https://follow.it/amir-samdani?action=followPub

Tuesday 17 October 2023

ابن فركون

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية. وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر». أغراض شعر ابن فركون وهي المدح، الشعر السياسي، الوصف، الغزل، الإخوانيات ، الهجاء، الرثاء، أغراض أخرى شعر المدح كان ابن فُركون من الشعراء السبّاقين المبّرزين في مضمار المدح، ووقف مدحه على الملك يوسف الثالث، ووليّ نعمته تقرّبا منه، وهذا سبيله وسبيل من أراد من الشعراء أن يصل إلى المجد الأدبيّ والمكانة الاجتماعية ، فنال ابن فركون بغيّته عندما ألحق بديوان الكتابة ثمّ صار شاعر الحمراء في عصره، والمدح أهمّ أغراض شعره ووقفه على الملك يوسف الثالث ولم يتحوّل بهذا الغرض عنه إلى غيره من الملوك والأمراء. وظهرت المِدْحة عنده متّصلة بحياته اتصالا وثيقا، وحدّدت ملامحها، وأبرزتها في صورة واضحة المعالم، وبدأت مع تولّي يوسف الثالث أمور الحكم في غرناطة عام ( 811هـ) وكان ابن فركون وقتئذ فتى طامحا إلى المعالي، يتحيّن فرصته المناسبة، فوجّه إلى الملك قصيدته هنّأه فيها بمنصبه الجديد، قال في مطلعها : إليك تباشيرُ البشائر ِ مُقبلـَهْ تلوحُ بآفاق الهدى مُتهلـِّلهْ وأشار في القصيدة إلى امتلاك الملك يوسف الثالث زمام الأمور في غرناطة، فهنّأه ودعا له، ووصفه بالعدل والهدى، فقال : فَهُـنِّـئتَ ما استقبلتَ يا ملك الهدى من العزّ لا زالت سُعودك مُقبِلَـهْ لقد قلّد الرحمنُ أمـرَ عبادهِ إمامًا له في العدل أرفعُ منزلـَهْ إمام هدى قد شرّفَ المُلك باسمه كما شرّفَ السيفُ اليمانيُّ مِحمَلَـهْ الشعر السياسيّ كان شعر ابن فُركون السياسيّ وثيقة تاريخية وسياسيّة مهمّة، ترصد الأحداث التي عاشها ابن فُركون في كنف الملك يوسف الثالث، فقد سجّل الوقائع الحربيّة والمنافسات السياسيّة التي جرت بين ملك غرناطة وبين المغاربة والقشتاليين ولابن فُركون قصيدة رفعها للملك يوسف الثالث يهنِّئه فيها بالنصر الذي حقّقه أخوه الأمير معزّ الدولة وصوّر فيها لقاءه بالإسبان والبلاء الحسن الذي أبلاه حتى تحقّق له النصر عليهم، وممّا قاله في هذه القصيدة : لمّا التقى الجَمْعانُ في أرض العدا ورميْتَ جمعَـهُـمُ ببأس ٍ مُعْجـِل ِ نادى بأبطال الجهاد ألا اقْدُمـــوا وأجالَ فيهم نظرةَ المتأمــل ِ ضاقت عليهم أرضُهُمْ فتوقّفوا والماءُ يجمعُ نفسَه في الجدولِ وتجمّعتْ فِرقُ العدا ثمّ انثنتْ ما بينَ منهزمٍ وبين مـُجدَل ِ شعر الغزل كان لابن فركون نصيبٌ وافر من شعر الغزل، توزّع بين غزل المرأة في مقدمات المدائح وفي قصائد مستقلّة، وغزل بالمُذكر، وقد ظنّ الشعراء يفتتحون مدائحهم بالغزل مدركين أنّ هذا مجرد تقليد ساروا عليه، غير أنهم لم يرغبوا في الخروج عليه، ويبدو أنّ ابن فركون وجد في أساليب القدماء ما يكفيه مؤونة البحث عن أساليب جديدة فردّد ما قالوه في مقدماتهم الغزلية، فذكر الأماكن التي ذكروها ومن هذا قوله في مقدمة مِدحة نظمها عام (811 هـ ) : أمِنْ بارق أعلام نجدٍ يصافحُ تذكرْتَ عهدًا بالحمى وهو نازحُ؟ يلوحُ بآفـــاقِ الثنايا كأنـّــه مُصافي وِداد ٍ بالسلام مُـصافح ُ كَلِفـْتُ على بُعدِ المزار بجيرة ٍ جوانحُنا وجْدًا إليهم جوانــحُ لقد قيدَ الأبصارَ حسنُ أوانس ٍ لهنّ قلوبُ الهائمينَ مسارح ُ وقد نهج في عدد من مقدمات مدائحه أسلوبا قصصيا أسماه المقاولة، ومنه قوله في مقدّمة مِدحة: وربّ لائمةٍ تُلقي الملامَ على حُبِّ التي ودُّها طبعٌ ومكتسبُ قالت: لما هِمْتَ من بعدِ السّلوِّ بها؟ فقلْتُ: كلّ فتى قد هزّهُ الطربُ قالت: تمتّعْ ببـِدْعٍ من محاسنها فقلتُ: قد سُدِلَتْ من دونها الحُجُبُ وذكر في مقدماته الغزلية الطيف، وكثيرا من المعاني التي تناولها الشعراء من قبل كالعذول والواشي، وأوصاف المرأة الحسيّة على أنه بقي عفّ اللفظ طاهر القول، وهي مقدمات مهّد بها النظم في غرض المدح. وظَبْيةِ إنْسٍ ليسَ يُرْجى وصالُها مدَى الدّهْرِ إلا بالتوهّمِ والفكْرِ كلِفْتُ بها كالزُّهْرِ والزَّهْرِ في الرُبى لِما راقَ منْ بِشْرٍ وما رقَّ منْ نَشْرِ عجبْتُ لها والوُدُّ منْها سجيّةٌ وعنْ خبَري يُغْنيكَ في حُبِّها خُبْري تقولُ بأنّي قد سلَوْتُ عنِ الهَوى ولا عُذْرَ في ترْكِ اتّباعِ الهَوى العُذْري وتُخبِرُ أنّي ناظمٌ وصْفَ غيرِها وما شعرَتْ إنْ قلتُ في غيرِها شِعْري وتزْعمُ أنّي لا أبالي بهجْرِها وأنّ الهَوى منّي خِداعٌ لها يجْري فلِمْ ذا يَصوبُ الدّمْعُ والطرفُ شاخِصٌ وأطْوي الحَشا لهْفاً على لهَب الجَمْرِ منعْتُ إذاً وفْري وخُنْتُ أذمَّتي وسالَمْتُ أعْدائي ولمْ أكُ ذا أمْرِ ألَسْتُ المُسمّى باسْمِ صِدّيقِ ربِّه وناصِرَ دين اللهِ في الحادِثِ النُّكْرِ ألسْتُ الذي تعْنُو المُلوكُ لعِزِّه وتَرْهَبُهُ في حالَي النّهْي والأمْرِ ألسْتُ الذي تخشى الكُماةُ نِزالهُ وترْهَبُ منهُ البطشَ بالبيضِ والسُمْرِ ألستُ الذي ترْجو العُفاةُ نَوالَهُ وقد جادَها منْهُ بمُنْهَمِلِ القَطْرِ فلِمْ لا أوَفّي العهْدَ والفضْلُ شيمَتي وأنّ وفائِي لا يُروَّعُ بالغَدْرِ وعِزّةُ مُلْكي طوعُها كُلُّ مالِك وأيْنَ عُلا الشهْبانِ من رِفْعَةِ البَدْرِ فلا حُكْمَ إلا كُنتُ فيهِ مُحَكَّماً ولا أمْرَ إلا وهْوَ يصدُرُ عنْ أمْري . بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء ، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ابن فركون، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي بالحمى وهو نازحُ؟ يلوحُ بآفـــاقِ الثنايا كأنـّــه مُصافي وِداد ٍ بالسلام مُـصافح ُ كَلِفـْتُ على بُعدِ المزار بجيرة ٍ جوانحُنا وجْدًا إليهم جوانــحُ لقد قيدَ الأبصارَ حسنُ أوانس ٍ لهنّ قلوبُ الهائمينَ مسارح ُ وقد نهج في عدد من مقدمات مدائحه أسلوبا قصصيا أسماه المقاولة، ومنه قوله في مقدّمة مِدحة: وربّ لائمةٍ تُلقي الملامَ على حُبِّ التي ودُّها طبعٌ ومكتسبُ قالت: لما هِمْتَ من بعدِ السّلوِّ بها؟ فقلْتُ: كلّ فتى قد هزّهُ الطربُ قالت: تمتّعْ ببـِدْعٍ من محاسنها فقلتُ: قد سُدِلَتْ من دونها الحُجُبُ وذكر في مقدماته الغزلية الطيف، وكثيرا من المعاني التي تناولها الشعراء من قبل كالعذول والواشي، وأوصاف المرأة الحسيّة على أنه بقي عفّ اللفظ طاهر القول، وهي مقدمات مهّد بها النظم في غرض المدح. المراجع مَوْلَى المُلوكِ بمغرِبٍ وبمَشْرِقِ عن شُكْرِ ما أولاهُ أعْجَزَ مَنْطِقي أهْدَى إلى الممْلوكِ من مَنظومِهِ دُرّاً ولكِن مِثْلُهُ لمْ ينْسَقِ وافَى ليُعْلِمَني بأفْضَل مِنحَةٍ جادَتْ بها كَفُّ الكريمِ المُشْفِقِ وأتى يُبشِّرُني برائِقةِ الحُلَى فطَفِقْتُ بيْنَ تشوُّفٍ وتشوُّقِ ميّادَة الأعْطافِ ساحِرُ لَحظِها يرْمي بسهْمٍ للقُلوبِ مُفَوَّقِ لمْ لا يَفوقُ الشُّهْبَ نيِّرُ وجْهِها وسناهُ عن بَدرِ الكَمالِ المُشرِقِ لمْ لا يَروقُ الآنَ روْضُ مَحاسِنٍ منها بجودِ نَدى يَمينِكَ قد سُقي جاءَتْ بها البُشْرَى فأيُّ صَبابةٍ تَخْفَى وأيُّ جَوانحٍ لمْ تخْفِقِ قد كِدتُ أذْهَبُ لوعةً لو لمْ تَجُدْ بالوَعْدِ أنّا عن قَريبٍ نَلْتَقي أنا في العشيّةِ بينَ قلبٍ مولَعٍ فيها وجَفْنٍ للطّريقِ مُحدِّقِ والعبدُ يمْسي بينَ فعْلِ مُرْسَلٍ فيها وقلبٍ بالصَبابةِ موثَقِ فاعْجَبْ لهُ يرْتاحُ تحتَ ضُلوعِه أو فوقَها بمقَيَّدٍ وبمُطْلَقِ فتخالهُ مثْلَ الجَوادِ لدى الوَغى حيناً وحيناً يرْتَمي أو يرْتَقي موْلايَ أبْدَى من بديعِ جَمالِها وصْفاً ثَنى قَلبي رهينَ تعَشُّقِ لا شيْءَ أشرفُ في الوجودِ من التي يتخيَّر المَوْلَى الهُمامُ وينْتَقي وُفِّقْتَ للشكْرِ الجميلِ وقد أتَتْ من عِندِ موْلىً ناصِرٍ لموَفَّقِ لا زالَ موْلانا يجودُ لعَبْدِهِ من قصْدِهِ الأرْضى بما هوَ مُنْتَقِ

No comments:

Post a Comment