِن قَمَرٍ مُقَسَّمُ اللَحظِ بَين الغُنجِ وَالكَحَلِ توفي في عام 613 هـ/ 1217 م. أَضحى فُؤادُكَ نهبَ الأَعيُنِ النُجُلِ وَضاعَ صَبرُكَ بَينَ الرَكبِ وَالإِبلِ وَهامَ قَلبُكَ بالأظعانِ فَاِبتَدَرت سَوابِقُ الدَمعِ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ لَم تَدرِ يَومَ سُلَيمى هَل تُوَدِّعُها أَم هَل تُوَدِّعُ قَلباً وَاهِيَ الحِيلِ أَتبَعتَهُم نَظَراتٍ خَلفَها كَبِدٌ تُسايرُ الرَكبَ بَينَ الريثِ وَالعَجَلِ راحُوا وَفي كُلِّ قَلبٍ تَرحَةٌ وَجَوىً وَخَلّفُوكَ بَقَلبٍ مِنكَ مُختَبَلِ وَبِالفُؤادِ وَإِن قَلّ الفُؤادُ لَهُ ساجِي المَحاجِر أَحوى ساحِرُ المُقَلِ مُنَوَّعُ الحُسنِ ساجِي الطَرفِ مُقلَتُهُ تُزري بِهارُوتَ أَو تَسبِي بَني ثُعَلِ مَركّبُ الجِسم مِن غُصنٍ وَمِن قَمَرٍ مُقَسَّمُ اللَحظِ بَين الغُنجِ وَالكَحَلِ

ابن مرج الكحل

أبو عبد الله محمد بن إدريس بن علي الجَزيري الأندلسي يعرف عمومًا بـمَرجْ الكُحْل أو ابن مَرجْ الكُحْل (1159م - 2 ديسمبر 1236م) (554هـ - 2 ربيع الآخر 634هـ) شاعر عربي‌ أندلسي من أهل القرن الثاني عشر الميلادي/ السادس الهجري. ولد في قرية مرج الكحل على مقربة من بلدة جزيرة شقُر قرب بلنسية ونشأ بها. صحب شعراء عصره وكان أديبًا بارعًا نظمًا ونثرًا وهو من الشعراء الموحدين. له ديوان شعر تناقله الناس في أيامه وقد جمع أشعاره المغاربة عبر العصور. هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن علي بن عبد الله الشُقري الجزيري الأندلسي. عرف بـ«مَرجْ الكُحْل» أو «ابن مَرجْ الكُحْل»، نسبة إلى مرج الكحل على مقربة من بلدة جزيرة شقُر قرب بلنسية التي ولد فيها. ولد في مرج كحل سنة 554 هـ/ 1159 م ونشأ بها يعمل ببيع السمك في الأسواق، وقيل كان أُميًّا. وكذلك كان يتزيّا بزي أهل البادية. فقد قَرَن ابن سعيد المغربي بينه وبين الوأواء الدمشقي الشاعر المشرقي الذي كان فقيرًا واشتغل دلالًا في سوق الفاكهة بدمشق. وكذلك مرج الكحل كان «ينادي‌ في الأسواق حتى إنه تعيَّش ببيع السمك». وذكر ابن عبد الملك المراكشي أنه «كان مُبتذل اللباس على هيئة أهل البادية». وكان مرج الكحل يشتغل بالفلاحة أيضًا. وعن تعلمه ذكر ابن عبد الملك المراكشي: يقال «أنه كان أميًّا»، وذهب ابن سعيد إلى أنه قد «تَرقَّت به همّتُهُ إلى الأدب قليلًا قليلًا إلى أن قال الشعرَ، ثم ارتفعت فيه طبقته ومدح الملوك والأعيان.» وهذا الوصف يَصدُقُ عليه في بداية حياته، قبل أن يتفرّغ للدرس والتحصيل. فصحب صفوان بن إدريس، وأصبح خبيرًا بالكتابة والأدب عليمًا بفنون الكلام. توفي ابن مرج الكحل في جزيرة شُقر يوم الإثنين 2 ربيع الآخر 634/ 2 ديسمبر 1236 عن عمر حوالي 80 عامًا ودفن في يوم الثلاثاء. أدبه كان مرج الكحل أديبًا بارعًا نظمًا ونثرًا، وهو شاعرٌ وجدانيٌ رقيقٌ، وأكثر شعره الوصف والنسيب والعتاب. له ديوان شعر تناقله الناس في أيامه. لقد ارتبط بصلاتٍ وثيقةٍ من أدباء عصره، وجمعته بهم صداقاتٌ أحيانًا، وصراعات أحيانًا أخرى. ومن أكثر أدباء العصر صلة به هو صفوان بن إدريس التجيبي، فإن المراسلات النثرية والشعرية التي بقيت للشاعرين تشكف عن عمق هذه الصلة. ومن أشهر تلامذته أبو الحسن الرعيني الفخار وأبو عبد الله بن عسكر، وابن الأبار القضاعي. ومن شعره في طلب الرزق: مثَلُ الرّزق الَّذي تطلبُه مثَلُ الظّلّ الَّذي يمشي مَعَكْ أنت لا تُدركه متّبعاً وإذا ولّيتَ عنهُ تَبِعَكْ مراجع عِجِبتُ لِمَن يَرجو مَتاباً لِجاهِلٍ وَما عِندَهُ أَنَّ الذُنوبَ ذُنوبُ إِذا كانَ ذَنبُ المَرءِ لِلمَرءِ شَيمَةً وَلَم يَرَهُ ذَنباً فَكَيفَ يَتوبُ الديوان » العصر الأندلسي » مرج الكحل » سقى سدرة الوادي السحاب الغوائث عدد الابيات : 7 طباعة سَقى سَدرةَ الوادي السحابُ الغَوائِثُ وَإِن غَيَّرَت مِنهُ اللَيالي العَوائِثُ عَذيري مِن الآمالِ خابَت قُصودُها وَنالَت جَزيلَ الحَظّ مِنها الأَخابِثُ وَقالوا ذُكِرنا بِالغِنى فَأَجَبتَهُمُ خُمولاً وَما ذِكرٌ معَ البُخلِ ماكِثُ يَهون عَلينا أَن يبيد أَثاثُنا وَتَبقى عَلَينا المُكرَماتُ الأَثائِثُ وَما ضَرَّ أَصلاً طَيّباً عدمُ الغِنى إِذ لَم يُغيّرهُ مِن الدَهر حادِثُ وَهَل عِندَ صَفوان بِن إِدريس أَنَّني مُقيمٌ عَلى عَهدِ المَوّدَةِ ماكِثُ وَإِن كُنتُ قَد خاطَبتُ فَصل خِطابِهِ فَعاقَت عَن الوّد الخَطوبُ الكَوارِثُ

ابن مجبر

شاعر زمانه الأوحد ، البليغ أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن مجبر ، الفهري المرسي ، ثم الإشبيلي . مدح الملوك ، وشهد له بقوة عارضته ، وسلامة طبعه ، وفحولة نظمه قصائده التي سارت أمثالا ، وبعدت منالا . أخذ عنه أبو القاسم بن حسان ، وغيره . بالغ ابن الأبار في وصفه . ومات بمراكش ليلة النحر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة كهلا وقيل : سنة سبع وله هذه أتراه يترك العذلا وعليه شب واكتهلا كلف بالغيد ما علقت نفسه السلوان مذ عقلا [ ص: 216 ] غير راض عن سجية من ذاق طعم الحب ثم سلا نظرت عيني لشقوتها نظرات وافقت أجلا غادة لما مثلت لها تركتني في الهوى مثلا خشيت أني سأحرقها إذ رأت رأسي قد اشتعلا ليتنا نلقى السيوف ولم نلق تلك الأعين النجلا أشرعوا الأعطاف مائسة حين أشرعنا القنا الذبلا نصروا بالحسن فانتهبوا كل قلب بالهوى خذلا منها : ثم قالوا سوف نتركها سلبا للحب أو نفلا قلت أوما وهي عالقة بأمير المؤمنين فلا وله : دعا الشرق قلبي والركائب والركبا فلبوا جميعا وهو أول من لبى ومنها : يقولون داو القلب يسل عن الهوى فقلت لنعم الرأي لو أن لي قلبا الرئيسية الأخبار مفتاح وثائقيات المكتبة المصورة المكتبة المرئية أقلام بمختلف الألوان اشترك بمسابقة كنز المعرفة آخر المواضيع المضافة مواصفات المؤمن في نظر علي بن أبي طالب (عليه السلام) / التعفف صفات المتقين / كظم الغيظ الدِّينُ وَاسِعٌ ماذا تعني المواد المبللة والناشرة المستخدمة في المبيدات وما هي أنواعها وكيف تعمل؟ قطة ليست بحية ولا ميتة مـــشــروعـــيــة الـــوكـــالـــة مـــن الـبــاطـــن التعريف القضائي في القضاء المقارن التعريف القضائي للموظف العام في القضاء العراقي الإفصاح عن السياسات المحاسبية والتقديرات الهامة في إعداد القوائم المالية الإيضاحـات المرفـقـة للقوائـم الماليـة Notes to the Financial Statements قائمة التغيرات في حقوق الملكية Statement of Changes in Equity و قائمة التدفقات النقدية Cash Flow Statement ما هو تعريفك للمواد المستحلبة Emulsifiers المستخدمة في المبيدات؟ قائمـة الدخـل الشامـل Statement of comprehensive income وافصاحاتـها وبنـود عـرضـها محتوى قائمة الدخل Income Statement وأهدافـها ومحدداتـها المعلومات التي يجب عرضها والافصاح عنها في الميزانية العمومية وقائمة المركز المالي والقوائـم المالية الاخرى الأدب الــعربــي عدد المواضيع في هذا القسم 3299 موضوعاً الأدب النقد البلاغة العروض تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب أبحث عن شيء أخر ترجمة ابن مجبر وشعره 847 11:27 صباحاً التاريخ: 14/12/2022 المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب الجزء والصفحة : مج3 ص:237-241 القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي / ترجمة ابن مجبر وشعره وابن مجبر هو أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن عبد الرحمن بن مجبر الفهري، كان في وقته شاعر المغرب ، ويشهد له بقوة عارضته وسلامة طبعه قصائده التي صارت مثالا ، وبعدت على قربها منالا، وشعره كثير يشتمل على أكثر من تسعة آلاف وأربعمائة بيت ، واتصل بالأمير أبي عبد الله ابن سعد بن مردنيش ، وله فيه أمداح ، وأنشد يوسف بن عبد المؤمن يهنيه بفتح : إن خير الفتوح ما جاء عفواً مثل ما يخطب الخطيب ارتجالا وكان أبو العباس الجراوي حاضراً ، فقطع عليه لحسادة وجدها ، وقال : یا سیدنا اهتدم بيت وضاح: خير شراب ما كان عفواً كأنه خطبـة ارتجـال فبدر(1) المنصور، وهو حينئذ وزير أبيه وسنه قريب العشرين ، وقال : إن كان اهتدمه فقد استحقه لنقله إياه من معنى خسيس إلى معنى شريف ، فسر أبوه بجوابه ، وعجب الحاضرون. ومر المنصور أيام إمرته بأونبة(2) من أرض شلب ، فوقف على قبر الحافظ أبي محمد ابن حزم ، وقال : عجباً لهذا الموضع ، يخرج منه مثل هذا العالم ، ثم قال كل العلماء عيال على ابن حزم ، ثم رفع رأسه وقال : كما أن الشعراء عيال عليك يا أبا بكر ، يخاطب ابن مجبر. ومن شعر ابن مجبر يصف خيل المنصور من قصيدة في مدحه: له حلبة الخيل العتاق كأنها نشاوى تهاوت تطلب العزف والقصفا عرائس أغنتها الحجول عن الحلى فلم تبغ خلخالا ولا التمست وقفا فمن يقق كالطرس نحسب أنه وإن جردوه في ملاءته التفا ۲۳۸ وأبلق أعطى الليل نصف إهابه وغار عليه الصبح فاحتبس التصفا وورد نغشى جلده شفق الدجى فإذ حازه دلى له الذيل والعرفا وأشقر مج الراح صرفاً أديمه وأصفر لم يمسح بها جلده صرفا وأشهب فيضي الأديم مدثر عليه خطوط غير مفهمة حرفا كما خطط الزاهي بمهرق كاتب فجر عليه ذيله وهو ما جفا تهب على الأعداء منها عواصف ستنسف أرض المشركين بها نسفا ترى كل طرف كالغزال فتمتري أظبيا ترى تحت العجاجة أم طرفا وقد كان في البيداء يألف سربه فريشته مهراً وهي تحسبه خشفا تناوله لفظ الجواد لأنه إذا(3) ما أردت الجري أعطاكه ضعفا ولما اتخذ المنصور مقصورة الجامع بمراكش بدار ملكها ، وكانت مدبرة على انتصابها إذا استقر المنصور ووزراؤه بمصلاه ، واختفائها إذا انفصلوا عنها ، أنشد في ذلك الشعراء فقال ابن مجبر من قصيدة أولها: أعلمتني ألقي عصا التسيار في بلدة ليست بدار قرار إلى أن قال(4): طورا تكون بمن حوته محيطة فكأنها سور من الأسوار وتكون حينا عنهم مخبوءة فكأنها سر من الأسرار وكأنها علمت مقادير الورى فتصرفت لهم على مقدار فإذا أحست بالإمام يزورها في قومه قامت إلى الزوار يبدو فتبدو ثم تخفى بعده كتكون الهالات للأقمار ۲۳۹ وممن روى عنه أبو علي الشلوبين وطبقته ، وتوفي بمراكش سنة 588 ، وعمره 53 سنة، رحمه الله تعالى. وقد حكى الشريف الغرناطي شارح المقصورة هذه الحكاية بأتم مما ذكرناه ، فقال عن الكاتب ابن عياش كاتب يعقوب المنصور الموحدي ، قال(5): كانت لأبي بكر ابن مجبر وفادة على المنصور في كل سنة ، فصادف في إحدى وفاداته فراغه من إحداث المقصورة التي كان أحدثها بجامعه المتصل بقصره في حضرة(6) مراكش ، وكانت قد وضعت على حركات هندسية ترفع بها لخروجه وتخفض لدخوله ، وكان جميع من بباب المنصور يومئذ من الشعراء والأدباء قد نظموا أشعاراً أنشدوه إياها في ذلك ، فلم يزيدوا على شكره ، وتجزينه الخير فيما جدد من معالم الدين وآثاره ، ولم يكن فيهم من تصدى لوصف الحال، حتى قام أبو بكر ابن مجبر فأنشد قصيدته التي أولها " أعلمتني ألقي عصا التسيار " واستمر فيها حتى ألم بذكر المقصورة فقال يصفها " طوراً تكون – إلخ " فطرب المنصور لسماعها ، وارتاح لاختراعها ، انتهى. وقد بطلت حركات هذه المقصورة الآن، وبقيت آثارها حسبما شاهدته سنة عشر وألف، والله تعالى وارث الأرض ومن عليها. ومن نظم ابن مجير أيضا ما كتب به إلى السلطان ملك المغرب، رحمه الله تعالى، وقد ولد له ابن، اعني لأبن مجير: ولد العبد الذي إنعامكم طينة أنشى منها جسده وهو دون اسم لعلمي أنه لا يستمي العبد إلا سيده وقوله: ملك ترويك منه شيمة أنست الظلمان زرق النطف ٢٤٠ جمعت من كل مجد فحكت لفظة قد جمعت من أحرف يعجب السامع من وصفي لها ووراء العجز ما لم أصف لو أعار السهم ما في رأيه من سداد وهدى لم يصف حلمه الراجح ميزان الهدى يزن الأشياء وزن المنصف ۲۱- وقال ابن خفاجة(7): صح الهوى منك ولكنني أعجب من بين لنا يقدر كأننا في فلك دائر فأنت تخفى وأنا أظهر وهما الغاية في معناهما ، كما قاله ابن ظافر، رحمه الله تعالى. ۲۲- وقال الأعمى التطيلي(8): أما اشتفت مني الأيام في وطني حتى تضايق فيما عز من وطري فلا قضت من سواد العين حاجتها حتى تكر على ما طل" في الشعر . ۲۲- وقال الأعمى التطيلي(8): أما اشتفت مني الأيام في وطني حتى تضايق فيما عز من وطري فلا قضت من سواد العين حاجتها حتى تكر على ما طل" في الشعر ۲۳- وقال القاضي أبو حفص ابن عمر القرطبي(9): هم نظروا لواحظها فهاموا وتشرب لب شاربها المدام يخاف الناس مقلتها سواها أيذعر قلب حامله الحسام سما طرفي إليها وهو باك وتحت الشمس ينسكب الغمام وأذكر قدما فأنوح وجداً على الأغصان تنتدب الحمام فأعقب بينها في الصدر غما إذا غربت ذكاء أتى الظلام ٢٤- وقال الحاجب عبد الكريم بن مغيث(10): ٢٤١ طارت بنا الخيل ومن فوقها شهب بزاة لحمام الحمام كأنما الأيدي قسي لها والطير أهداف ومن السهام ٢٥- وقال أخوه أحمد : اشرب على البستان من كف من يسقيك من فيه وأحداقه وانظر إلى الأيكة في برده ولاحظ البـدر بأطواقه وقد بدا السرو على نهره كخائض شمر عن ساقه ٢٦- وقال أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله ابن أمية البلنسي : إذا كان ودي وهو أنفس قربة يجازى ببغض فالقطيعة أحزم ومن أضيع الأشياء ود صرفته إلى غير من تحظى لديه وتكرم

ابن لبال الشريسي

علي بن أحمد بن فتح، أبو الحسن بن لبال، من بني أمية. قاضي أندلسي، من الأدباء الشعراء، من أهل شريش، ولي قضاءها. له: كتاب في (شرح المقامات الحريرية) .[١] أبو الحسن علي بن أحمد بن علي القُرشي الأندلسي يعرف عمومًا بـابن لَبّال الشَّريشي (1116 - 2 فبراير 1188) (509 - 3 ذو الحجة 583) عالم مسلم وشاعر عربي أندلسي من أهل القرن الثاني عشر الميلادي/ السادس الهجري. ولد في شَريش شَذونَة بجنوب الأندلس ونشأ ودرس بها وفي إشبيلية على علماء عصره بالدولة الموحدية. اشتغل بالتدريس في مسقط رأسه، وعُيِّن قاضيًا له لمدة. يُنعتُ بـ«القاضي الزاهد». توفي بها. وقد اهتم محمد بن شريفة بسيرته وجمع أشعاره ونشره سنة 1996.[٢] قصائد ابن لبال الشريشي تعجبت أن رأت مشيبي قوس الشيب قناتي سلام على حمص وإن غير البلى بنفسي هاتيك الزوارق أجريت ومهفهف عبث الشمول بقده بكت أميم أن رأت مشيبي إذا أبصر المحزون أرض شذونة أهلا بخطاف أتانا زائرا إذا اضطربت سمر اليراع بكفه سبيئتان اثنتان هذي وخديمة للعلم في أحشائها ودعتها ومدامعي ومعتنقين ما اتهما بعشق منعلة بالهلال ملجمة وإذا اضطررت لآدمي ميتا يا من أتى يخرص الزيتون فارغة نشرت ثلاث ذوائب من شعرها لا مثل ضمي عليا وهو يتحفني هاك مني بيتا سيكثر إن مت تكاملت فيك أوصاف خصصت بها ومدامة لبست غلالة نرجس معانقة العجوز أشد عندي لما تقوس مني الجسم عن كبر متى أقول وقد كلت ركائبنا أيا حبذا إجانة كيفما اغتدت انظر إلى الهلال إذ ألبسني حلة الضنى قمر انظر إلى البدر في السماء وقد سائل بغرته الهلال المقمرا جلوت لنا شيئا من الدر عاطلا فحم ذكت في حشاه نار قوس ظهري المشيب والكبر يا سيدي والزمان يبلى وبهار يحكى كؤوس لجين سلام ولا أقرا سلاما على هند عندي فديتك راءات ثمانية يا بأبي ظبي إذا مارنا ألمت وما غير الوشاح وشاح كأن جنى القوطي في رونق الضحى يا هلالا قد تبدى يا خليلي بالركاب سحيرا المراجع معجم الشعراء العرب ابن لبال الشريشي - ويكيبيديا تصنيف: الأدباء والشعراء : متى أقولُ وقد كلّت ركائبُنا من السّرى وارتكاب البيدِ في البُكَرِ يا نائمين على الأكوارِ ويحَكُمُ شدّوا المطي بذكر اللَّهِ في السّحَرِ أما سمعتم بحادينا وقد سَجَعَت وُرق الحمائمِ فوق الأيكِ والسَّمُر هَذي البشَارة يا حُجّاجُ قد وَجَبَت غَداً تحطّونَ بين الرُّكنِ والحجَرِ

زجل أندلسي

الزجل هو فن من فنون الأدب الشعبي يعود أصله إلى بلاد المغرب والأندلس. وهو شكل تقليدي من أشكال الشعر العربي باللغة المحكية. وهو ارتجالي، وعادة ما يكون في شكل مناظرة بين عدد من الزجالين (شعراء ارتجال الزجل) مصحوباً بإيقاع لحني بمساعدة بعض الآلات الموسيقية. ينتشر الزجل بشكل كبير في لبنان وشمال فلسطين وشمال الأردن وغرب سورية. يضعف الاهتمام الأكاديمي به ويعتقد أن السبب في ذلك يرجع إلى انعدام تقيده بالإعراب، وبالتالي عدم وصوله إلى الفهم المشترك للعرب. تعريف الزجل لغويا استخدمت مفردة (زجل) في اللغة العربية قبل أن يصطلح على استخدامها لفن الزجل الشعري، وسنستفيد من تتبع بعض المواضع التي وردت فيها قبل نشوء فن الزجل الشعري، لندرك السبب في اختيار مفردة (زجل) اسما لهذا الفن الشعري. 1- الدلالة الأولى: الرمي، عرف ابن المنظور مفردة (الزجل) بتسكين الجيم بقوله: «الرمي بالشيء تأخذه بيدك فترمي به»، ومنه زجل الشيء يزجله وزجل به زجلا وزجلت به، ومن الأقوال الدلالة على استخدام مفردة (زجل) بهذا المعنى الحديث: «أخذ الحربة لأبي بن خلف فزجله بها فقتله» أي رماه بها، وحديث الصحابي عبد الله بن سلام: «فأخذ بيدي فزجل بي» أي رماني ودفع بي، وقال الشاعر: بتنا وباتت رياح الغور تزجله... حتى استتتب تواليه بأنجاد الغور: تهامة، وأنجاد: جمع نجد، وتزجله: أي تدفعه ، ويقال: «لعن الله أما زجلت به»، «وزجلت الناقة بما في بطنها زجلا» أي رمت به. 2- الدلالة الثانية: (الزجل) بفتح الجيم، الصوت الصادر من الجمادات، وعرفتها الموسوعة العربية العالمية بـ«درجة معينة من درجات شدة الصوت، وهي الدرجة الجهيرة ذات الجلبة والأصداء»، ومن ما ورد في ذلك من الأقوال، قولهم: «سحاب زجل»: إذا كان فيه الرعد، و«غيث زجل»: لرعده صوت، و«نبت زجل»: صوتت فيه الريح، ونجد شعرا للأعشى منه قوله: تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل، أي ريح مصوته، وقول أبو الرضا المعري عبرت بربع من سياث فراعني به زجل الأحجار تحت المعاول أي الصوت الصادر من جراء ضرب الأحجار بالمعاول. 3- الدلالة الثالثة: اللعب والجلبة ورفع الصوت، وخص به التطريب، كما جاء في معجم لسان العرب لابن المنظور، أو رفع الصوت المرنم كما جاء في الموسوعة العربية العالمية، فكان يطلق على صوت الحمام، ثم الصوت البشري المطرب. ومما ورد فيه من الأقوال، حديث الرسول محمد: «نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد»، وأنشد سيبويه: له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو زمير، وربما قصد به الغناء، فقيل: وهو يغنيها غناء زاجلا، «وقد يؤكد هذا الارتباط الدلالي بين كلمة زجل ومعنى الصوت العالي المنغم أن كلمة زجالة مازالت تطلق، في بعض الواحات المصرية، على جماعة من الشباب الذين يجتمعون في مكان بعيد ليؤدوا الرقص والغناء الصاخب بمصاحبة آلاتهم الموسيقية» اصطلاحا يحاول صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمُرخَص الغالي) إيجاد تعليل للربط بين الاستعمال اللغوي والاستعمال الاصطلاحي، فيقول: «وإنما لا يلتذ به ويفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه حتى يغنى به ويصوت فيزول اللبس بذلك». وهكذا غدت كلمة زجل في الدوائر الأدبية والغنائية مصطلحا يدل على شكل من أشكال النظم العربي، وأداته اللغوية هي إحدى اللهجات العربية الدارجة، وأوزانه مشتقة أساسا من أوزان العروض العربي، وإن تعرضت لتعديلات وتنويعات تتواءم بها منظوماته مع الأداء الصوتي للهجات، ويتيح هذا الشكل من النظم تباين الأوزان وتنويع القوافي وتعدد الأجزاء التي تتكون منها المنظومة الزجلية، غير أنه يلزم باتباع نسق واحد ينتظم فيه كل من الوزن والقافية وعدد الشطرات التي تتكون منها الأجزاء، في إطار المنظومة الزجلية الواحدة . ونجد تعريفا أكثر تحديدا لأحمد مجاهد يعرف فيه الزجل بـ«شعر عامي لا يتقيد بقواعد اللغة، وخاصة الإعراب وصيغ المفردات، وقد نظم على أوزان البحور القديمة، وأوزان أخرى مشتقة منها» . ويظهر أن تعريفات الزجل لا تختلف عن تعريفات الشعر، والجدل الدائر حولها، إلا باستخدامها اللهجات العامية، وترك الفصحى، وهو ما عبر عنه صفي الدين الحلي بقوله -متحدثا عن موضوع كتابه (العاطل الحالي) وهو الفنون العامية- : «هذه الفنون إعرابها لحن، وفصاحتها لكن، وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب فيها حرام، وصحة اللفظ بها سقام، يتجدد حسنها إذا زادت خلاعة، وتضعف صناعاتها إذا أودعت من النحو صناعة، فهي السهل الممتنع، والأدنى المرتفع» . أصله يعود أصل الزجل إلى العصر الجاهلي، وكان من أشهر الزجالين الشاعرة الخنساء. كلمة زجل بالعربية تعني «الصوت». والزجل في اللغة هو التصويت والتطريب، وهو اسم أطلقه الأندلسيون على شعرهم العامي الذي شاع واشتهر في القرن الثاني عشر الميلادي، خاصة على يد ابن قزمان وجماعته، وانتشر بعد ذلك في لهجات الأقطار العربية الأخرى في المشرق. في بدايات القرن العشرين، أطلق اللبنانيون وصف «الزجل» على شعرهم العامي، إذ كان يعرف قبل ذلك في سوريا ولبنان، بـ «القول» أو«المعنّى». كما كان يسمى الشاعر «بالقوّال». وكان يعرف في فلسطين، بـ «الحدا» أو «الحدادي» وعرف الشاعر بال«حادي»، وخاصة في الجليل والكرمل. ودام بقاء الزجل حتى آخر أيام الوجود العربي في الأندلس. يقول صفي الدين الحلي أن مخترعي الزجل هم أهل المغرب العربي، ثم انتقل إلى العراق وباقي الدول العربية. ويعتبر الأندلسيون السبّاقون في مجال الشعر المحكي، إلا أنّ الشعب الذي عاش في جبال لبنان، مما عنده ثروة طبيعية ضخمة وفنون متعددة أضاف العديد من ألوان الشِّعر الشعبي. و«لئن كان الشعر الشعبي نتيجة طبيعيّة لظهور اللّغة العاميّة، فإنّه من الثابت أنّ تطورّه في لبنان كان بتأثير الألحان السريانية الكنسية». أنواع الزجل النوع الشكل مثال معنى وهو على بحر الرجز: مستفعلن مستفعلن مستفعلن (أو الكامل: متفاعلن متفاعلن متفاعلن) يا بيرق الشعر لمجدك ما انطوى رفرف مع النسمات وتمايل غوى زند اللي شالك زند ماكن ما التوى سلاحو عقل من معجن الحكمة ارتوى عتابا البحر المتناهي 9 مقاطع كل شطر، أو السريع وهو الشائع 10 مقاطع في كل شطر، والبسيط 11 مقطعا في كل شطر لا تظني عن ربوعك بعدنـا على درب الهوى مشينا بعدنا تعالي انظري انشـغلي بعدنا تريني براس قايمة الحبـاب ميجانا الوزن اليعقوبي الذي تتألف دعامتيه من 24 حركة صوتية 12 في كل شطر يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا اعطينا عيونك تا نسـل سيوفنا قد الحلو ما يوم قدامي خطر الا ما حبه مر عَ بالي وخطر وشو هم حبو يكون مرصود بخطر ما دام كل الحب تعتير وهنــا قلبي انا كيف شكل فيني احملو وكل ما حلو قبالو مرق بشعلو وحتى اذا بنوم الهنا بيبصر حلو بيشعل حريق الحب بنوم الهنا أبو الزلف الوزن المزدوج الذي يتألف من 13 مقطع صوتي – 7 حركات في الشطر الأول و6 حركات في الشطر الثاني، هيهات يا بو الزلف عيني يا موليا قلبي أماني معـك لا تنكرو عليـا يا حلو حاجي بقا تسرق غفا مني تمرّد علي الشـقا في غيبتك عنـي كنا بليل النقـا عا ليلنا نغني ما عدت بعد اللقا شــفتك بعينيـــا الشـروقي من البحر الوفائي، صدوره من قافية وأعجازه من قافية أخرى ويتألف كل شطر من 13 حركة يلِّي هديتك قلب حـب ووفـا مليان وغنيت فيكـي بِكر شـعر والهـامي ياما وياما نظمت بمحاسنك قصدان وما كان وادي الوفا يردد صدى هيامي الروزانا البيت مبنٍ على 13 مقطع صوتي، فالشطر الأول من 7 مقاطع والشطر الثاني من 6 مقاطع (حركات). أما الدور فيتألف من أربعة أبيات، قافية صدورها واحدة وكذلك قافية اعجازها ما عدا عجز البيت الأخير إذ يعود إلى القافية العامة للمطلع ويبنى على 7 حركات في الشطر الأول و6 حركات في الشطر الثاني عَ الروزانا عَ الروزانا كل الحلا فيها شو عملـت الروزانا حتّـى نجافيها الندب وطريقة الندب جعل القافية فيه على طريقة المعنى ويأتي من البحر المتفاوت الذي تتألف كل من دعامتيه من 8 حركات دموعكم لا تحجبوها من المحاجر اسكبوها واتركو الزهرة اللطيفة الباكيي تودع أبـوها زغرودة كناية عن بيتين تكون القافية في الصدر والإعجاز واحدة. وتبدأ على الغالب بلفظة "أويها" وتنتهي بـ"لي لي لي لي لي". وأوزانها من البحر البسيط الذي تتألف كل من دعامتيه من 11 حركة ومجموع حركات البيت 22 اويها مبروك يابني انشال الهم من بالك اويها اليوم عرسك كنار الأرز غنّالك اويها حقك تشوف بعروسك عالمدى حالك اويها بالحسن اخت البدر يا ألف نيّالك لي لي لي لي لي أنواع أخرى القرادي هو على البحر المتدارك. يرتكز هذا البحر على شطرين ومجموع عدد حركات البيت بكامله هي 14، 7 في الشطرالأول و7 في الشطر الثاني مثال: ضيعتنا عمْ بتنادي أهلا و سهلا يا ولادي إن كلمة قرّادي مصدرها القَردَ أي «لجلجة اللِّسان» بحيث يتلجلج اللِّسان عند غنائها لسرعة وزنها وأنواعها كثيرة، بحيث يتألف البيت من أربعة عشر مقطعاً صوتياً، سبعة مقاطع في الصدروسبعة مقاطع في العجز. منها المثناة المسمّاة عند عامة الشَّعب (قرادي عالحرف) ومنها المربعّة أي (قرّادي عالحرفين). للقرادي فنون عديدة منها ما أهمل النظم فيه، وقد ذكره رشيد نخله في ديوانه: القلاّب، وكرج الحجل، ومشي الست، والمطبق، والشلوقي، والكناري، والمسجع، ودق المطرقة، والمربع، والمجوز، والشوفاني (نسبة إلى جبل الشوف) والشوفاني القديم، ونقلة العروس، والمربوط. وهناك العديد من أنواع الزجل الأخرى، خاصة الزجل الغنائي اللبناني ومنها: سكابا، عاليادي اليادي، عالالاولالا، عالماني، ليا وليا، ويا غزيل والمعنى. أشهر الزجالين تعد المصادر الأندلسية عددا من الزجالة، فابن سعيد الأندلسي تحدث عن سبعة عشر زجالا في كتابه (المغرب في حلي المغرب)، وعن ثمانية زجالين في كتابه (المقتطف من أزاهر الطرف)، وعن ثلاثة زجالين في كتابه (اختصار القدح المحلى في التاريخ المحنى)، ولم يفته التحدث عن ابن قزمان، في كتابه «رايات المبرزين وغايات المميزين»، وهؤلاء الزجالة يمثلون القرنيين السادس والسابع الهجريين. ولسان الدين ابن الخطيب نص على ذكر ستة زجالين من القرون السادس والسابع والثامن، توفي آخرهم سنة 761هـ، وذلك في كتابه (الإحاطة في أخبار غرناطة). وسوف نكتب في هذا الفصل نبذا عن أبرز الزجالة في الأندلس، نبدأها بإمام الزجالة، أبو بكر ابن قزمان: ابن قزمان (ت550)[عدل]  مقالة مفصلة: ابن قزمان "اسم ابن قزمان غير عربي وجرسه أسباني بحت، ويخبرنا أصحاب التراجم أن بني قزمان يرتفع نسبهم من غير شك إلى مولد عرف باسم ابن قزمان الزهري، وكان مقام بني قزمان في قرطبة منذ القرن الرابع على الأقل. وأصحاب التراجم مقلون جدا في أخبار ابن قزمان، فلا مناص من جمع حياته من آثاره، ولو أن الذي نجمعه قليل. اسمه أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الملك ويلقبه بعضهم بلقب الأصغر، تمييزا له عن سمي له هو عمه أبو بكر محمد بن عبد الملك الأكبر، وكان العم شاعرا كلاسيكيا على شيء من الشهرة ووزر لبني الأفطس ببطليوس، ومات في عام 508هـ. والغريب أنه وقع خلط بين العم وابن أخيه وقع في هذا الخلط ابن الأبار وابن الخطيب والهولندي دوزي والتشيكي نيكل، ولقد نبهت إلى هذا الخلط في مقالة عنوانها (شيء من جديد ابن قزمان) نشرتها في القاهرة ولندن ومدريد في وقت واحد، وأثبت فيها أن ما يوصف به ابن قزمان من التعمير جاء من إضافة عمره إلى عمر عمه، ومن جعل مولده في أوائل القرن الخامس بدل آخره وتحديدا عام 480هـ. ولد ابن قزمان بعد معركة الزلاقة (479هـ)، ببضع سنين، وهي المعركة التي بدأ بها تدخل المرابطين في الحياة السياسية الأندلسية. وقضى ابن قزمان حياته في قرطبة، ولكنه ارتحل لزيارة مدن الأندلس الكبرى، واتصل في غرناطة بشاعرة مشهورة هي نزهون، وكان في قرطبة وفي كل المدن التي زارها مقربا من حماة الأدب الأندلسي، فمدحهم بمدائح، ومات في قرطبة عام 550هـ، بعد أن جاوز الستين، وترك على ألأقل ولدا واحدا اسمه أحمد، وأقام أحمد هذا بمالقة، ومات بها أول القرن السادس الهجري، وتدلنا بعض أشعار ابن قزمان على صفاته الجسمية: كان أشقر الشعر، أزرق العينين، يتكلم الرومانية كما يتكلم العربية، وعلى حظ من الثقافة القديمة، لأنه حاول في شبابه قرض الشعر على الطريقة القديمة، وقد نقل لنا ابن سعيد أمثلة من هذه المحاولات. وكان ابن قزمان أول عمره يقرض بلغة معربة، ثم رأى أنه لم يبلغ في ذلك مبلغ كبار الشعراء في زمانه، كـابن خفاجة، فعمد إلى طريقة لا يمازجه فيها أحد منهم فأصبح إمام الزجل المنظوم بكلام عامة الأندلس وكان عزمه على صرف جهده وصنعته الشعرية إلى اللغة العامية عزما حكيما، وشاهد ذلك ما لقي من توفيق وما كان من ذيوع فنه إلى ما وراء الأندلس وبلوغ صيته إلى بغداد نفسها. وقد بقيت آثار ابن قزمان العامية محفوظة كاملة تقريبا إلى الآن في مخطوط وحيد نسخ بصفد بفلسطين منتصف القرن السادس ومحفوظ فيمتحف ليننغراد الآسيوي، ونشر عدة مرات نشرا غير جيد، ولكن المستشرق الفرنسي ج.س.كولان نشره أخيرا بشكل محكم". مدغليس وهذا الاسم مركب من كلمتين، وأصله مضغ الليس، والليس جمع ليسه وهي ليقة الدواة، وذلك لأنه كان صغيرا بالمكتب يمضغ ليقته، والمصريون يبدلون الضاد دالا فانطلق عليه هذا الاسم وعرف به وكنيته في ديوانه أبو عبد الله ابن الحاج، وعرف بمدغليس. ومدغليس من أهل القرن السادس، وهو الخليفة الأوحد لابن قزمان في زمانه وقد وقعت له العجائب في هذه الطريقة، ونقل العلامة المقري فينفح الطيب عن أهل الأندلس قولهم: ابن قزمان في الزجالين بمنزلة المتنبي في الشعراء، ومدغليس بمنزلة أبو تمام، بالنظر إلى الانطباع والصناعة، فابن قزمان ملتفت إلى المعنى، ومدغليس ملتفت إلى اللفظ، وكان أديبا معربا في كلامه مثل ابن قزمان، ولكنه رأى نفسه في الزجل أنجب فاقتصر عليه. ومن قوله في زجله المشهور: ورزاذ دق يـــنـــــزل وشعاع الشمس يضـــــرب فترى الواحـد يفـضـض وتـرى الآخـــــــــر يذهـب والنبات يشرب ويسـكـر والغصون ترقص وتطرب وبـريد تـجـي إلـينــــــا ثم تــــــــستـحـي وتـهـرب. إبراهيم بن سهل الإشبيلي (ت649)  مقالة مفصلة: ابن سهل الأندلسي وقد عَدَّه المقري في نفح الطيب من شعراء اليهودية وقيل إنه مات على الإسلام، وبعضهم ينفي ذلك كأبي الحسن علي بن سمعة الأندلسي فإنه قال: ’’شيئان لا يصحان: إسلام إبراهيم بن سهل، وتوبة الزمخشري من الاعتزال’’ وله أزجال ذكرها ابن حجة الحموي في بلوغ الأمل لكنَّهُ نبغ في فن الموشحات وبه اشتهر وفيه مهر. أبو الحسن الشستري(610-668)  مقالة مفصلة: أبو الحسن الششتري وكان باقعةً في الزجل والشعر والتصوف، وصفه لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة بقوله:’«عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس، لابس الخرقة، أبو الحسن. من أهل شستر، قرية من عمل وادي آش معروفة، وزقاق الشستري معروف بها. وكان مجوداً للقرآن، قايماً عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل». وقد خَلُص بعض الباحثين إلى أن الشستري هذا كان أوَّلَ من استعمل الزَّجل في المعاني الصوفية، كما كان محي الدين بن عربي أوَّلَ من استعمل الموشح في ذلك. وقد أكثر الشستري التَّطواف في البلاد الأندلسية، ورحل إلى المغرب واجتال أقاليمها، حتى ألقى عصى التَّجوال في دمياط من بلاد المشرق ودفن بها. وقد أولعَ المشارقة لهذا العهد بمقاطيع من أزجاله وتغنوا بها في مجالسهم، حتى إن رائعته الشهيرة (شويخ من أرض مكناس) اشتهرت في أقطار المشرق وتنفَّقت بين المشارقة أكثر من حواضر المغرب. وهذه قطعةٌ منها كما وردت في إيقاظ الهمم لابن عجيبة وقدم لها بقوله: ’’الشستري كان وزيراً وعالماً وأبوه كان أميراً فلما أراد الدخول في طريق القوم قال له شيخه لا تنال منها شيئاً حتى تبيع متاعك وتلبس قشابة وتأخذ بنديراً وتدخل السوق ففعل جميع ذلك فقال له ما تقول في السوق فقال قل بدأت بذكر الحبيب فدخل السوق يضرب بنديره ويقول: بدأت بذكر الحبيب فبقي ثلاثة أيام وخرقت له الحجب فجعل يغني في الأسواق بعلوم الأذواق ومن كلامه شويخ من أرض مكناس في وسط الأسواق يغني آش علي من الـنـاس وآش على الناس منـي ثم قال: اش حـد مـن حــد أفهموا ذي الأشـاره وأنظروا كبر سـنـي والعصا والـغـراره هكذا عشـت بـفـاس وكـد هـان هـونـي آش علي من الـنـاس وآش على الناس مني وما أحسـن كـلامـه إذا يخطر في الأسواق وترى أهل الحوانـت تلتفت لو بالأعـنـاق بالغرارة في عنـقـو بعكيكـز وبـغـراف شيخ يبني على سـاس كأنشاء اللـه يبـنـي اش علي من الـنـاس واش على الناس مني. أبو عبد الله اللوشي وكان من المجيدين لهذه الطريقة وله فيها قصيدة طويلة الذيل يمدح فيها السلطان ابن الأحمر ذكرها ابن خلدون في المقدمة منها: تحت العكاكن منها خصر رقـيق من رقتو يخفي إذا تـطـلـبـو أرق هو من ديني فيمـا تـقـــــول جديد عتبك حـق مـا أكـذبـو أي دين بقا لي معاك وأي عـقـل من يتبعك من ذا وذا تسـلـبـو تحمل أرداف ثقال كـالـرقـــــيب حين ينظر العاشق وحين يرقبـو قلت: والعكاكن مأخوذة من عُكَن الثوب أو الدرع وهو ما تثنى منها على اللابس إذا كانت واسعة. والمعنى أن هذه العُكن المتثنية من الثوب تخفي تحتها خصراً رقيقاً لطيفاً. الحسن بن أبي النصر الدباغ أغرم بالزجل إنشاء وجمعا، فقال كثيرا من قصائد الزجل وبخاصة في الهجاء، كما جمع مختارات للزجالين في مجموعتين، أطلق على المجموعة الأولى عنوان (مختار ما للزجالين المطبوعين) وجعل عنوان الثانية (ملح الزجالين). من لبنان: اسعد الخوري الفغالي، محمد محمود الزين، زين شعيب الملقب بـأبو علي، جوزيف الهاشم الملقب بـ زغلول الدامور، موسى زغيب، خليل روكز، طليع حمدان، خليل شحرور، السيد محمد مصطفى، إدوار حرب، جريس البستاني، أسعد سعيد، حسون الأخضر، نايف تلحوق، كميل زياده. من فلسطين: يوسف الحسون «أبو العلاء» الذي يعتبر رائداً في فن العتابا والشروقي ، موسى حافظ، المذيع نعمان الجلماوي، المذيع اكرم قعوار، مذيع البرامج صالح رباع [منذ 2006]، شادي البوريني... الخ. من سوريا: فؤاد حيدر وسمير هلال وشفيق ديب وعصام يوسف وفراس زودة من الأردن: نايف أبو عبيد، الدوقراني، حسن عبد الفتاح ناجي، رزق الله المناع، روضة أبو الشعر، سليمان عويس، عادل مصطفى الروسان، سليم خليل النمري، عيسى عباسي، موسى نزال الأزرعي، يعقوب نصر عازر من المغرب:أحمد لمسيح ،ادريس المسناوي،احميدة بلبالي، محمد الراشق، عبد الحفيظ المتوني، نهاد بنعكيدا، أسماء بنكيران علاقة الموشح والشعر الملحون بالزجل الموشح والشعر الملحون (القصيدة الزجلية) والزجل، جميعها فنون أندلسية مترابطة. فالموشح هو كلام منظوم في بنية مختلفة عن الشعر العمودي الموحد الوزن والقافية، وهو في مبناه هذا مشابه للزجل، كما أنه مشابه له في غلبة استخدامه للغناء، وارتباطه بالآلات الموسيقية. وأما الشعر الملحون ويسمى أيضا القصيد الزجلي، فهو شعر موحد الوزن والقافية، إلا أنه بلغة مختلفة، لغة عامية، غير معربة. ويبدو أن الشعر الزجلي أو الشعر الملحون أقرب إلى الزجل من الموشح، حتى إن بعض المراجع لا تفرق بينهما، مثل صفي الدين الحلي الذي عد قصائد مدغليس الثلاث عشرة التي وجدها في ديوانه أزجالا، ولم ينتبه لتسمية الأندلسيين لهذا اللون «شعرا ملحونا»، وأن الزجل لديهم ذو دلالة مخالفة، أما ابن سعيد الأندلسي فيورد لأحدهم زجلا ثم يورد للزجال نفسه نموذجا يميزه باسم الشعر الملحون والفرق بينهما في ابتعاد الزجل عن شكل القصيدة، لا بقاؤه قصيدة سقطت منها الروابط الإعرابية، فإن كانت آية الزجل إسقاط الإعراب، فليس كل ما جرد من الإعراب سمي زجلا. إلا أن في رأي صفي الدين الحلي ما يستعين به بعض النقاد في تأييد القول بأسبقية الشعر الزجلي على الزجل، واشتقاق الزجل منه وليس من الموشح، مستشهدين بقول الحلي: «وهذه القصائد لما كثرت واختلفت، عدلوا عن الوزن العربي الواحد إلى تفريع الأوزان المتنوعة، وتضعيف لزومات القوافي، ليكون ذلك فنا لهم بمفردهم، وذلك لأنهم لما لحنوا تلك القصائد بألحان طيبة السماع، رائقة في الأسماع، متناسبة في الأنغام والإيقاع، اضطر جدول كل منهم إلى شط ينتهي إليه، ومقطع يقف الدور عليه، وكانت همتهم الشريفة، وطباعهم اللطيفة، ناهضة بالجمع بين أصول الطرب، وصحة أوزان العرب، ولم يكن لهم اطلاع على ما اخترعته الأعاجم من تلفيق الترانات والأوزان والأوانكشتات، المتمم به نقص الأدوار والسربندات»، والذين يستدلون بنص الحلي يرون أن طبيعة الأشياء هي التي تقرر أن الانتقال يكون عادة من السهولة إلى الصعوبة، تدرجا، ومن البساطة إلى التعقيد، من بساطة في التركيب متمثلة بوحدة الوزن والقافية في القصيدة الزجلية، إلى ما اتصف به الزجل من تعقيد تمثل بتعدد الأوزان واختلاف القوافي في الأقفال والأدوار، مع اشتراك الفنيين في الأغراض وفي اللغة وأساليب التعبير، وبتأكيد قاطع، يقول مقداد رحيم: «ومهما يكن من أمر، فإن الشعر الزجلي أسبق من الزجل في النشأة». والقول بهذا الرأي يبنى عليه أسبقية الزجل على الموشح، فإذا كان اختراع الزجل مر بهذه المراحل، فإن الموشح بالتأكيد لم يبدأ من جديد بنفس الحكاية، فيكون مشتقا من الشعر العمودي، ليصل إلى نفس هيكل الزجل تماما، فهذه ستكون صدفة صعبة، بل الأقرب أن الموشح سيكون فقط تعريبا للزجل، وهذا ما لا يتفق مع رأي فريق آخر من المؤرخين، كابن خلدون، الذي يرى الموشح سابقا للزجل، وندرك هذا في قوله: «ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته، وتنميق كلامه، وترصيع أجزاءه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية، من غير أن يلتزموا فيه إعرابا، واستحدثوا فنا سموه بالزجل، والتزموا اللفظ فيه على مناحيهم، لهذا العهد، فجاءوا فيه بالفرائد، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة». ويدعم قول ابن خلدون ما صرح به ابن قزمان بنظم زجلة له على عروض موشح معروف واستعار الخرجة منه، ومنه قوله: ريت وحد النهار خرج بالكميت وفي قلب من اجل مما دريت قلت فيه ذا الزجل كما قد رويت عرض التوشيح الذي سميت عقد الله راية النصر لأمير العلا أبو زكري وهي خرجة مأخوذة من موشح لابن باجة «عقد الله راية النصر لأمير العلا أبي بكر». وإذا كان المعتاد في الموشحة أن تكون خرجتها عامية أو أعجمية، فإن المعتاد في الزجلة أن تكون خرجتها معربة، وهو ما كان يفعله ابن سناء الملك حيث يفرق بين الزجل والموشح بقرينة لطيفة، وهو أنه جعل في آخر غالب موشحاته خرجة مزجلة تكون من نظم أئمة الزجالة، وغالب أئمة الوشاحة فعلوا ذلك ليظهر الفرق، وذلك لأن الفنيين يتداخلان أحيانا بسبب عيب يسمى التزنيم، وهو في الزجل الإعراب، وفي الموشح اللحن. «وعند الجميع أن التزنيم في الموشح أقبح منه في الزجل، لأن من أعرب في الملحون فقد رد الشيء إلى أصله، ومن لحن في المعرب فقد زل وخالف». موضوعات الزجل رغم أن الزجل ابتدأ كفن للعامة في الأندلس، إلا أن موضوعاته تعددت حتى شملت جميع موضوعات الشعر العربي التقليدي، حتى الجليل منها، كمديح الملوك والحكام، والرثاء، ووصف القصور والضياع، ثم الزهد والزجل الصوفي في وقت لاحق. وقد كان الزجل في بدايته مقصورا على الغزل واللهو والمجون والأحماض، ثم كان للزجالين في كل عهد معين وبيئة معينة، مجالات يرتبطون بها، ومن ثم كان مركز اهتمامهم ينتقل من موضوعات بعينها، -تلقى قبولا في هذا المجال أو ذاك- إلى موضوعات أخرى، تختلف باختلاف العهود والبيئات الثقافية التي ينتمون إليها. ومن ذلك ما نقرأه في أزجال زجالي الأندلس من انشغال بالعشق والشراب ووصف الرياض ومجالس الصحاب، نتيجة للالتفاف زجالي ذلك العصر حول دوائر الخاصة، والتحاقهم بمجالسهم التي كان مدارها الغناء والتنافس في إظهار المهارة والتأنق والتظرف. ثم صار فن الزجل وعاء لـالشعر الديني والتصوف، وبلغ ذروته على يد الشيخ المتصوف الأكبر محيي الدين بن عربي الأندلسي، ومن بعد الشيخ أبو الحسن الشوستري، الذي استطاع نقل الزجل إلى مكانة رفيعة في الوسط الأدبي منذ القرن السابع الهجري، وأدخله في حلقات الذكر، وغناء الصوفية. كما كان الهجاء أيضا من موضوعات الزجل، ويحتوي ديوان ابن قزمان على الهجاء، إلا أن الدباغ يعتبر رائد الهجاء في الزجل. وقد مزج الزجل في الزجلة الواحدة بين موضوعين أو أكثر، فالـغزل يمتزج بالخمريات، والمدح يأتي معه الغزل أو وصف الطبيعة ومجالس الشراب، ووصف الطبيعة تصحبه مجالس الطرب والغناء، وأما الأزجال التي اختصت بغرض واحد فقليلة، ويعد الزجل الصوفي من الأزجال ذات الغرض الواحد. وسنعرض نموذجين لأزجال من الخمريات ووصف الأماكن: قال أبو بكر بن صارم الأشبيلي: حقاً نحب العقار فالدير طول النهار نرتهن خلع أنا لس قدا عن فلان نشرب بشقف القدح كف ما كن للدير مر وتراني عيان قد التويت فالغبار وماع كانون بنار فالدكان ومذهبي فالشراب القديم وسكرا من هُ المنى والنعيم ولس لي صاحب ولا لي نديم فقدت أعيان كبار واخلطن مع ذا العيار الزمن لا تستمع من يقول كان وكان وانظر حقيق الخبر والعيان بحال خيالي رجع ذا الزمان فأحلى ما يوريك ديار غيبها واخرج جوار اليمن وصف الأماكن[عدل] وخرج ابن قزمان إلى منتزه مع بعض أصحابه، فجلسوا تحت عريش وأمامهم تمثال أسد من رخام يصب الماء من فمـه على صفائح منالحجر متدرجة فقال: وعريش قد قام على دكــان بحال رواق وأسد قد ابتلع ثعبــــان من غلظ ساق وفتح فمه بحال إنســـــان بيه الفراق لغة الزجل كانت الأندلس بلادا متعددة الثقافات، ونتيجة لهذا التعدد تكونت لغات أندلسية كريولية، مختلطة من اللغات الرومانية والبربرية والعربية، والتي بدورها تتفرع إلى لهجات عديدة، ومستويات متفاوتة، فكانت العاميات المتكونة «بعيدة بعدا شديدا عن اللغة العربية الفصحى». نشأت من هذه العاميات فنون شعبية فلكلورية، منها الفنون اللغوية، مثل الغناء للأطفال، والغناء للأعراس، وظاهرة التروبادو أي الشاعر الجوال أو الشاعر المنشد الذي يلقي أناشيده العامية في القصور، وأفنية الكنائس، والأسواق، والساحات الشوارع، وغيرها من الفلكلور. و أحد الآراء يذهب إلى أن الزجل كان من هذه الفنون الشعبية في مرحلته الأولى، وأنه ابتدع ليرضي النهم الفني للعامة من سكان الأندلس. ويبدو أن الزجل بعد مرحلة الأغنية الشعبية دخل في مرحلة من التفصح بعض الشيء، وأخذ نظامه يتشبهون بالموشحين، حتى كاد يمحى الفرق بين الزجل والموشح، ولولا ذلك ما انتشرت أزجال الأندلسيين في العراق وبلاد الشام، واستعذبها المشارقة ونسجوا على منوالها، حتى قال ابن سعيد: «ورأيت أزجاله - ابن قزمان – مروية ببغداد أكثر مما رأيتها بحواضر المغرب»، بل وإننا اليوم، وباستخدام لغتنا العربية المعيارية، نجد أننا نفهم الكثير من الزجل الأندلسي، وهذا ما أدركه الأولون عندما أسموا الزجل فنا غير معرب، ويقصدون بهذا الاسم: أشكال النظم العربية التي ظهرت في العصر الأدبي الوسيط، والتي لم يلتزم ناظموها باللغة الفصحى المعيارية، وخاصة بالنسبة لقواعد الإعراب، واعتماد ذلك التصنيف على هذا الفارق اللغوي يدل على إدراك نافذ، فالواقع أن هذه الأشكال غير المعربة ظلت على صلة وثيقة بالأشكال المعربة، وتتبنى تقاليدها الفنية، رغم فارق مستوى الأداء اللغوي، بل إن لغة الزجل، وإن كانت غير معربة، كانت تقترب من الفصحى بقدر كبير، فلغة المنظومات الزجلية كانت لهجة دارجة خاصة بالزجالين، بوصفهم أفرادا يلتحقون بالدوائر الأدبية السائدة، وتتحد أطرهم المرجعية في داخل نوع الثقافة العربية التي تقرها هذه الدوائر. وقد ظل هذا الفارق في مستوى الأداء اللغوي أحد مقومات تمايز الزجل عن الموشح، كما كان في الوقت نفسه أحد مقوّمات تمايز الزجل عن أشكال الشعر الشعبي (الفولكلوري) وعن حركة شعر العامية واختلافه معها، فقد «كتب بلغة ليست عامية بحتة بل هي مهذبة وإن كانت غير معربة». ويبدوا أن خشية الزجالة من غلبة التعريب على الزجل، وجعله فنا خاضعا لـقواعد اللغة العربية المعيارية، جعلهم يشددون على اشتراط اللحنفي الزجل، حتى قال ابن قزمان: «الإعراب في الزجل لحن»، فالزَّجل لون من الكلام لا يحتمل الإعراب عند الزجالة فهو ملحون أبدا، ولا يجيزون فيه أن يختلط اللحن والإعراب فتكون بعض ألفاظ البيت معربة وبعضها ملحونة، وقد قرر هذه القاعدة واضع هذا الفن أبو بكر بن قزمان في مقدمة ديوانه لما قال: وجردت فني من الإعـراب كما يجرد السيف من القراب فمن دخل علي من هذا الباب فقد أخـطـأ ومـا أصـاب ومن أعرب في الزجل فقد أساء وسموا ذلك منه تزنيما، وعدوه عيبا فاحشا. وقال صفي الدين الحلي: «وهذه الفنون إعرابها لحن، وفصاحتها لكن، وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب فيها حرام، وصحة اللفظ بها سقام، يتجدد حسنها إذا زادت خلاعة، وتضعف صناعتها إذا أودعت من النحو صناعة، فهى السهل الممتنع، والأدنى المرتفع»، وقال أيضا: «فإذا أحكم عليهم – الزجالة - فيها لفظة معربة غالطوا فيها بالإدماج في اللفظ والحيلة في الخط كالتنوين فإنهم يجعلون كل منون منصوباً أبدا، فيكتبون اللفظة بمفردها مجردة من التنوين، وبعدها ألفا ونونا، كأن يكتبوا (رجلا) على هذه الصورة (رجلن)». ويجب أن نشير أيضا إلى أن الزجالة لم يولوا اهتماما لأعجمية أهل الأندلس، فلا نجد من اللهجة الرومانسية إلا بعض الألفاظ، متناثرة في أزجال ابن قزمان، وما جاء على لسان العجم والأعجميات في أزجال الحوار، ولم نجد خرجة أعجمية في الزجل كما هو الشأن في بعض الموشحات، لكون لغة الزجل غير معربة، فيلجأ الزجال إلى الفصيح بدلا من الألفاظ الأعجمية، أو إلى التحايل، كأن يمهد للخرجة بألفاظ تدل على أن الزجل قد أوشك على النهاية. لقد استخدم ابن قزمان في أزجاله بعض المقطوعات بالأعجمية، ومن المؤكد أنه ورث هذه الطريقة عن الوشاحين الذين كانوا يستعملون الأعجمية في خرجات موشحاتهم، فمن ذلك قوله في الخرجة من زجل له: نمضي إن شاء الله من سرور لسرور والسعاد بشاشتْ إذ مطور وعدوك يذاق فشوال طــــتلـور لعن الله من لا يقول نعم لقد استخدم ابن قزمان في هذه المقطوعة لفظة «إذ ماطور» (d'amator)، وهي عجمية بمعنى «للعاشق»، كما استخدم أيضا – وهو يتوعد الفقيه بعد شهر رمضان – لفظة «طلور» (dolor)، وهي أعجمية بمعنى الألم. أما المستشرقون فقد أولوا اهتماما بالغا بالأزجال الأندلسية، وبالأخص ديوان ابن قزمان، وزعموا أن أزجاله تمثل ذروة الشعر العربي وواقعالمجتمع الإسلامي، إذ ركزوا بحوثهم على الألفاظ الأعجمية التي استخدمها ابن قزمان في أزجاله، وقد زعموا أن الزجال الأندلسي نظم بعض الخرجات الزجلية باللغة الأعجمية. لكن خرجات الزجل لم تكتب بالرومانسية كما يذهب هؤلاء المستشرقون، وإنما وجدت بعض الألفاظ في ثنايا أزجال ابن قزمان لا علاقة لها بالوزن أو الموسيقى أو القافية، وهي ألفاظ تعوّد الأندلسيون على استخدامها في حديثهم اليومي مع المسيحيين، ولم نجد ألفاظا أعجمية عند الزجالة الذين تقدموا ابن قزمان أو عاصروه أو خلفوه، فيما وصل إلينا من أزجالهم. نقابات وجمعيات للحفاظ على الزجل بصفته تراثاً شعبياً ونوعاً من أنواع الأدب ولتوحيد شعراء الزجل في مؤسسة تجمعهم ومتخصصة في الزجل أطلق في لبنان «عصبة شعراء الزجل» والتي أصبحت فيما بعد «نقابة شعراء الزجل». كما أطلق في سوريا «جمعية شعراء الزجل» والتي يترأسها الشاعر السوري فؤاد حيدر. انظر أيضاً زجل أندلسي عتابا أبو الزلف بيرم التونسي روابط خارجية صفحات ذات صلة ابن قزمان شاعر أندلسي أبو الحسن الششتري شاعر أندلسي بلوغ الأمل في فن الزجل

ابن قزمان

أبو بكر بن قزمان (1078 – 1160) كان واحدا من أشهر شعراء الزجل في الأندلس، وهو يعد من أحد أصول هذا النوع من الشعر، ولد في قرطبة وتوفي بها خلال عهد المرابطين، لكن على ما يبدو قضى معظم وقته في اشبيلية. عاش ابن قزمان في القرن الخامس الهجري في أسرة كان لها حضور ثقافي وأدبي وسياسي في البيئة الأندلسية. وكان مبدعا، عاش حياته في اللذة والمتعة واقتناص لذات الحياة حتى في شهر رمضان المبارك. وهو يشبه أبا نواس في وصفه الخمر وذكر اللذات والشهوات الدنيوية. شعره ويعد ابن قزمان زعيم الزجالين خاصة في ديوانه المشهور«إصابة الأغراض في ذكر الأعراض» الذي وثقه الكثير من المستشرقين والدارسين المسلمين. وقد أشاد بشاعرية ابن قزمان الزجلية الدارسون القدماء أمثال: ابن خلدون والمقري وابن سعيد و ابن الأبار وصفي الدين الحلبي... والدارسون المسلمون المحدثون كعبد العزيز الأهواني وإحسان عباس ومصطفى الشكعة... والمستشرقون والمستعربون كجنزبرج Gunzberg، والمستشرق التشيكي نيكلA.R.Nykl، وكولان Colin، والإسباني إيميليو گارسيا كوميث، وكوريينتي، دون أن نغض الطرف عن المستشرق الروسي كراتشكوفسكي والمستشرق الإسباني أنخل گونثالث بالنثيا. أما ديوان الشاعر فقد حملته الأقدار من بلد لآخر، ومن يد لأخرى بصورة عجيبة وغريبة. وذكر علي مكي لهذا الديوان قصة طريفة نقلها عن المستشرق الروسي كراتشوفسكي تصور رحلة الديوان في المكان والزمان. ويتبين لنا من كل هذا أن المستشرقين الغربيين هم الذين اهتموا بابن قزمان وديوانه الشعري إلى أن أفرد له عبد العزيز الأهوان يقسما خاصا به في كتابه«الزجل في الأندلس». وسيتحقق للديوان الظهور في سنة 1990 م، وأن يظفر بتحقيق من قبل الإسباني فيديريكو كوريينتي تحت عنوان«ديوان ابن قزمان القرطبي: إصابة الأعراض في ذكر الأغراض» بتقديم الدكتور محمد علي مكي، وصدر عن المجلس الأعلى للثقافة بجمهورية مصر. وسيظهر لكوريينتي بعد ذلك في سنة 1989م كتاب بعنوان:«ابن قزمان: الزجال الأندلسي». ومن مميزات شعر ابن قزمان أن زجله يعبر عن تمازج الحضارة الإسلامية بالحضارة الأيبيرية، كما تحضر اللغة الرومانثية بشكل ملحوظ في مفرداته وعباراته الشعرية، وهذا دليل على حضور اللاتينية في شعر ابن قزمان. كما يظهر زجله الشعري تشابه الشعر الأندلسي والشعر الأوربي على مستوى البناء والوزن والتقفية. أما إيقاع الزجل فقد أثار اختلافات متفاوتة بين الباحثين المسلمين والمستشرقين، فهناك من سار به مسارا إسلاميا، وهناك من قاربه على ضوء العروض المقطعي اللاتيني، وهناك من دافع عن خصوصيته الأندلسية المحلية. ولابد أن ننتبه إلى أن الأزجال زاخرة بالغنائية الموسيقية المشرقية والأندلسية المحلية. مواضيع متعلقة زجل زجل أندلسي هو محمد بن عيسى بن عبد الملك بن عيسى الزُّهري القرطبيُّ، أبو بكر، المعروف بابن قُزْمان، شاعر وزجال من أشهر الزجَّالين بالأندلس، نشأ في بيت سيادة من بيوت قرطبة، لم يزل أهله بين عالم ووزير. عُرف اثنان باسم ابن قُزمان؛ هذا وعمُّه محمد بن عبد الملك الوزير كاتب المتوكل آخر أمراء بني الأفْطس في بَطَلْيَوس، ومما يُذكر أنَّ صـاحب «نفح الطيب» خلط بينه وبين عمِّه محمد بن عبد الملك؛ وسار على نهجه هذا بعض المُحْدَثين منهم «سيبولد» في «دائرة المعارف». وقد لقَّبه «ابن بسَّـام» بابن قزمان الأصغر تمييزاً له من عمِّه. [5] اشْتُهِرَ بالزَّجل حتى رُوي زجله ببغداد، وأحسن، فصار شيخ الصِّناعة في الزجل المنظوم بكلام العامَّة في الأندلس. قال المقَّري في «أزهار الرياض»: «لمّا شاع فن التَّوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وتصريع أجزائه؛ نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا على طريقته بلغتهم الحضريَّة، من غير أن يلتزموا فيه إعراباً، واستحدثوا فنّاً سمّوه بالزَّجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد، فجاؤوا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغ مجال … وأوَّلُ من أبدع في هذه الطريقة الزَّجلية أبو بكر بن قُزمان، وإن كانت قيلت قبله بالأندلس، لكن لم تظهر حُلاها، ولا انسبكت معانيها، ولا اشتهرت رشاقتها إلا في زمانه»، وقال ابن سعيد: «رأيت أزجاله مروية ببغداد أكثر مما رأيتها بحواضر المغرب». كان ابن قزمان قرطبيَّ الدار؛ غير أنَّه تردد كثيراً إلى إشبيلية، وانتاب نهرها، خرج مرَّة إلى متنزه مع بعض أصحابه؛ فجلسوا تحت عَريش وأمامهم تمثال أسد من رخام يصب الماء من فيه على صفائح من الحجر، فقال زاجلاً: وعريشْ قد قام على دكَّـان بحــال رُواقْ وأســد قد ابتلعَ الثُّعبـان في غِلَظِ سـاقْ وفتح فمَهْ بحالْ إنســـانْ بـه الفَــواقْ من أزجاله التي سارت في الناس قوله: أُفني زماني على اختيـاري وأقطع العمـر باجتهادْ لم يخْلُ حسّ الطَّربْ بداري حتى يميلْ راسِ للوِسادْ واحدْ مؤذّنْ سـكنْ جِواري شـيخْ مليحْ أزهد العِبادْ إذا طلعْ في السَّحَرْ يَعِظْنِي يقـولْ حيَّ على الفلاحْ خرج بالزجل إلى غير الغزل والمجون، فجعله في الوصف والمديح والشكوى، فمن ذلك قوله شاكياً دهره بالعيد: قُلّي يا عيدْ فيما يسرُّني جِيتْ أو تجدِّدْ عليّ ما قد نسيتْ إذا انقطعْ زمــاني الأطولْ وعليه الثَّنا يكون ما بقيتْ أخذ معاني بعض زجله من شــعراء المشرق والمغرب، من ذلك ما أخذه عن المتنبي، كما يتضح في قوله في العيد في زجله المذكور آنفاً. ظل ابن قزمان زعيم صناعة الزجل وإمام الزجالين بالأندلس مطلقاً، إذ يرجع إلى مهارته في نظم الزجل ولعُ الأندلسيين والمغاربة بهذا الفن المستحدث، فنظموا على طريقته، وخرجوا عن الأوزان الخليلية المعروفة، وإن ظهر النظم في بعض زجلهم، غير أنَّهم تركوا الإعراب في كل حال، ولذلك قال ابن قزمان: وجرَّدت فنِّي من الإعراب كما يُجَرَّدُ السَّيف من القِراب قال ذلك نهياً عن تقصد الإعراب وتتبعه والاستكثار منه؛ لئلا يغلب على معظم أزجالهم. ذكر لسان الدين بن الخطيب أنه كان «نسيج وحده، أدباً وظرفاً ولوذعية وشهرة»، وكان شاعراً أول شأنه؛ غير أنَّ شعره قصَّر عن شعر أعلام العصر كابن خفاجة، فلما انصرف إلى الزَّجل اشْتُهِر، فمن شعره قوله يعتذر ارتجالاً وقد رقص في مجلس شراب، فأطفأ السِّراج بأكمامه: يا أهلَ ذا المجلس السَّامي سرادقُهُ ما مِلتُ لكنَّني مالتْ بيَ الرَّاحُ فإنْ أكنْ مُطفئاً مصبــاحَ بيتِكُمُ فكلّ مَن فيكمُ في البيت مصباحُ لايخلو بعض شعره من تكلُّفٍ في اللفظ، أما سائر غزله فرقيق عذب، يصلح للغناء لحلاوة اللفظ وطلاوته كقوله: يا رُبَّ يومٍ زارني فيه مَن أطلــعَ من غرَّتهِ كوكبا ذو شــفةٍ لمياءَ معسولةٍ ينشعُّ من خدَّيه ماءُ الصبَا تردد ابن قزمان إلى غرناطة غير مرة، وامتدح جماعة من أهلها بقرطبة، وجرت عليه في آخر أيامه محنة كبيرة، بسبب شـراسة خُلُقٍ كان موصوفاً بها، وكانت وفاته بقرطبة والأمير أبو عبد الله محمد بن سعد بن مردنيش إذ ذاك يحاصرها. له «إصابة الأغراض في ذكر الأعراض» وهو جزء من ديوان أزجاله.

ابن فركون

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية. وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر». أغراض شعر ابن فركون وهي المدح، الشعر السياسي، الوصف، الغزل، الإخوانيات ، الهجاء، الرثاء، أغراض أخرى شعر المدح كان ابن فُركون من الشعراء السبّاقين المبّرزين في مضمار المدح، ووقف مدحه على الملك يوسف الثالث، ووليّ نعمته تقرّبا منه، وهذا سبيله وسبيل من أراد من الشعراء أن يصل إلى المجد الأدبيّ والمكانة الاجتماعية ، فنال ابن فركون بغيّته عندما ألحق بديوان الكتابة ثمّ صار شاعر الحمراء في عصره، والمدح أهمّ أغراض شعره ووقفه على الملك يوسف الثالث ولم يتحوّل بهذا الغرض عنه إلى غيره من الملوك والأمراء. وظهرت المِدْحة عنده متّصلة بحياته اتصالا وثيقا، وحدّدت ملامحها، وأبرزتها في صورة واضحة المعالم، وبدأت مع تولّي يوسف الثالث أمور الحكم في غرناطة عام ( 811هـ) وكان ابن فركون وقتئذ فتى طامحا إلى المعالي، يتحيّن فرصته المناسبة، فوجّه إلى الملك قصيدته هنّأه فيها بمنصبه الجديد، قال في مطلعها : إليك تباشيرُ البشائر ِ مُقبلـَهْ تلوحُ بآفاق الهدى مُتهلـِّلهْ وأشار في القصيدة إلى امتلاك الملك يوسف الثالث زمام الأمور في غرناطة، فهنّأه ودعا له، ووصفه بالعدل والهدى، فقال : فَهُـنِّـئتَ ما استقبلتَ يا ملك الهدى من العزّ لا زالت سُعودك مُقبِلَـهْ لقد قلّد الرحمنُ أمـرَ عبادهِ إمامًا له في العدل أرفعُ منزلـَهْ إمام هدى قد شرّفَ المُلك باسمه كما شرّفَ السيفُ اليمانيُّ مِحمَلَـهْ الشعر السياسيّ كان شعر ابن فُركون السياسيّ وثيقة تاريخية وسياسيّة مهمّة، ترصد الأحداث التي عاشها ابن فُركون في كنف الملك يوسف الثالث، فقد سجّل الوقائع الحربيّة والمنافسات السياسيّة التي جرت بين ملك غرناطة وبين المغاربة والقشتاليين ولابن فُركون قصيدة رفعها للملك يوسف الثالث يهنِّئه فيها بالنصر الذي حقّقه أخوه الأمير معزّ الدولة وصوّر فيها لقاءه بالإسبان والبلاء الحسن الذي أبلاه حتى تحقّق له النصر عليهم، وممّا قاله في هذه القصيدة : لمّا التقى الجَمْعانُ في أرض العدا ورميْتَ جمعَـهُـمُ ببأس ٍ مُعْجـِل ِ نادى بأبطال الجهاد ألا اقْدُمـــوا وأجالَ فيهم نظرةَ المتأمــل ِ ضاقت عليهم أرضُهُمْ فتوقّفوا والماءُ يجمعُ نفسَه في الجدولِ وتجمّعتْ فِرقُ العدا ثمّ انثنتْ ما بينَ منهزمٍ وبين مـُجدَل ِ شعر الغزل كان لابن فركون نصيبٌ وافر من شعر الغزل، توزّع بين غزل المرأة في مقدمات المدائح وفي قصائد مستقلّة، وغزل بالمُذكر، وقد ظنّ الشعراء يفتتحون مدائحهم بالغزل مدركين أنّ هذا مجرد تقليد ساروا عليه، غير أنهم لم يرغبوا في الخروج عليه، ويبدو أنّ ابن فركون وجد في أساليب القدماء ما يكفيه مؤونة البحث عن أساليب جديدة فردّد ما قالوه في مقدماتهم الغزلية، فذكر الأماكن التي ذكروها ومن هذا قوله في مقدمة مِدحة نظمها عام (811 هـ ) : أمِنْ بارق أعلام نجدٍ يصافحُ تذكرْتَ عهدًا بالحمى وهو نازحُ؟ يلوحُ بآفـــاقِ الثنايا كأنـّــه مُصافي وِداد ٍ بالسلام مُـصافح ُ كَلِفـْتُ على بُعدِ المزار بجيرة ٍ جوانحُنا وجْدًا إليهم جوانــحُ لقد قيدَ الأبصارَ حسنُ أوانس ٍ لهنّ قلوبُ الهائمينَ مسارح ُ وقد نهج في عدد من مقدمات مدائحه أسلوبا قصصيا أسماه المقاولة، ومنه قوله في مقدّمة مِدحة: وربّ لائمةٍ تُلقي الملامَ على حُبِّ التي ودُّها طبعٌ ومكتسبُ قالت: لما هِمْتَ من بعدِ السّلوِّ بها؟ فقلْتُ: كلّ فتى قد هزّهُ الطربُ قالت: تمتّعْ ببـِدْعٍ من محاسنها فقلتُ: قد سُدِلَتْ من دونها الحُجُبُ وذكر في مقدماته الغزلية الطيف، وكثيرا من المعاني التي تناولها الشعراء من قبل كالعذول والواشي، وأوصاف المرأة الحسيّة على أنه بقي عفّ اللفظ طاهر القول، وهي مقدمات مهّد بها النظم في غرض المدح. وظَبْيةِ إنْسٍ ليسَ يُرْجى وصالُها مدَى الدّهْرِ إلا بالتوهّمِ والفكْرِ كلِفْتُ بها كالزُّهْرِ والزَّهْرِ في الرُبى لِما راقَ منْ بِشْرٍ وما رقَّ منْ نَشْرِ عجبْتُ لها والوُدُّ منْها سجيّةٌ وعنْ خبَري يُغْنيكَ في حُبِّها خُبْري تقولُ بأنّي قد سلَوْتُ عنِ الهَوى ولا عُذْرَ في ترْكِ اتّباعِ الهَوى العُذْري وتُخبِرُ أنّي ناظمٌ وصْفَ غيرِها وما شعرَتْ إنْ قلتُ في غيرِها شِعْري وتزْعمُ أنّي لا أبالي بهجْرِها وأنّ الهَوى منّي خِداعٌ لها يجْري فلِمْ ذا يَصوبُ الدّمْعُ والطرفُ شاخِصٌ وأطْوي الحَشا لهْفاً على لهَب الجَمْرِ منعْتُ إذاً وفْري وخُنْتُ أذمَّتي وسالَمْتُ أعْدائي ولمْ أكُ ذا أمْرِ ألَسْتُ المُسمّى باسْمِ صِدّيقِ ربِّه وناصِرَ دين اللهِ في الحادِثِ النُّكْرِ ألسْتُ الذي تعْنُو المُلوكُ لعِزِّه وتَرْهَبُهُ في حالَي النّهْي والأمْرِ ألسْتُ الذي تخشى الكُماةُ نِزالهُ وترْهَبُ منهُ البطشَ بالبيضِ والسُمْرِ ألستُ الذي ترْجو العُفاةُ نَوالَهُ وقد جادَها منْهُ بمُنْهَمِلِ القَطْرِ فلِمْ لا أوَفّي العهْدَ والفضْلُ شيمَتي وأنّ وفائِي لا يُروَّعُ بالغَدْرِ وعِزّةُ مُلْكي طوعُها كُلُّ مالِك وأيْنَ عُلا الشهْبانِ من رِفْعَةِ البَدْرِ فلا حُكْمَ إلا كُنتُ فيهِ مُحَكَّماً ولا أمْرَ إلا وهْوَ يصدُرُ عنْ أمْري . بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي بالحمى وهو نازحُ؟ يلوحُ بآفـــاقِ الثنايا كأنـّــه مُصافي وِداد ٍ بالسلام مُـصافح ُ كَلِفـْتُ على بُعدِ المزار بجيرة ٍ جوانحُنا وجْدًا إليهم جوانــحُ لقد قيدَ الأبصارَ حسنُ أوانس ٍ لهنّ قلوبُ الهائمينَ مسارح ُ وقد نهج في عدد من مقدمات مدائحه أسلوبا قصصيا أسماه المقاولة، ومنه قوله في مقدّمة مِدحة: وربّ لائمةٍ تُلقي الملامَ على حُبِّ التي ودُّها طبعٌ ومكتسبُ قالت: لما هِمْتَ من بعدِ السّلوِّ بها؟ فقلْتُ: كلّ فتى قد هزّهُ الطربُ قالت: تمتّعْ ببـِدْعٍ من محاسنها فقلتُ: قد سُدِلَتْ من دونها الحُجُبُ وذكر في مقدماته الغزلية الطيف، وكثيرا من المعاني التي تناولها الشعراء من قبل كالعذول والواشي، وأوصاف المرأة الحسيّة على أنه بقي عفّ اللفظ طاهر القول، وهي مقدمات مهّد بها النظم في غرض المدح. المراجع مَوْلَى المُلوكِ بمغرِبٍ وبمَشْرِقِ عن شُكْرِ ما أولاهُ أعْجَزَ مَنْطِقي أهْدَى إلى الممْلوكِ من مَنظومِهِ دُرّاً ولكِن مِثْلُهُ لمْ ينْسَقِ وافَى ليُعْلِمَني بأفْضَل مِنحَةٍ جادَتْ بها كَفُّ الكريمِ المُشْفِقِ وأتى يُبشِّرُني برائِقةِ الحُلَى فطَفِقْتُ بيْنَ تشوُّفٍ وتشوُّقِ ميّادَة الأعْطافِ ساحِرُ لَحظِها يرْمي بسهْمٍ للقُلوبِ مُفَوَّقِ لمْ لا يَفوقُ الشُّهْبَ نيِّرُ وجْهِها وسناهُ عن بَدرِ الكَمالِ المُشرِقِ لمْ لا يَروقُ الآنَ روْضُ مَحاسِنٍ منها بجودِ نَدى يَمينِكَ قد سُقي جاءَتْ بها البُشْرَى فأيُّ صَبابةٍ تَخْفَى وأيُّ جَوانحٍ لمْ تخْفِقِ قد كِدتُ أذْهَبُ لوعةً لو لمْ تَجُدْ بالوَعْدِ أنّا عن قَريبٍ نَلْتَقي أنا في العشيّةِ بينَ قلبٍ مولَعٍ فيها وجَفْنٍ للطّريقِ مُحدِّقِ والعبدُ يمْسي بينَ فعْلِ مُرْسَلٍ فيها وقلبٍ بالصَبابةِ موثَقِ فاعْجَبْ لهُ يرْتاحُ تحتَ ضُلوعِه أو فوقَها بمقَيَّدٍ وبمُطْلَقِ فتخالهُ مثْلَ الجَوادِ لدى الوَغى حيناً وحيناً يرْتَمي أو يرْتَقي موْلايَ أبْدَى من بديعِ جَمالِها وصْفاً ثَنى قَلبي رهينَ تعَشُّقِ لا شيْءَ أشرفُ في الوجودِ من التي يتخيَّر المَوْلَى الهُمامُ وينْتَقي وُفِّقْتَ للشكْرِ الجميلِ وقد أتَتْ من عِندِ موْلىً ناصِرٍ لموَفَّقِ لا زالَ موْلانا يجودُ لعَبْدِهِ من قصْدِهِ الأرْضى بما هوَ مُنْتَقِ